زكريا بطرس إذ يوجه دعاة الأمة ومثقفيها
محمد جلال القصاص
فالتشخيص الدقيق لما يحدث هو أن هذا الهرج الدائر على الساحة الدعوية
سببه الرئيس هو النصارى أو التنصير أو الكذاب اللئيم زكريا بطرس ومن
على مذهبه . ومن أسباب عدم الضبط هو تصدر من يتعاملون مع الجزئيات ..
مَن يعالجون الأعراض دون الأسباب .
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
أحسب أن في العنوان مبالغة، ولا
تحسب أني قصدت الإثارة، فقد بذلت جهدي لإيجاد عنوانٍ بديل يصلح وما
وجدت، وهي حقيقة أراها بعين وجئت أوصفها علَّ من يعقل يتحرك.
مَنْ يتكلمون في أمور العامة
فريقان:
فريق يتعامل مع الجزئيات ولا يتدبر في الدوافع والخلفيات ولا ينظر إلى
المآلات، حين يُسئل يجيب، ويَنفر حين يُستنفر، ولا ينظر في مسائل
العلم، من أين أتت؟ ومن الذي ساقها إليه؟
وبعد أن يتعامل معها لا يفكر أين ستذهب فتواه أو كلامه في هذه
المسألة؟
هذا فريق، أو هذه حالة من حالات التعامل مع المسائل الشرعية.
وفريق آخر حين يسألون لا ينطقون حتى يرون الوارد عليهم من أين جاء؟
ومن الذي جاء به؟ ولم جاء به؟
إذ ليس كل سؤال يَطلب جوابا، فهناك بعض التساؤلات في حقيقتها إثارة
للفتنة والحرب على الإسلام، ولا ينطقون حتى ينظرون في الصادر منهم إلى
أين سيذهب.
وهذا فريق، أو هذه حالة من حالات التعامل مع القضايا الشرعية، وهم
يبرزون في الشدائد...هم رجال المواقف.
الحاصل اليوم أنَّ كثيراً من الذين يتكلمون للناس هم من الفريق
الأول.
والحاصل اليوم أن زكريا بطرس خصوصا والنصارى عموما هم مصدر القضايا
التي تشغل هذا الفريق من الناس.
مثلا: (رضاع الكبر) الذي نبش عنه وأخرجه وجعله قضية ـ وهو ليس بقضية ـ
هو زكريا بطرس والنصارى، ثم بعد أن طُرحت القضية أخذ كثيرون يتكلمون
في الأمر فترة من الزمن..عدد كبير..ووسائل إعلامية كثيرة تكلمت، فضاع
جهد ووقت ومال والمتسبب هو بطرس والنصارى.
ولم نرَ من يدمدم بقدمه على الثقب الذي ينبع منه هذا الفساد . لم نرَ
ذلك من المتصدرين للناس .ولكنهم تعاملوا مع الماء العفن الذي خرج من
هذا الثقب بالتأفف تارة وبمحاولة إزالته تارة...وما زال الثقب
يطرح.
ومثل ذلك (مدّة الحمل)، ومثل ذلك (التداوي ببول الإبل)، ومثل ذلك
(الناسخ والمنسوخ)، و(حد الردة)، و(المواطنة) ، ومثل ذلك (أخلاق النبي
صلى الله عليه وسلم) وحاجتنا للدفاع عن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهو خير خلق الله كلهم صلى الله عليه وسلم.
فالتشخيص الدقيق لما يحدث هو أن هذا الهرج الدائر على الساحة الدعوية
سببه الرئيس هو النصارى أو التنصير أو الكذاب اللئيم زكريا بطرس ومن
على مذهبه.
ومن أسباب عدم الضبط هو تصدر من يتعاملون مع الجزئيات.. مَن يعالجون
الأعراض دون الأسباب.
وهذا الأمر ليس بجديد، فالنصارى أو (الآخر) عموما هم مصدر الفرقة في
الأمة من القرون الأولى.
الشيعة بدأها: يهودي (ابن السوداء) وكان يريد السير على خطا بولس
(شاول) ولم يشأ الله، والحمد لله.
وجهم بن صفوان: (التعطيل والإرجاء) جاء به من رؤوس أو من مجادلة
الفلاسفة في الهند ومن الجعد بن درهم ذوي الخلفيات اليهودية.
ومَعبد الجهني وسوس له بـ (القدر): سَوْسَن النصراني.
بل كل فرقة منحرفة عندنا لها أصول في عقائد أخرى.
وكذا النصرانية انحرفت بتأثير (الآخر) من اليهود والوثنين.
يأتي الآخر بأفكاره السامة، ويخرج له أصحاب الأهواء، ممن يحبون كل
غريب وشاذ، مَن يحبون الخروج على المجتمع ولفت الأنظار بأي شيء، فيجلس
هؤلاء مع أولئك، ثم يتكلمون إلينا ومن ثم تحدث البلبلة والفرقة بين
الناس.
ولا يُحتج بقوة الآلة الإعلامية (للآخر)، فعندنا من إذا تكلم سمعت
الدنيا كلها بكلامه، ونستطيع الآن أن نتكلم لكل الناس مهما كان الخطاب
قويا أو غريبا.
يبقى أن أقول أن هناك من يأخذ بالزمام في الاتجاه المعاكس، هناك من
يثير بلبلة في صفوف (الآخر) بمعنى أنه يتناول عقائده، ويعيد قراءة
تراثه الفكري والتطبيقي (الواقع التاريخي للديانة) ويثير القلاقل
بينهم. ولكنهم أفراد، ويبدو من المتابعة أنهم عشوائيون، يفتقدون
الرؤية الأعمق في الطرح والأبعد في الأهداف.
أردت أن أقول: أن للنوازل الفكرية وغير الفكرية التي لا تنتهي مصدر لا
بد من التوجه له.. لا بد من التحرر من السير تحت ردود الأفعال.. لا بد
من تقديم العقلاء.