نعمة المعرفة (2)
عائض بن عبد الله القرني
ما أشرفَ المعرفة، وما أفرحَ النفسَ بها، وما أثلجَ الصدرَ ببرْدها، وما أرحبَ الخاطرَ بنزولها، {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
فإنْ كنتَ تريدُ السعادةَ فاطلبِ العلمَ وابحثْ عن المعرفةِ وحصِّل الفوائدَ، لتذهبَ عنكَ الغمومُ والهمومُ والأحزانُ، {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. {من يردِ اللهُ به خيراً يفقِّههُ في الدينِ}.
ولا يفخرْ أحدٌ بمالِهِ أو بجاهِهِ، وهو جاهلٌ صفْرٌ من المعرفةِ، فإنَّ حياتَه ليستْ تامَّةً وعمرُه ليس كاملاً: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى}.
- قال الزمخشريُّ:
سهري لتنقيحِ العلومِ ألذُّ لي *** مِنَ وَصْلِ غانيةٍ وطيِبِ عنِاقِ
وتمايُلي طرَباً لحلِّ عويصةٍ *** أشهى وأحلى من مُدامةِ ساقي
وصريرُ أقلامي على أوراقها *** أحلى من الدَّوْكاءِ والعشَّاقِ
وألذُّ من نقرِ الفتاةِ لدُفِّها *** نقري لأُلقي الرملَ عن أوراقي
يا مَنْ يحاول بالأماني رُتْبتي *** كمْ بين مُسْتَغْلٍ وآخرَ راقي
أأبيتُ سهران الدُّجى وتبيتهُ *** نوماً وتبغي بعدَ ذاكَ لحِاقي
ما أشرفَ المعرفة، وما أفرحَ النفسَ بها، وما أثلجَ الصدرَ ببرْدها، وما أرحبَ الخاطرَ بنزولها، {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ}.