لأنكِ جَوهرة مَصونة ولؤلؤة مَكنونة
يا ذات الطهر والعفاف.. افتحي لي مغاليق قلبك، وارهفي لي سمعك، وافتحي لبك وتقبلي مني هذه الكلمات التي ستتحدث بإذنه تعالى عن جوانب حياتك كفتاة..
إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله أما بعد:
لأنك جوهرة مصونة، ولؤلؤة مكنونة، ومنك يسري الحبور، وبأعمالك تنثري الفخر والسرور، أهدي لك هذه الكلمات يا حبيبة، كلمات هي بإذن الله همسات ولمسات لتسعدي وتفلحي بالدنيا والآخرة.
أخيتي:
يا ذات الطهر والعفاف افتحي لي مغاليق قلبك، وارهفي لي سمعك، وافتحي لبك وتقبلي مني هذه الكلمات التي ستتحدث بإذنه تعالى عن جوانب حياتك كفتاة.
أمرك الله عز وجل يا جمانة الروح، ويا أختي المصون بعبادته وأن لا تشرك به أحد فشهادة أن لا إله إلا الله هو اعتراف منك بوحدانيته تعالى، والاعتراف بالوحدانية تعني وتعلمي علم اليقين بإطاعة أوامره، وتجنب نواهيه وزجره، والحث على العمل بما أمرنا به وأول ما أمرنا الله عز وجل هي المحافظة على صلاتك، فكما قال الحبيب صلوات الله عليه وسلامه: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضة شيئًا، قال الرب تبارك وتعالى: أنظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما أنتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك» (سنن الترمذي:413، قال: حسن غريب من هذا الوجه).
فاهتمي يا حبيبة بأوقات صلاتك والمحافظة عليها وعلى صحتها، وشروطها ووضوئها، وخشوعها وركوعها، وسجودها تفوزي بالدنيا والآخرة، وإن ثان ما أمرك به الخالق، هي طاعة الوالدين وبرهما، فعليك يا أخية أن تطيعي والديك فيما أمرا ونهيا ونصحا، ومساعدتهما في أمور الحياة، وما ذلك لينقص من هيبتك بل على العكس سيزيدك ذك نورًا وهيبة وحُسنا وأخلاقًا، وإن مما يدخل طاعة الوالدين هو عدم الخروج دون إذنهما، والذهاب دون قول شيء لهما، فإن ذلك يخلق توترًا وقلقًا عليك وخوفًا من أن يصيبك أي مكروه لك دون معرفة ذلك من قبلهما، وأبلغ مقال يقال هنا هو قوله تعالى في كتابه العزيز: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ وَبالْوَالدَيْن إحْسَانًا إمَّا يَبْلُغَنَّ عندَكَ الْكبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَريمًا} [الآسراء:23].
وإن ثالث ما أمرك به الله عز وجل: {غَيْرَ مُسَافحَاتٍ وَلا مُتَّخذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء:25]، وقال ابن عباس: "{وَلا مُتَّخذَاتِ أَخْدَانٍ} يعني أخلاء"، وكذا روي عن أبي هريرة، ومجاهد، والشعبي، والضحاك، وعطاء الخراساني، ويحيى بن أبي كثير، ومقاتل بن حيان، والسدي قالوا: "أخلاء"، وقال الحسن البصري: "يعني الصّديق"، وقال الضحاك أيضًا: "ولا متخذات أخدان ذات الخليل الواحد المقرة به نهى الله عن ذلك"، فأنت منهيه عن التحدث ومخاطبة الرجال الأغراب عنك بصوت حسن، أو لقول حسن، والأغراب هنا يدخل فيها أبناء عمومتك، وأبناء خالتك، وأبناء صفك، واعلمي أنك مأمورة بغض طرفك ونظرك عن الرجال، فغضي طرفك يغضض قلبك عن الحرام والوقوع فيه.
بعد الحديث عن أهمية الوحدانية، والصلاة وبر الوالدين وغض النظر، لقد أتى الحديث لكي نتكلم عن لباسك عن الحجاب، عن اللباس الساتر السابغ، ليكتمل به إيمانك ويتجلى به حيائك كـ(حمرة الخدود) على الوجوه فإنك يا حبيبة مأمورة بلبس الحياء فعليك أن تتقيدي بالشروط الواجبة له:
أولا: أن يكون واسعًا فضفاضًا.
ثانيًا: أن لا يصف الجسم أو أد أعضائه.
ثالثًا: أن لا يشف ما تحته.
رابعًا: أن لا يكون لباس شهرة أو موضة.
خامسًا: أن لا يكون مزينًا مزركشًا.
سادسًا: لباس لا يشبة به الكافرات.
فانظري لنفسك هل أنت ترتدين حجابك حسب شروطه وقيوده، إن كان نعم فهنيئًا لك، وإن كان لا فاتق الله في نفسك وتوبي إلى الله يغفر ذنبك تفلحي، وأوصيك باللباس الساتر في البيت وعند الأهل والأحباب، والخلان والأقارب، فإن اللباس الساتر يزيدك حشمة وحياء، وتقوى وعفاف.
وأحب أن أوصيك -لأنني أحبك-: تعهدي قرآنك أخيّة لا تتركيه، واجعلي نصيبه منك كل يوم لتري السعادة
قد أشرقت في قلبك، والابتسامة زينت وجهك، والرضا والقناعة سيصبحا ديدنك.
وآخر دعوانا أن الحمد الله ربّ العالمين.
- التصنيف:
- المصدر: