(11)
رحاب حسَّان
إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم- سَبَق اللسان فأطاعت الجنان- "أما تنتهي يا عمر؟!"- قوة على قوة
(1)
إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم
تخبط المشركون في كيفية التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم ما بين ثلاثة أمور: (محاولة الإيذاء وما بين الترغيب وما بين عرض المساومات وسنتناول بداية محاولات إيذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم.)
فقد مدت أطراف الشرك وتمادت في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أن عقبة بن معيط وطئ برجله على رقبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وعاهد أبو جهل أصنامه ليحملن حجر لا يطيق حمله فيفضخن به رأس النبي صلى الله عليه وسلم فما أن أقبل على فعلته حتى رجع مرعوبًا منتقع اللون، قائلا لقريش: "ما إن هممت حتى عرض لي بفحل من الإبل ما رأيت مثل هامته وقصرته وأنيابه وقد هم ان يأكلني"
فقال صلى الله عليه وسلم: «
». وما بعد الشدة إلا الفرج فماذا حدث؟.
(2)
سَبَق اللسان فأطاعت الجنان
إنها أحرف لقصة إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب لما سمع عن إيذاء أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم، فخرج حمزة يسعى حتى قام على أبي جهل وقال له: " أتشتم ابن أخي وأنا على دينه؟"، ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة، وثار الحيَّان (بنو مخزوم وبنو هاشم)، فقال أبو جهل: "دعو أبا عمارة -يعني حمزة- فإني سببت ابن أخيه سبا قبيحا"، فكان إسلام سيد الشهداء أنفة كأن اللسان قد سبق إليه دون قصد، ثم شرح الله صدره للإسلام فتأمل رعاك الله ولا تيأس من هداية أحد.
(3)
"أما تنتهي يا عمر؟!"
أول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بعد مغادرته بيت أخته التي أسلمت؛ فخرج من عندها يدق الباب على رسول الله وصحابته الكرام فلما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه، وجبذه بشده قائلًا له: «
». ثم قال: « .»، فشهد عمر الشهادتين وكان هذا هو الفرج الثاني بعد إسلام حمزة قبله بثلاثة أيام فقط.
(4)
"قوة على قوة"
انه أصدق تعبير حق أن يقال في عمر الفاروق رضي الله عنه بعد إسلامه؛ فعقب إسلامه ذهب إلى أشد قريش عداوة وهو أبو جهل فدق بابه قائلًا له: "لقد جئتك لأخبرك أني آمنت بالله ورسوله" فأغلق أبو جهل الباب في وجهه.
ثم ذهب لأكثر الناس نشرًا ووشايةً للخبر فأخبره أنه قد أسلم، فنادي الرجل بأعلى صوت أن ابن الخطاب قد صبأ، ثم خرج بالمسلمين في صفيْن هو وحمزة ولهم كديد ككديد الطحين حتى دخلوا المسجد الحرام.