هكتاتورية رعــــــاة البقر
فادي محمد ياسين
يـخـبـرك مَـــنْ شـهــد الهـزيـمـة أنــنــا *** بـتـنـا عـلــى
حـــال الأصــــم الأبــكــم
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
تتناقل وسائل الإعلام خلال هذه الأيام مطالبات الحكومة الأمريكية الديموقراطية بل المدرسة النموذجية للديموقراطية والعدالة بالإعدام لستة من مسجوني غوانتانامو، وذلك بعد مضي سنين لهم ذاقوا فيها أنواع من حسن الضيافة الأمريكية!! من تعذيب لتجويع لانتهاكات جنسية وتدنيس للمصاحف وهلم جرا واختتموا ذلك بتوفير كافة متطلبات المحاكمة للعدالة وذلك طلبا للتأييد العالمي ففعلوا الآتي:
- المحاكمة عسكرية ويرفضون أن تكون مدنية أو فيدرالية (وهذا معناه أنها تحصيل حاصل فإملاءتها معروفة مسبقا وإنما هي تنفيذ للأوامر).
- يشرع في تلك المحاكمات الأمريكية الاستناد على أدلة سرية يراها القاضي ولا يراها الدفاع وقد يبني القاضي حكمه عليها وفي النهاية لا تعرف فيما تم سجن أو قتل المسجون!!.
- الأدلة على ما حدث من تعذيب تم إتلافه منذ مدة بل حرقه لأسباب غير معروفة!!.
- ما اعترف به المحققون أنّهم استخدموا وسائل محاكاة الغرق ـ وضع الرأس في حوض ماء حتى يشعر الأسير بالاختناق ـ لتسريع الحصول على المعلومات، والحكومة نفت أن تكون هذه الوسيلة من أصناف التعذيب!! لا أدري هل يعلمون الأسرى السباحة مثلا أم ماذا تسمى هذه الوسيلة، وقد أجمعت القوانين العالمية على إدراجها من ضمن أساليب التعذيب المحظورة.
هذا غيض من فيض والأعجب أنّنا مازلنا نصدقهم بل هناك من بني جلدتنا ما زالوا يتمسكون بأذيالهم ويدافعون عنهم بأقلامهم ليلا نهارا سرا وجهارا فمتى نفيق ونعد إلى صوابنا.
فرسولنا صلى الله عليه وسلم من أجل امرأة مسلمة أقام حربا على يهود، ونحن لا نملك حتى الاستغناء عنهم أو الوقوف والصمود بكلمة حق في وجوههم بل حتى تعيين من يدافع عن أبنائنا بما يتهمونهم به بلا أدنى أدلة ولا مصداقية.
وقد سطر الدكتور عبد الرحمن العشماوي - حفظه الله- كلمات رقراقة يقول فيها:
لــــم يــــدرك الـعـربــي فــــي أيـامـنــا *** كـــرم الـجــدود ولا يـقـيــن الـمـسـلـم
طُـعِـنَـت كـرامــة أمـتــي فـــي قلـبـهـا *** لـيـس الكـريـم عـلـى الـقـنـا بـمـحـرّم
وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى قلبي *** مـــــن الــجـــرح الـعـمـيــق الــمــؤلــم
يــا أمــة الإســلام هـــل لـــك فـــارس *** يغشـى الوغـى ويـعـف عـنـد المغـنـم
إنــي ذكـرتـكِ والـجـــــــــراح نـواهـل *** مـني وحـرفي قـــد تلجلج فـي فمي
فــــوددت تـمـزيــق الــحـــروف لأنــهـــا *** وجـمــت وجــــوم جـبـيـنـكِ الـمـتــورم
يـا أرض (داكـار) اسألـي عـن حالـنـا *** إن كـنـت جاهـلـة بـمــا لـــم تعـلـمـي
يـخـبـرك مَـــنْ شـهــد الهـزيـمـة أنــنــا *** بـتـنـا عـلــى حـــال الأصــــم الأبــكــم
نعلم تمام العلم ونحن على يقين أنّ نصرتنا ما هي إلاّ بنصر ديننا، فكلما ازددنا بعدا زاد هواننا وليس على أعدائنا أمر ولا أعظم من تمسكنا بإسلامنا وتعاليمه، فليفعلوا الآن ما يريدوه ولكن لنعد نحن العدة لمنازلة أخرى في زمان ومكان قادمين لا محالة، ولتكن عدتنا الدين والتمسك به والحجاب وفضائله، والأخلاق وضوابطها، والنوافل بأنواعها، وليكن همنا القرآن ورفع راية الإسلام والصف الأول في الصلاة فذلك مفتاح الجهاد.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)} [سورة محمد: 7-8].
وقال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [سورة الأنفال: 9].
و قال عز وجل: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين} [سورة التوبة: 14].
يبحثون عن تدمير جيل ويبدو أنّ لديهم من الغباء ما يكفي ليعيدوا سقطاتهم وعثراتهم، فقد حاولوا قبلا تغريب الإسلام ولم يمض على ذلك نصف قرن و كانت المحصلة أشد ويلا عليهم، فقد ازدادت أعداد المستقيمين الملتزمين وانتشر الحجاب وحورب العري وعمرت المساجد وازدهرت الدعوة وارتفعت أعداد المسلمون وذاك أطار صوابهم، وها هي محاولة أخرى يقومون بها ولكن هيهات فالله حافظ دينه ما بقيت هذه الأرض.
إلى الآباء والآمهات: بيدكم الجيل القادم وهو بإذن الله النبراس الأول للنصر والرفعة فلا تهملوا تربيتهم تربية إسلامية قويمة، فلتنشؤوا رجالا حماة للأعراض والحرمات، وتربوا بناتا ليكن أمهات صالحات بيدهن حفظ المجتمعات بحفظ الأزواج والأولاد واتباع شرع رب السماوات.
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [سورة الأنفال: من الآية 60].
وأسأل الله سبحانه أن يرفع راية الإسلام والمسلمين وأن يعلي راية الدين ويرد عنا كيد الكافرين الحاقدين وأن يستخدمنا لرفعة دينه هو ولي ذلك والقادر عليه سبحانه.
فادي محمد ياسين
المصدر: طريق الإسلام