هاك كفي.. لنزرع البيداء زهرًا
أم يوسف صالح
إلى من أسرفت على نفسها.. وحكمت بذبول زهرتها، وأغلقت نوافذ النور عن روحها، وجلست القرفصاء في غرفتها.. إليك أهدي هذه الكلمات لعلها تُنير منافذ قلبك من دياجير الظلام..
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة - تربية النفس -
إلى من أسرفت على نفسها.. وحكمت بذبول زهرتها، وأغلقت نوافذ النور عن روحها، وجلست القرفصاء في غرفتها.. إليك أهدي هذه الكلمات لعلها تُنير منافذ قلبك من دياجير الظلام..
أخيتي هاك كفي.. لنزرع البيداء زهرًا..
لتُنيري ذلك القلب الذي أحكمه الظلام، ولتغسليه من أدران الشهوات والمطبات..
أخيتي..
طهري قلبك وعلقيه بالله عز وجل فالتوكل، وحسن الظن بالله، واليقين كله، أنوار تجلب السعادة لك، ليست السعادة في الحب الحرام، والتعلق بغير الله، لا والله ليست هذه السعادة إنما هي سعادة وقتية يتلوها تأنيب بالضمير واسوداد في القلب والوجه.. إيّاك يا أخيّة أن تستمعي لأهواء نفسك حتى لا تقودك لكرهها، واسمعي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لمَّا جئتُ به» (الأربعون النوويّة، حسن صحيح)، أسعدي قلبك بالصلاة، والصدقة، والابتسامة، والكلمة الطيبة، وبالأعمال الصالحات المفروضة عليك..
أسعدي قلبك بالعطاء والإنجاز وتفائلي خيرًا تجديه، وإذا تعلق قلب بالله عز وجل ظهر ذلك النور في الوجه،
نورٌ وضاءٌ يتلألأ بالقلوب ومن ثم الوجوه، أليس الإيمان اعتقاد في القلب وتتبعه الجوارح.. الإيمان هو: قول باللسان وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
أخيتي.. طهّري مسامعك عن الحرام، فلا غناء ولا فسوق ولا عصيان، ولا أحاديث صاخبة مع الشبان،
واستبدليها بالزهر، بالذكر، بالطاعة والعنفوان، ألم تسمعِ قول الله عز وجل: {وَمنَ النَّاس مَنْ يَشْتَري لَهْوَ الْحَديث ليُضلَّ عَنْ سَبيل اللَّه بغَيْر علْمٍ وَيَتَّخذَهَا هُزُوًا أُولَئكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهينٌ} [لقمان:6].
فما سُئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن سبب نزولها قال: "الْغنَاء وَاَللَّه الَّذي لَا إلَه إلَّا هُوَ يُرَدّدهَا ثَلَاث مَرَّات"، وسماع الأغاني يُنبت في القلب نفاقًا أحذرك منه، فيجعلك تستهينين بأوامر الله عز وجل، والتكاسل عن فعلها، ويقودك إلى الذنوب والمعاصي..
أخيتي من الأجمل بنظرك، معصية تطفئ نور قلبك أم طاعة تُنير دربك؟
ألا فاسمعي الذكر لينير قلبك من ظلمته ووحشته ووحدته، فما الأنس إلا بالله عز وجل، وما الراحة إلا بالله عز وجل، وما السعادة إلا بالقرب من الله عز وجل، وألم تسمعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحيّ والميّت» (صحيح البخاري:6407).
أخيتي..
أوصيك بسلامة المنهج والاعتقاد، ونور التوحيد فلا سلاسل شركية، ولا عيون زرقاء، ولا أحذية معلقة على السيارات، واستبدليها بالرقيّة الشرعية والتحصين بالأذكار والاستغفار، وارفعي أكفك للسماء، وتضرعي إلى الله والهجي دومًا بالدعاء، واستكثري منه لتستشعري معيّة الإله، ولا تنجرفي للتقليد والاتباع، وحافظي على منهجك ودينك، والله ثم والله ثم والله لن تسعدي بدونه، ولن تري الراحة إلا فيه وباتباعه، وكوني قدوة ونبراسًا للخير، واسألي الله دومًا الهداية واذكري دومًا هذا الدعاء ليثبتك الله عز وجل، فكلما هممت إلى معصية قولي: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
أخيتي..
اسمعي لله واحفظي وسيري على درب هو أنشأه لك، لتصنعي من البيداء زهرًا في قلبك.