ما بين الإستراتيجية والتخطيط

حينما يُذكر التنافس تتجه الأفهام إلى العراك والصدام والخسائر والطرق غير الأخلاقية، وغير ذلك مما تستدعيه الكلمة، لكن وعلى العكس من ذلك تماماً تعتمد الإستراتيجيات الجيّدة على تجنّب الصدام المباشر، وتقليله قدر المستطاع إن اضطروا إليه، والقادة الأغرارُ هم الذين يسوقون مؤسساتهم إليه..

  • التصنيفات: الإسلام والعلم -

ما الإستراتيجية [1]؟
يشيع في معهود لغتنا اليومية استخدام كلمة إستراتيجية، كأن يقال: "اشتريت منزلاً في موقع إستراتيجي، أو لفلان إستراتيجية جيدة في الإقناع"، ومع النهضة المباركة في مسارات التجويد والتحسين الإداري في مؤسساتنا الخيرية، صار من المألوف سماع مصطلح خطة إستراتيجية، وأحياناً بقدر من التفصيل نجد من قادة المؤسسات من يقول إن إستراتيجيتنا هي الانتشار أو التخصص أو غير ذلك، وقبل الدخول في معاني المصطلح الذي يُتناول بشيء من التعقيد أحياناً أحب أن أتشارك مع القارئ الكريم بعض الرؤى التي عساها أن تجلّي المصطلح وتبسطه.

يصف المختصون الإستراتيجيةَ بالعلم الحيويّ، بافتراض أنها تتسق مع طبيعة الكائنات الحيّة، الساعيةِ للنجاح بطبيعتها؛ لأن الإستراتيجية معنية بالأساس بتحقيق النجاح والفوز، سواء كان هذا النجاح يتجلى في زيادة أرباح المساهمين في الشركات، أو يظهر في تحقيق الداعمين والمانحين لأهدافهم من دعم المؤسسات الخيرية، أو في ظهور دولة ما على غيرها، أو تقدّم الفرد في دراسته أو عمله، بل حتى عندما يجتمع فريق من الأسود لاصطياد فريسة بتدبير دقيق وهداية فذّة، وعليه؛ فيقال:إن الإستراتيجية هي الطرق المتفردة التي تحقق المؤسسة بها قيمة أعلى من منافسيها لمستفيديها [2]. وليس هذا فحسب، بل تبحث الإستراتيجية في الطرق التي تجعل المنافسين لا يلحقون بك في إطار التنافس!

وحينما يُذكر التنافس تتجه الأفهام إلى العراك والصدام والخسائر والطرق غير الأخلاقية، وغير ذلك مما تستدعيه الكلمة، لكن وعلى العكس من ذلك تماماً تعتمد الإستراتيجيات الجيّدة على تجنّب الصدام المباشر، وتقليله قدر المستطاع إن اضطروا إليه، والقادة الأغرارُ هم الذين يسوقون مؤسساتهم إليه، ولعلّ ثمة إشارات في قول الحقّ سبحانه في سورة الأحزاب: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْـمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا . وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا . وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب:٢٥-٢٧]؛ إلا أنّ من الفضل الواسع على المؤمن أن يوفّق إلى انتصار من غير خسائر، وعليه فإن الإستراتيجيات الناضجة تتجه إلى تحقيق الفوائد القصوى بعيداً عن الصدام المباشر.

إن الاتجاه بموارد المؤسسة في غير إطار المنافسة المباشرة قدر المستطاع، والخلوص إلى أعمال متميزة تجعل بقية المنافسين بمعزل عن الوصول إلى المكانة التي حازتها؛ هو ما يعرف في عرف مفكري الإستراتيجية باتخاذ الموقع الإستراتيجي، أي الموقع المتميّز الذي يصعب على المنافسين الدخول فيه، أو تقليده، ويحصل هذا بأن يعوّد قادة المؤسسات أنفسهم النظر إلى ميدان المنافسة من منظور آخر غير الذي ينظر منه المنافسون، وهذا النظر يُثمر تميّزاً وتفرداً إما بأداء ذات الأعمال بطرق مختلفة تصنع قيمةً إضافية، أو بطرْق طُرق جديدة بالكلية تبتكر قيمةً لمّا تظهر في السوق بعدُ. والبحث عن الموقع الإستراتيجي هو ما يجعل المؤسسات اليوم تنفق ثميناً وبسخاء على الأفكار وترعى الإبداع.

لأن بسببه يتحقّق للمؤسسة ما تريد مما يُعجز المنافسين وروده، وليس الوصول إلى هذا الموقع هو ما تريده المؤسسات فقط، بل الوصول إليه وحمايته من تغوّل الآخرين عليه، وتتطلب حماية المواقع الإستراتيجية في كثير من الأحيان إخفاءً لطرق التميّز، وإبعاداً للمنافسين عن تصوّر سبلها، مما تسميه الشركات سرّ المهنة، وما يُسمى في الحرب السرية والخدعة، وإنما (الحربُ خدعةٌ) [3].

ومع الحرص الشديد في عالم الأعمال على ألا تُكتشف طرق التميّز وأسراره، فإن المحنكين من المحللين يستطيعون بشكل أو بآخر توقع التحركات الإستراتيجية للمؤسسات من خلال دراسة أنماط استجاباتها في التعامل مع الأحداث؛ لأن للإستراتيجية نمطاً لا يخفى على المتبصّرين يظهرُ في مفردات التحركات، وهنا تحدًّ جمّ للإدارات الكبرى بين أن تصطبغ كافة تحركات المؤسسة بالإستراتيجية المختارة لضمان تميز متكامل، وهو أمر ضروريّ للنجاح؛ وبين الحفاظ على سرية التميّز الذي قد يكتشف من تتبّع الأنماط واستقرائها، ويظلّ النقصُ مستولياً على البشر، ويبقى الأمر دقّه وجله لله الكبير المتعال.

والحاصل أنه من غير الدقيق قصر مصطلح إستراتيجية على تحرّك واحد من تحركات المؤسسة، أو تدبير محدّد لتحقيق التميّز، بل لا يقال إستراتيجية إلا لمجمل التدابير والأعمال، والتوجّهات المنهجية والفكرية والقيميّة التي تُحدث بمجموعها تقدّماً للمؤسسة أو الفرد في بيئة التنافس، بعد عونٍ من الله ومدّ.

ما الفرق بين الإستراتيجية والتخطيط؟
وعلى غير الشائع فإن الإستراتيجية ليست هي الخطة! إن التخطيط عملية إداريةٌ داخليّة تنحو في الغالب إلى التصميم وتنظيم الأشياء وترتيبها وإدارة الموارد وغيرها، بينما الإستراتيجية خارجيّةٌ تتوجه بالملاحظة والاستقراء والتوقّع أثناء التقدّم.

كما أن التخطيط يعمل في البيئات المسيطر عليها، لذا يُرى ضرورياً عند وضع الخطط أن تحدّد الموازنات سلفاً والأشخاص في المواقع الوظيفية والهياكل وغير ذلك، بينما مجال عمل الإستراتيجية هو البيئات غير المتوقعة التي لا تحكمها قواعد ثابتة، حيث تنشأ فرص تتطلب مواردَ غير ما رُصد من قبل، أو ينشأ تهديد يتطلب تلافيه تدابير لم توضع في الحسبان.

إن تخطيط الأعمال كاسمه: (خطيّ، متتال، يغذي السابق منه اللاحق)، أما الإستراتيجية فتعمل في دوائر منحنية، تصعد طوراً وتهبط تارات، ويمكننا أن نشبه عمليات التخطيط كالقطار الذي يتحرك وفقاً لامتداد القضبان ويقف حالما تقف، أما الإستراتيجية فهي بالضبط كمسار سفينة شراعية في البحر تتجه إلى وجهتها من خلال حُسن استجابة طاقمها لتقلبات المناخ دون مساحة محدّدة، وهنا بالتحديد يظهر أحد الفروق الجليّة بين إستراتيجيات الشركات وإستراتيجيات المؤسسات الخيرية، حيث إن بيئة السوق يظهر فيها التقلب بجلاء من تغيرات في سلوك المستهلكين أو توافر موادّ أوليّة أو اختفائها، أو ارتفاع أسعار العملات والذهب وغير ذلك..

ورغم أن البيئات التي تعمل فيها مؤسساتنا لا تقلّ تقلباً واحتياجاً للمهارة في التدبير عن تلك التي تعمل فيها الشركات؛ إلا أن قصور استيعابنا لمفهوم الإستراتيجية وضعف الإحساس بالتقلبات والتدافع، يجعلنا ننحو إلى خطط جامدة نسميها أحياناً الخطة الإستراتيجية، وهي بالكاد خطة عمل! إن التوجّه بالإستراتيجية فيه سعي دائم للتحليل والنظر، لا الاكتفاء في بداية وضع الخطة بتحليل واحد؛ كتحليل نقاط القوة والضعف والفرص والمهددات الذي يختصر في مصطلح (SWOT)، ثم وضع نتائج التحليل كديباجة ثابتة في مقدّمة وثيقة الخطة الإستراتيجية، في حين أنه قد يحدث تغيّر في بيئة العمل أثناء التحليل، فضلاً عن مضي سنوات عليه! وهذه الروح الباحثة باستمرار عن الفرص الناشئة للاغتنام أو المهددات الناشئة للاجتناب؛ هي ما تميز المؤسسات الموجّهة بالإستراتيجية.

ويؤدي هذا النظر المستمرّ بالضرورة إلى اتخاذ قرارات لا تخلو من صرامة أحياناً، الأمر الذي يتطلّب شجاعة وحزماً والتزاماً بالتبعات؛ لذا يؤكّد المختصون في الإستراتيجية أنّ أخلاق القائد وحُسن اتصاله بمرؤوسيه ووضوح رؤيته عندهم وثقتهم به؛ من أركان النجاح الإستراتيجي، وحينما يتناولون في الإستراتيجية مصطلح المرونة ويؤكدون ضرورته، يعنون فيما يعنون قدرة المؤسسة على الاستجابة للتغيّرات المحتملة، التي يفرضها الفوز بموقع إستراتيجي من تغيير في ميادين الأعمال، أو تكثيف للموازنات في برامج محدّدة، أو تقليص للهياكل أو تعيين موظفين بمواصفات محدّدة، وغيرها من تدابير..

ويمكن القول بشكل عام: إن بيئات الأعمال أياً كانت -ومنها بيئات (أعمالنا الخيرية)- تتجه إلى عدم الثبات وسرعة التغيير، بما يجعل النظم القديمة في إدارة الأشياء تفقد قيمتها بالتدريج، وتحلّ محلها نظم جديدة للإدارة تواكب معدلات التغيير السريعة، وما ظهور أنظمة إدارية جديدة ومصطلحات كالهدم الإبداعي وإعادة هندسة نظم العمليات –الهندرة- وغيرها؛ إلا أثر من آثار التغيير المطّرد.

ومع ذلك كله، فإن الخطة والإستراتيجية أمران يكمل بعضهما بعضاً، حيث تكتشف الإستراتيجية الأمور التي تتطلب حلاً، بينما تضع الخطة الحلول وتوفّر الموارد اللازمة للحل، ويسعى الحسّ الإستراتيجي إلى كسب مزيد من الموارد للمؤسسات، بينما يوجّه الحسّ التخطيطيّ هذه الموارد لبناء قدرات المؤسسة لتحصل على مزيد من المكاسب، وهكذا.

وعليه؛ فالخطة شيء والإستراتيجية شيء آخر؛ فقد تكون الإستراتيجية -بمجموع تدابيرها النظريّة- جيّدة لكن التخطيط سيئ فتفشل المؤسسة، أو يكون التخطيط -بسلامة الهياكل وتوافر الموارد ووضوح المهام والتوقيتات- بارعاً والإستراتيجية ضامرة لا تحدث تدابيرها تقدّماً للمؤسسة في ميدان التنافس فتفشل المؤسسة! ولعله من الجليّ الآن أن المؤسسة تحتاج إلى إستراتيجية جيّدة وخطة جيّدة لتنجح.

إن أقرب ما يمكن به وصف علاقة الإستراتيجية بالخطة في فصيح اللغة، هو العلاقة بين المكر والكيد [4]؛ إذ تدور المعاني اللغوية للمكر على التدبير في الخفاء، سواء كان هذا الأمر خيراً أو شراً، ويقابل هذا الأمر في المراحل المألوفة عند وضع الإستراتيجية التحليل وقراءة الأحداث لاتخاذ القرار بالبديل الإستراتيجي المناسب، ومنه قوله سبحانه: {وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ} [الأنفال:٣٠].

حيث عرض المشركون بدائلهم ما بين إثبات أو قتل أو إخراج، وكلها في إطار التدبير الذي لم ينزل منزلاً عملياً بعد، فأحبطه الله عزّ وجلّ. وجاء في معنى الكيد:الاحتيال والاجتهاد، والتدبير بباطل أو حقّ، والحرب، وبشيء من المقاربة يمكن القول إن المكر يشمل قضايا التفكير، والكيد يشمل التدابير العملية، ومن ذلك قول الحق سبحانه: {إن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:١٢٠].

وفيه يلتمس المتدبر من الأمر بالصبر والتقى في حال المسّ بالحسنة أو السيئة، أن المكر نزل منزلاً يوجب صبراً وتقى من مساسه ومباشرته، ومن الجدير بالذكر أن الكيد والمكر أوصاف محايدة تقع في الخير والشر، إذ تضاف هذه الأوصاف إلى ما يشير إلى خيرها أو شرها؛ فالمكر المذموم هو المكر السيئ: {اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْـمَكْرُ السَّيِّئُ إلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إلَّا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر:٤٣]، والكيد المذموم الذي يبطله الله تعالى هو كيد المبطلين: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال:١٨]، وقوله سبحانه: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:٦٩].

وإنّ المؤمن الحقَّ المتبصّر هو أولى من يستوعب هذه الفروق ويحسن التعامل معها، إذ يستقر في إيمانه أنّ مصير الأمور بيد ربّ الأرباب سبحانه الذي يقلّب الليل والنهار عبرةً لأولي الأبصار، فيدعوه سبحانه أن يهديه في تقلبات الأحوال، وأن يمكر جلّ شأنه له [5] ويؤيده، وأن يلهمه في سعيه وخططه الرشد، فتُهدى إستراتيجياته بما له من ثقة بربه ويقين، وتثبّتُ خططه عند شحّ الموارد وقلة المؤونة بالصبر، فيتقدم ويتفوق: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [السجدة:٢٤].

 

عاصم بن محمد حسن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة البيان العدد 322 جمادى الآخرة 1435هـ، إبريل 2014م.
[1] بذلت جهود مشكورة في ترجمة كلمة Strategy إلى اللغة العربية، فترجمت إلى سوْق، بمعنى سوق موارد الدول والمؤسسات إلى تحقيق الأهداف العليا، وترجمت إلى صراطية، بمعنى الاتجاه الواضح في خضم من عدم الوضوح، ومن آخر المحاولات ما قامت به مجلة البيان بترجمة المصطلح إلى ارتياد، بما تحويه الكلمة من دلالات الاستكشاف والتوقع، وقد آثر كاتب المقال الإبقاء على الكلمة كما هي لما يفترضه من اتساعها لما ذكر من معانٍ وأكثر.

[2] The Strategy Focused Organization, Robert S.Kaplan and Dived Norton, Harvard Business School,Boston,2001,First edition,P:2.

[3] صحيح البخاري برواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، برقم:3030.
[4] للداعية العالم المفكّر عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني رحمه الله مبحث ثرّ منه استفدت في هذه الجزئية، في كتابه القيّم:قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عزّ وجلّ، الطبعة الرابعة، دار القلم دمشق، 2009، ص:453 وما بعدها.

[5] صحّ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يدعو:«رَبّ أَعِنّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكَرْ لي ولا تمكُرْ عليّ، واهدني ويَسرْ الهُدَى إليَّ، وانصرني على من بَغَى عليَّ، ربّ اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مطواعًا، إليك مخبتًا، لك أوَّاهًا منيبًا، ربّ تقبل دعوتي، واغسلْ حوبتي، وأَجِبْ دعوتي، وثَبتْ حُجَّتِي، واهْدِ قلبي، وسَدّدْ لساني، واسْلُلْ سخيمةَ قلبي» (مسند الإمام أحمد:3/310، وصحح إسناده العلامة المحدث أحمد شاكر).

المصدر: مجلة البيان