دقائق مع النبي - (14)
عام الحزن- زواجه من سودة ثم عائشة- الرسول في الطائف- مساندة الخلائق له.
(1)
عام الحزن
وفيه فقد النبي صلى الله عليه وسلم أحب الناس له
فقد أبو طالب السند الخارجي الذي يدفع عنه القوم، ثم فقد خديجة رضي الله عنها السند الداخلي الذي يخفف عنه الأزمات والمحن، وتجرأ كفار قريش على رسول الله ونالوا منه ما لم يكونوا يطمعون به في حياة أبي طالب وابتدأت مرحلة عصيبة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واجه فيها كثيرًا من المصاعب والمحن.
(2)
زواجه بسودة ثم عائشة
وبعد فترة من وفاة السيدة خديجة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة رضي الله عنها، وبعدها بعام تزوج عائشة بنت الصديق المبرأة من السماء رضي الله عنها بمكة ودخل بها في المدينة وكانت أحب أزواجه إليه وأفقه نساء الأمة ولها مناقب عدة وفضائل وافره.
(3)
الرسول في الطائف
وفي ظل حالة الاضطهاد الذي أدمرته مكة لرسول العالمين، قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف رجاء أن يستجيبوا لدعوته او يناصرونه على قومه فخرج إليها متخفيًا راجلًا على قدميْه هو ومولاه "زيد بن حارثة" رضي الله عنه، يتنقل بين القبائل ورؤسائها ولم يترك أحدًا من أشرافها إلا وكلمه وقضى في ذلك عشرة أيام لم يجبه أحد بل قالوا: "أخرج من بلدنا"، وأغروا صبيانهم يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى أدموا كعبيه وقدميه واختضب نعلاه بالدم صلى الله عليه وسلم.
(4)
مساندة الخلائق له
لقد أعرض البشر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ثمة خلق آخرون يُقدِّرون مكانته ويحفظون قدره، فها هو ملك الجبال يسأل رسول الله أثناء عودته من الطائف: "أن يطبق عليهم الأخبشيْن" (وهما جبلا مكة: جبل أبو قبيس والذي يقابله)، ولكن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بقومه كانت أوسع حين قال له: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله»
وتلكم الجن تُسلم إلى الله حين تسمع كلام الله يُتلى من خير البشر وهو يتلو آياته في طريق عودته لمكة، كل هذا سرّى عنه صلى الله عليه وسلم وهو في طرق العودة من الطائف.
وكل هذا يجعلنا ننظر للعالم نظرة شاملة وليست مادية دنيوية، فليس البشر هم كل الخلائق، بل هناك دومًا من يساندون اللذين آمنوا من الملائكة الذين ينبغي أن نستشعر وجودهم وهم إيعاذ الخير للمؤمنين، يثبتونهم بالدعاء والاستغفار وفي منازل الجهاد، وفي مشاركتهم حلق العلم والذكر.
ثم كانت حادثة كونية أخرى تربطنا أيضًا بعالم الغيب وتبعدنا عن عالم الشهادة وعنائها
كما سنرى إن شاء الله
- التصنيف:
- المصدر: