دقائق مع النبي - (18)
بيعة العقبة الأولى- لماذا مصعب الخير- أوتجلس فتسمع- أعظم بيعة في التاريخ- أنا منكم وأنتم مني.
(1)
بيعة العقبة الأولى
وفي موسم الحج القابل اجتمع رجال من الخزرج مع رجال من الأوس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعوه على (ألا يشركوا بالله، ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يأتون ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصينه في معروف، على أن يكون لهم الجنة)، واجتماع الأوس بالخرزج في هذه البيعة المباركة كانت بداية ائتلاف القبيلتين تحت راية الإسلام.
(2)
لماذا مصعب الخير؟
لقد اختار النبي مصعبًا بن عمير للدعوة السرية بالمدينة؛ لما يملك من اللباقة والهدوء وحسن الخلق والحكمة، فضلاً عن قوة إيمانه, وشدة حماسه للدين، ولذلك تمكَّن خلال أشهر أن ينشر الإسلام في سائر بيوتات المدينة، وأن يكسب للإسلام أنصارًا من كبار زعمائها، لقد نجحت سفارة مصعب بن عمير في شرح تعاليم الدين الجديد وتقوية الروابط الأخوية بين أفراد القبائل المؤمنة من ناحية ولإيجاد القاعدة الأمينة لانطلاق الدعوة من ناحية أخرى.
(3)
"أوَ تجلس فتسمع؟"
تلك الجملة تلخص منهج الإسلام الحكيم في الدعوة، لقد نشر -بهذا المنطق- مصعب بن عمير رضي الله عنه الإسلام على أشراف قبائل المدينة وعقلائها، فأسلم على يديه أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وكانا سيدا قومهما، فما إن أسلما إلا وأسلم بعدهم دور الأنصار الدار تلو الدار.
وبهذه العقول الراجحة وأسباب شتى بذل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما يملك من جهد لتعبئة الطاقات الإسلامية في المدينة، لم يكن هناك أدنى تقصير للجهد البشري الممكن في بناء القاعدة الصلبة التي تقوم على أكتافها الدولة الجديدة، واحتمل هذا الجهد سنتين كاملتين من الدعوة والتنظيم.
(4)
أعظم بيعة في التاريخ
بيعة العقبة الثانية
وصل مصعب رضي الله عنه إلى مكة قبيل الموسم من العام الثالث عشر للبعثة، ونقل الصورة الكاملة التي انتهت إليها أوضاع المسلمين هناك، والقدرات والإمكانات المتاحة، وكيف تغلغل الإسلام في جميع قطاعات الأوس والخزرج، وأن القوم جاهزون لبيعة جديدة قادرة على حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعته.
ثم كان اللقاء الذي غير مجرى التاريخ في موسم الحج في السنة الثالثة عشر من البعثة، حيث حضر لأداء مناسك الحج بضع وسبعون نفسًا من المسلمين من أهل يثرب، فلما قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم اتصالات سرية, أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة, حيث الجمرة الأولى من منى، وأن يتم هذا الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل
وكانت بيعة العقبة الثانية في موسم الحج سنة 13 من النبوة وعند العقبة في الثلث الأخير من الليل خرج المدنيين من أهل يثرب مستخفين؛ لكنه استخفاء من يحمل لقومه العزة ويعون بخطر المسؤلية ، كانوا 73رجلا وامرأتان وقد بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- على السمع والطاعة.
-والنفقة في اليسر والعسرة.
-وألا يشركوا بالله شيئا.
- وعلى ألا تأخذهم في الله لومة.
-وعلى المولاة له والنصرة.
-على أن يظفروا بالجنة، فلله درها من بيعة نحتاج إليها في ذاك الزمان.
(5)
أنا منكم وأنتم مني
ويروى أنه في بيعة العقبة قال أبو الهيثم بن التيهان للرسول صلى الله عليه وسلم "يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالًا وإنا لقاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك أ ن ترجع إلى قومك وتدعنا؟" فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال «بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالتم».
- التصنيف:
- المصدر: