رسالة إلى كل من سكت

منذ 2008-02-09

إساءة بعد إساءة وصفعة بعد صفعة, و عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع ثمن ضعفنا, ويدفع ثمن خيانة من باعوا دينهم بدنياهم, فلم يحركوا ساكناً للدفاع عن ديننا ,مع أنهم حركوا الجبال للدفاع عن دنياهم ومزاياهم ويدفع ثمن صمت الصفوة المثقفة التي نست ضمائرها,


في تعد جديد لأمة الأبقار نشرت 17 صحيفة دانماركية ـ من بينها الصحف الكبرى ـ باسم حرية التعبير، رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يظهره على أنّه إرهابي.

والرسم المذكور الذي يظهر الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل، هو واحد من 12 كريكاتيرا تسيء للرسول عليه السلام، نشرتها صحيفة (يولاندس بوسطن) في 2005، مما أثار غضب العالم لإسلامي.

وفي عداد الصحف الـ17 انضمت صحيفة (برلينغسكي تيدنديه) المحافظة ـ وهي من الصحف الكبرى ـ للمرة الأولى إلى ناشري هذا الرسم المثير للجدل، بغية التعبير كما تقول عن رفضها للرقابة الذاتية بعد تهديدات بالموت وجهت إلى فسترغورد، أحد 12 رسام كاريكاتير وضعوا رسومات تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الأيّام التي سبقت هذه الحادثة وصل الاستهتار بإحدى المتعالمات أن تصدر كتاباً عن الحياة الجنسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتتواصل حلقات أعداء الإسلام سواء من الداخل أو الخارج، مستخدمين سلاح الإهانة والاستهزاء لشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم.

لما زاد ضعفنا سنحت الفرصة لأعدائنا لكيل الضربات الموجعة وتسديد السهام في جسدنا الواهن, ولم يجدوا ما يؤلمنا أكثر من النيل من شخص نبينا صلى الله عليه وسلم ليسددوا مزيداً من السهام, فقام من قام وسكت من سكت, ومع تكرر الإهانات, بدأ يدب الفتور حتى في عروق من قام لله, ليظهر من بكى ممّن تباكى, وليعلن أصل المرض عن نفسه, وهو أنّ أكثرنا مازال بعيداً عن حقيقة المحبة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنّ الحماسة اللحظية والعاطفة لا تغني عن الاتباع والدفاع العملي عن سنته ومنهاجه صلى الله عليه وسلم.

إساءة بعد إساءة وصفعة بعد صفعة, وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع ثمن ضعفنا, ويدفع ثمن خيانة من باعوا دينهم بدنياهم, فلم يحركوا ساكناً للدفاع عن ديننا, مع أنّهم حركوا الجبال للدفاع عن دنياهم ومزاياهم ويدفع ثمن صمت الصفوة المثقفة التي نست ضمائرها, وساهمت في دخول الشعوب في تيه لا نهاية منظورة له.

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113)} [سورة الأنعام: 112-113].

لا شك أنّ رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم شوكة صلبة في حلوق أهل الكفر في كل زمان بعد ظهورها وظهور أتباعها، فعقيدة الإسلام الواضحة الناصعة تقتل الشرك قتلاً في قلوب معتنقيه فلا تبقى لهم إلّا الجحود والمكابرة أو الدخول في دين الله أفواجاً, وكذا منهجه الواضح يزيل قواعد الطغيان من على وجه الأرض بكل قوة ليرسي العدل الإلهي, فيثير في قلوب الطواغيت الحقد الدفين, فإمّا التنازل عن استعباد العباد والدخول في سعة الإسلام وعبادة ربّ العباد أو الاستئصال والمحاربة والتي إن لم تنجح في الدنيا فنار الآخرة أشد وأبقى.

لمّا أكمل الطغاة تكميم الأيدي والأفواه عن نصرة الدين, دارت بالمسلمين الدوائر, وأصبحوا ألعوبة وأضحوكة, حتى طال الاستهزاء مؤسس الإسلام ومعلم التوحيد وخير أنبياء الله وخاتمهم صلوات ربّي وسلامه عليه, ليعلن هذا الاستهزاء أنّ أمراضنا قد بلغت مداها, ولابد من التعجيل بالعلاج والإفاقة.

إنّنا لا نكون قائمين بنصر الدين ولا مستحقين لنصر الله بدونها {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: من الآية 7] فكيف ننصر الله ونحن لا ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذه رسالة نبعث بها إلى كل من سكت عن نصرة رسول الله {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ} [سورة التوبة: من الآية 40].

الرسالة الأولى: إلى الزعماء

بالله عليكم ألم تسمعوا عن أمير مملكة هي أكبر من ملك أكبركم, أمير حكم فعدل فأمن فنام, أما سمعتم عن أمير الدنيا ينام تحت ظل شجرة لا يخاف إلّا الله بعدما عدل في رعيته, أسألكم بالله أيستطيع أحدكم أن يفترش نعله وينام تحت ظل شجرة في أرضه؟؟؟؟

بالله عليكم ألا تسألوا أنفسكم ما الذي دعا يهود فلسطين الذين بدأوا الحملة ونصارى الدانمارك والفاتيكان والسويد والله أعلم بالبقية إلى هذا الاستهزاء وهذه الإهانات,أليس هو سكوتكم المنكر وغير المبرر منذ أن كتب اليهود اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا على رأس خنزير وأطلقوه في الشوارع لتبدأ الحملة بعدها من إخوانهم النصارى, واليهود يتفرجون وأنتم تصمتون, مع أنّكم تقومون ولا تقعدون إذا مُست أسماؤكم أو لمست كراسيكم!!!

فهلا وقفتم وقفة لله أمام ضمائركم ونويتم إصلاح المسار وتبييض الصحائف, أأمنتم مكر الله, ماذا تعدون لسؤال الله عن أمانة في أعناقكم يا ولاة أمرها, وبالله عليكم ماذا تجيبون ربّكم إذا سألكم عن تلك الأمانة وقد منعتم الدعاة واعتقلتم الصالحين, فهل ستلاقوا ربّكم بكراسيكم, أبداً والله.... أبداً لن يحدث ذلك, {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [سورة ابراهيم: 48], أين أنتم يوم يزول الملوك وينادي منادي السماء {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [سورة غافر: 16].

يا حكام الأمّة صالحوا ربّكم وحكموا شريعة نبيكم فهذه أفضل وسائل نصرة نبيكم, وأفسحوا الطريق للعلماء والدعاة الربانيين, وفكوا وثاق الصالحين المعتقلين, واجعلوا ولاءكم ودفاعكم عن نبيكم بمقاطعة المستهزئين كما تقاطعون وتردون المعتدين, فإن أبيتم فأنتم وشأنكم أمام ربّكم.

الرسالة الثانية : إلى العلماء

علماؤنا الكرام ومربونا الأفاضل ودعاتنا الأبرار, كفانا اختلافا ولنجتمع حول الأصول التي جمعنا حولها النبي صلى الله عليه وسلم ولنترك تحريش الشيطان وراء ظهورنا, حتى لا يكون لنا دور فيما يحدث, فلنجتمع لتعليم الأجيال القادمة من هو محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تنال هذه الأجيال أيادي التشويه المتربصة, فالجهد الجهد, فالقطار سريع ولا وقت لبطيء أو تكاسل.

أئمتنا الكرام لابد من مزيد الخدمة لبيان منهج النبي صلى الله عليه وسلم وتأدية البلاغ برسالته «بلغوا عني ولو آية»، وأنتم طليعة البلاغ وقادة المبلغين والموقعين عن رب العالمين ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم, فنصرته ليست بمدحه وبيان جماله وحسنه صلى الله عليه وسلم فحسب وإنّما بأمور عدة حتى تثمر النصرة جيل يحمل هم الإسلام من هذه الأمور:

التخلية: القائمة على التخلص من شوائب الشرك وتصفية القلوب لله رب العالمين من عبادة كل من دونه من وثن أو حجر أو دينار أو طاغية, تخلية القلوب من كل طاغوت يعبد من دون الله.

التحلية: بتوحيد الله الخالص الخالي من شائبة شرك أو شبهة.

التربية: التربية الإيمانية العملية على أخلاق النبي وفعاله ومنهجه التي تفرز الرجال وتصنع الأجيال, وليس تنظير للمحبة دون واضح برهان أو دليل على صدق هذه المحبة.

الأمة تريد منكم يا حماتها الحقيقيين أن تنشئوا وتديروا مصانع للرجال, فما أحوجها اليوم إلى الرجال فهلا تكاتفتم وبدأتم العمل الدؤوب.

اخترتم هذا الطريق طريق التبليغ والتوقيع عن رب العالمين, وقد جاء دوركم بل نقول جاءت مسئوليتكم التي حملكم الله إيّاها {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [سورة آل عمران: من الآية 187] فإن لم تنصروا نبيكم وتتخذوا مواقف جادة حتى لا تتكرر الإهانات فلا خير في بقائكم في أماكنكم هذه, هذا اختبار من الله لكم أمام أمتكم ومحبيكم وأتباعكم.

إنّ نصرة نبيكم صلى الله عليه وسلم أن تجهروا بوجوب تطبيق شريعته وإقامة سنته وتعظيم منهاجه.

الرسالة الثالثة: إلى عموم الأمّة

عن سعيد بن المسيب قال: " أول من سل سيفه في ذات الله الزبير بن العوام وبينما الزبير بن العوام قائل في شعب المطابخ إذ سمع نغمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل فخرج من البيت متجردا بيده السيف صلتا فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما شأنك يا زبير», قال: سمعت أنّك قتلت. قال: «فما كنت صانعا», قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة. قال: فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير. قال سعيد: أرجو أن لا تضيع له عند الله عز وجل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم".

هذا رجل من أفراد أمة النبي في حياته التي يستطيع أن يدافع عن نفسه فيها خرج صادقاً في حرب بلدة بأكملها وحده من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم, أين أنت منه, وأين نحن من محبته وهمه في حمل رسالته, قد تقول لا أطيق ولا أستطيع... حسناً أفلا تستطيع ـ إن كنت رجلاً ـ أن تقيم سنته في بيتك وعلى رعيتك, أفلا تستطيع ـ إن كنت شاباً ـ أن تهجر المعاصي وتبادر بالتوبة وصدق الاتباع, أفلا تستطيعين ـ أيّتها الشابة ـ أن تبادري إلى إكمال التزامك وإتمام حجابك لإثبات محبتك لنبيك صلى اله عليه وسلم حتى تكونين قدوة لأجيال تربيها على محبته وتعزيره وتوقيره واتباعه صلى الله عليه وسلم.

وأخيراً: لا نريد اختزال نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في المقاطعة لبضائع أعدائه أو مجرد رفع كتاب مشبوه من الأسواق فحسب فالمقاطعة أقل القليل, بل نصر نبينا الكبير في إقامة شريعته ونشر رسالته وبذل الغالي والثمين لإيصال دينه إلى أنحاء الأرض, وبذل ما نملك لتصحيح أوضاعنا ومحو العار عن جبيننا..




محمد أبو الهيثم
المصدر: لواء الشريعة

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 52
  • 3
  • 27,781
  • المهندس  وائل نديش

      منذ
    [[أعجبني:]] اننا قاطعنا هذه المنتجات الرذلة والحمد للهة [[لم يعجبني:]] ان بعض المسلمين سكتوا كأنهم معهم
  • محمدصلاح احمدالديب

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا على المقالة وارجو ان يهب الجميع لنصرة حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد قطر الامطار وعدد ورق الاشجار وعدد ماتعاقب اللليل والنهار وعدد ما اطاعه المسلمون الابرار وعدد ما عصاه العصاة الفجار وعلى ال بيته الابرار الاطهار وعلى صحبه من المهاجرين والانصار وعلى التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم القرار وسلم تسليما كثيرا
  • عبداللكريم التويجري

      منذ
    [[أعجبني:]] حماس المسلمين للدفاع عن خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم [[لم يعجبني:]] انهم يشغلونا عن الهدف الحقيقي وهو احتلال بلاد الاسلام ونهب ثرواتهم واشغالنا وامتصاص حماسنا عن نصرة اهلنا في العراق وفلسطين
  • حسبنا الله ونعم الوكيل

      منذ
    [[أعجبني:]] أن جهنم لن تكون خاليه من هؤلا الكفار ولقد برأنا اجهنم [[لم يعجبني:]] أنهم أمه الابقار
  • بنت الاسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] الايجابية بشكل عام
  • نورالدين

      منذ
    [[أعجبني:]] الاستنكار و الروح التي تتكلم
  • إنسانة

      منذ
    [[أعجبني:]] لن نسكت عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسأحاسب نفسي من اليوم بإذن الله على إتباع سنته. ونحن من أشد المقاطعين للمنتجات الأمريكية والدينماركية. وسيرد الله كيدهم في نحورهم وسينقلبوا من هذه المعركة أذلة وهم صاغرين بإذن الله.منذ اللحظة التي استشاط فيها إخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض غضباوقاموا بتهديد السفارات المعنيه وألحقوا بها الضرر. كثيرا ممن لم يسمعوا عن هذا الدين ذهبوا واستفسروا عنه. ودخل الناس أفواجا فيه بعدما رأوا ثورة ذويه في الدفاع عن نبيهم. وسيتم الله نوره ولو كره الكافرون.
  • راضية

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين يا رب العالمين و الله ما يصيبنا هذا ما هو إلا نتيجة ضعفنا و عدم الإقتداء بسنت نبينا محمد عليه أطيب و أزكى الصلوات و السلام، صلت و لا تزال و ستظل تصلي عليه الملائكة و كل المسلمين على وجه الأرض، و الله مالا يرضيني ما يصيبنا من ضعف و جبانه، نعم نحن الجبناء لم نستطع أن ندافع عن نبينا الطاهر المصطفى المختار، إختاره و اصطفاه رب العالمين رب العرش العظيم مالك الملك، و الله ما يسيؤون إليك يا حبيبنا يا نبينا و إنما يسيؤون إلا لأنفسهم...ألا إن نصر الله لقريب بإذنه تعالى... اتبعو سنته يا مسلمين.....و صلو عليه في كل وقت عليه الصلاة و السلام [[لم يعجبني:]] ضعفنا عدم إتحاد أمتنا.....إلى متى و نحن هكذا؟إلى نتى بالله عليكم، من جهة الألم و من جهة الغضب الشديد من أنفسنا الضعيفة....
  • عبد الحميد

      منذ
    [[أعجبني:]] الله الله يا عباد الله نحن لن نموت عندما نمنع بضائعهم عن بيوتنا فلسنا نموت اذ قاطعناهم الله وعد هذه الامة بالنصر و لسوف يتحقق ذلك بعز عزيز او بذل ذليل و ما ذلك على الله بعزيز و السلام عليكم
  • عبد الكريم

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم انا احبكم في الله والله نحن نحب الرسول كل الحب لكن ماذا نفعل لا يوجد افكار او تفكير كيف نعبر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً