عـزُّ العزلةِ (2)
عائض بن عبد الله القرني
فالعزلةُ حجابٌ لوجهِ المحاسنِ، وصدَفٌ لدُرِّ الفضلِ، وأكمامٌ لطلْع المناقبِ، وما أحسن العزلةَ مع الكتابِ، وفرةً للعمرِ، وفسحةً للأجلِ، وبحبوحةً في الخلوةِ، وسفراً في طاعةِ، وسياحةً في تأمُّلٍ.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
وفي العزلةِ استثمارُ العقلِ، وقطْفُ جَنَى الفكرِ، وراحةُ القلبِ، وسلامةُ العرْض، وموفورُ الأجرِ، والنهيُ عن المنكر، واغتنامُ الأنفاسِ في الطاعةِ، وتذكُّرُ الرحيمِ، وهجرُ الملهياتِ والمشغلاتِ، والفرارُ من الفتنِ، والبعدُ عن مداراةِ العدوِّ، وشماتةِ الحاقدِ، ونظراتِ الحاسدِ، ومماطلةِ الثقيلِ، والاعتذارِ على المعاتِبِ، ومطالبةِ الحقوقِ، ومداجاةِ المتكبِّرِ، والصبرِ على الأحمقِ.
وفي العزلةِ سَتْرٌ للعوراتِ: عوراتِ اللسانِ، وعثراتِ الحركاتِ، وفلتاتِ الذهنِ، ورعونةِ النفسِ.
فالعزلةُ حجابٌ لوجهِ المحاسنِ، وصدَفٌ لدُرِّ الفضلِ، وأكمامٌ لطلْع المناقبِ، وما أحسن العزلةَ مع الكتابِ، وفرةً للعمرِ، وفسحةً للأجلِ، وبحبوحةً في الخلوةِ، وسفراً في طاعةِ، وسياحةً في تأمُّلٍ.