المسلم: ليس كيس قطن!
خالد غريب
الكارثة الحقيقية.. أني أرى أن ما يحدث بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية.. هُوَ هُوَ.. ما يحدث الآن في أماكن أخرى ومنها مصر على سبيل المثال، إلا أن الفرق بين الاثنين... أن الأولى: في ميدان عسكري مُسلَّح.. والثانية: في ميدان سياسي جدلي..
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
الكارثة الحقيقية.. أني أرى أن ما يحدث بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية.. هُوَ هُوَ.. ما يحدث الآن في أماكن أخرى ومنها مصر على سبيل المثال، إلا أن الفرق بين الاثنين... أن الأولى: في ميدان عسكري مُسلَّح.. والثانية: في ميدان سياسي جدلي..
والحالتين لا يمكن فصلهما عما تحدَّثت عنه أنا مؤخرًا وهو ما يُسمَّى خطة مكافحة التمرُّد للجنرال ديفيد بيترايوس..
والتي استطاعت أن تُغيِّر الإستراتيجية الأمريكية من المواجهة المباشرة مع ما تُسمِّيه أمريكا التيار الإسلامي المتشدِّد في منطقة الشرق الأوسط.. وعلى رأس تلك الخطة... ما يُسمَّى بالمد العكسي... وهو باختصار..
استخدام وتوظيف أخطاء الاجتهادات عند مكونات نسيج التيار "المتشدَّد" والمقصود به التيار السلفي في عمومه.. كما وصف في جميع مراكز الدراسات الغربية والأمريكية منها خصوصًا على أن يتم التدمير الذاتي للتيار... في هذا الجو السائل من الأحداث.
وبغض النظر عن.. الدخول في التفاصيل.. أو حسن النوايا.. أو مين صح ومين خطأ؛ إلا أني أرى التنطع بشكله الواضح تمامًا وضيق الأفق والرؤية.. حتى مما يتكلمون بحجج قوية، وربما حتى أتفق أنا مع كلامهم لو قيل لي في حجرة مغلقة.
إلا أن الكياسة لا وجود لها إطلاقًا..
بل على الأغلب! الكل دخل في المرحلة النهائية لمكافحة التمرُّد التي ترجمتها الحقيقية مكافحة الإسلام والإسلاميين واستئصاله من جذوره.. فكريًا.
ولكن عبر التدمير الذاتي الداخلي..
وقد تم استخدام جميع الوسائل الممكنة في هذا الأمر بدءًا من اختراق التيار عبر النفوس الضعيفة..! بالأموال والمناصب وتلمُس المنافقين منهم..
أو دفع الحمقى الأغبياء المنتميين إلى التيار أيضًا لقيادته.. حتى رسم واقع مُزيَّف للكثير من العلماء عبر أجهزة استخبارات دولهم ليُفتوا بأحكامٍ عليها لا تناسب الواقع الحقيقي أما الأخطر في الأمر هو حتى استثارة المخلصين الذين عصوا على التوجيه من قبل تلك الأدوات.. إلا أنهم ذهبوا بدافع إخلاصهم إلى مكانهم المُعدّ لهم سلفًا في خطة مكافحة التمرُّد ويبدأ القصف الذاتي المُدمّر..
طبعًا ولا سيما أنه لا توجد حاضنة تجمع شتات التيار المُدمّر وتنقيته هذه المرحلة فكل الحِراك هو فردي عشوائي مهلهل وغير منظَّم.. فبعد تدمير الحاضنة القديمة والتي أعلم جيدًا أنها أصابها ما أصابها..
سينفرط عقد المنهج.. وهكذا نكون حققنا لُب ما استهدفه ديفيد بيترايوس.. وغيره من حاخامات الإدارة الأمريكية والأكثر خبرة بما يُفكِّر فيه المخلصين قبل المنافقين، وأول دليل على ذلك أننا متروكين حتى الآن نحن معاشر المتشدِّدين -وربنا يستر-.. ادعو الله أن لا يُدمِّر بعضنا بعضًا..
ولذا هناك قواعد بسيطة أُذكِّر نفسي وإياكم بها:
الأولى: هي ليس كل ما يُعرف يقال.
الثانية: لكل مجال مقال.
الثالثة: "المسلم كيِّسٌ فَطِنٌ.. مش كيس قطن.
وأخيرًا..
ادعوا الجميع إلى مطالعة ما كتبته حول: خطة ديفيد بيترايوس لمكافحة التمرُّد وحرب القلوب والعقول.