أقسام الناس مع الدنيا في العلو والفساد
أحمد رشيد
- التصنيفات: السياسة الشرعية -
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (كتاب السياسة الشرعية) وهو يتحدَّث عن أقسام الناس مع الدنيا في العلو والفساد بعد أن ذكر قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83].
قال رحمه الله تعالى: "فإن الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: يريدون العلو على الناس والفساد في الأرض وهو معصية الله، وهؤلاء هم الملوك والرؤساء المفسدون كفرعون وحزبه وهؤلاء هم شِرار الخلق، قال الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]. وروى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». فقال رجل: يا رسول الله: إني أحب أن يكون ثوبي حسنًا ونعلي حسنًا؛ أفمِن الكِبر ذلك؟ قال: « ». فبطر الحق دفعه وجحده، وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم وهذا حال من يريد العلو والفساد.
والقسم الثاني: الذين يريدون الفساد بلا علو، كالسراق المجرمين من سفلة الناس.
والقسم الثالث: يريد العلو بلا فساد كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
وأما القسم الرابع: فهم أهل الجنة الذين لا يريدون عُلوًا في الأرض ولا فسادًا.. مع أنهم قد يكونون أعلى من غيرهم كما قال الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آلِ عمران:139]".