امتحان القلوب - (4) مواطن امتحان القلوب

منذ 2014-04-30

وهذه المضغة الصغيرة (القلب) أمرها عجيب، لما يحصل له من أحوال وانفعالات، وبما يتباين فيه الناس من أحوال ومقامات وصفات.

علل وأدواء القلب:

وهذه المضغة الصغيرة (القلب) أمرها عجيب، لما يحصل له من أحوال وانفعالات، وبما يتباين فيه الناس من أحوال ومقامات وصفات. وهذه إشارات قرآنية لبعض ما يطرأ على القلب من علل وأدواء، فمن ذلك: الغفلة، العمى، الزيغ، التقلب، الاشمئزاز، الإقفال، القسوة، اللهو، الرياء، النفاق، الحسد.. وهلم جرّا.

سبحان الله! كل هذا على القلب؟ نعم، وأعظم من ذلك بكثير.

والنتيجة: أن يتعرض هذا القلب للطبع والختم والموت بعد نزول هذه الأمراض، وعدم مدافعة الإنسان لها، فيكون قلبه أسود.

 

أنواع من أحوال القلب السليم وأوصافه:

وكما أن القلب يتعرض للأمراض والعلل، فإن هذا القلب يحصل له من الأحوال الإيمانية، والمقامات التعبدية من الصفات المحمودة مثل: اللين، والإخبات، والخشوع، والإخلاص، والحب لله، والتقوى، والثبات، والخوف، والرجاء، والإنابة، وغيرها كثير.

والنتيجة: السلامة، والحياة، والإيمان، وصفة قلب صاحبه أبيض.

 

مواطن امتحان القلوب:

ومواطن امتحان القلوب كثـيرة، لكن كثيرا من الناس يتصور أن القلب إنما يمتحن بالشهوات والمعاصي، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35]. ومن هذه المواطن:

 

1- العبادة:

فالعبادة مثل: الصلاة والصدقة والصيام والحج وغيرها موضع امتحان وابتلاء، ففيها ابتلاء في تحقيق الإخلاص لله، وعـدم مراعاة الناس بها. وفي العبادة ابتلاء بتصحيحها، وأدائها كـما جاءت عن النبي الأمن، وابتلاء بتحقيق التقوى فيها.

 

2- العلم:

وهذا موطن خصب لامتحان القلوب، وكم فشل أناس في هذا الامتحان، فطائفة طلبوا العلم لله، ثم تحولت النية إلى الشهوة الخفية، حب الرئاسة، الشهرة، التصدر، التعالي على الأقران، المراء والجدل، القدح في الخصوم... وغيرها.

 

3- الدعوة:

فشهوة توجيه الآخرين، والشهرة، والتعالي على الخلق كلها امتحانات قد تجعل الدعوة وبالا على صاحبها.

 

4- الخلاف والجدل:

وهو مرتع من مراتع الشيطان. ومزرعة من مزارعه، ولأنه قد يكون الباعث للجدال هو الانتصار للحق، ثم يتحول إلى انتصار للنفس، وهنا مكمن الداء.

 

5- الشهوات:

مثل: المـال، والمركب، والنساء، والبنين، والبنيان، وهذه لا شك أنها فتنة وابتلاء {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن:15]. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» (مسلم).

ومنها أيضًا: الشبهات والفتن، الرياسة والمناصب، النسب والحسب والجاه.

ملخص من كتاب: امتحان القلوب.

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا

  • 7
  • 0
  • 9,044
المقال السابق
(3) معنى امتحان القلوب
المقال التالي
(5) تنبيهات مهمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً