دموع المآذن - (2) فرض الصلاة
الصلاة أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام.. ومن عظمة قدرها، ورفعة شأنها أن الله لما أراد أن يفرضها على عباده، رفع خاتم الأنبياء، إلى أعلى السماء، ثم خاطبه بفرضها، ووعد بعظيم أجرها..
الصلاة أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام..
ومن عظمة قدرها، ورفعة شأنها أن الله لما أراد أن يفرضها على عباده، رفع خاتم الأنبياء، إلى أعلى السماء، ثم خاطبه بفرضها، ووعد بعظيم أجرها، كما في الصحيحين، أنه صلى الله عليه وسلم قال في قصة الإسراء والمعراج: «فانطلق بي جبرائيل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم! قيل: مرحباً به، فنعم المجيء جاء، قال صلى الله عليه وسلم: ففتح».
ثم ما زال صلى الله عليه وسلم يصعد في السماوات، حتى وصل إلى السماء السابعة، قال: «ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبرائيل قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم! قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت إذا إبراهيم قال: هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت إلى سدرة المنتهى، ثم فرض علي الصلوات خمسون صلاة كل يوم..
فرجعت فمررت على موسى فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟ فقلت بخمس صلوات كل يوم.. قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك».
فقال صلى الله عليه وسلم: «سألت ربي حتى استحيت، ولكني أرضى وأسلم».
قال صلى الله عليه وسلم: «فلما جاوزت ناداني مناد، أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي».
فنحمد الله العظيم الذي أذن لنا بالوقوف بين يديه، والإقبال بالقلوب عليه، وشكاية الحاجات إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب: (دموع المآذن) للشيخ: محمد بن عبد الرحمن العريفي
- التصنيف:
- المصدر: