نقْد أهلِ الباطلِ والحُسَّادِ (3)
عائض بن عبد الله القرني
لا تردَّ على كلمةٍ جارحةٍ فيك، أو مقولةٍ أو قصيدةٍ، فإنَّ الاحتمالَ دفنُ المعايبِ، والحلم عزٌّ، والصمت يقهرُ الأعداء، والعفو مثوبةٌ وشرفٌ، ونصفُ الذين يقرؤون الشتم فيك نسوهُ، والنصفُ الآخرُ ما قرؤوه، وغيرهم لا يدرون ما السببُ وما القضيةُ! فلا تُرسِّخْ ذلك أنت وتعمِّقهُ بالردِّ على ما قيل.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
أهلُ الثراءِ في الغالبِ يعيشون اضطراباً، إذا ارتفعتْ أسهمُهم انخفضَ ضغطُ الدمِ عندهم، {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ . الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ . يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ . كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}.
يقولُ أحدُ أدباءِ الغَرْبِ: افعلْ ما هو صحيحٌ، ثم أدرْ ظهرك لكلِّ نقدٍ سخيفٍ!
ومن الفوائدِ والتجاربِ: لا تردَّ على كلمةٍ جارحةٍ فيك، أو مقولةٍ أو قصيدةٍ، فإنَّ الاحتمالَ دفنُ المعايبِ، والحلم عزٌّ، والصمت يقهرُ الأعداء، والعفو مثوبةٌ وشرفٌ، ونصفُ الذين يقرؤون الشتم فيك نسوهُ، والنصفُ الآخرُ ما قرؤوه، وغيرهم لا يدرون ما السببُ وما القضيةُ! فلا تُرسِّخْ ذلك أنت وتعمِّقهُ بالردِّ على ما قيل.
يقولُ أحدُ الحكماءِ: الناسُ مشغولون عني وعنك بنقصِ خبزِهم، وإنَّ ظمأ أحدِهم ينُسيهم موتي وموتك.
بيتٌ فيه سكينةٌ مع خبز الشعيرِ، خيرٌ من بيتٍ مليء بأعدادٍ شهيةٍ من الأطعمةِ، ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج.