امتحان القلوب - (10) الهوى والخوف من غير الله
الهوى ومحبة غير الله:
فإنه آفة الآفات، والسم الزعاف لهذا القلب، يوم أن تكون محبة الشخص لغير الله، وموالاته ومعاداته في سبيل دنياه، وأهوائه، وأطماعه الشخصية. وهذا لا شك موصل صاحبه إلى الهلاك والبوار وتأمل معي في هذه الآية: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً} [القصص:50].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان كون الحب يعمي ويصم: ".. ولذلك قال الشاعر:
عدو لمن عادت، وسلم لأهلها *** ومن قربت ليلى أحب وأقربا
فهذا جعل الولاء والبراء في ليلى، وليس في الله. وذكر شيخ الإسلام أيضا قصة رجل أحب امرأة سوداء حبًا عجيبًا، أخذت عليه مجامع قلبه، فيقول هذا الرجل:
أحب لحبها السودان حتى *** أحب لحبها سود الكلاب
والواجب أن يكون حبنا وبغضنا، وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله سبحانه وتعالى لا شريك له، ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم: «
» (أحمد). وأسوأ أنواع الحب محبة أعداء الله.
الخشية والخوف من غير الله:
يقول تعالى: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة:44] ويقول عز وجل: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة:13]. ومن صفات الذين في قلوبهم مرض أنهم يقولون {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة:52]، ومن صفات الذين سلمت قلوبهم وآمنت: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173].
وهناك خوف جبلي لا يقدح في المعتقد كخوف الإنسان من عدوه إنسانا أو حيوانا، أما الخشية فلا تكون إلا من الله. وعدم الخوف دليل على قوة القلب وجسارته، كما أنه دليل على الإيمان، قال الإمام أحمد: "لو صححت لم تخف أحدًا"، أي من المخلوقين.
- التصنيف:
- المصدر: