(22)
رحاب حسَّان
بناء المسجد- المؤاخاة بين الأوس والخزرج، وبين المهاجرين والأنصار- الوثيقة.
- التصنيفات: السيرة النبوية -
(1)
بناء المسجد الأعظم بالمدينة
كان أول ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة بناء المسجد، وذلك لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت من قبل، فبناه حيث بركت ناقته صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة يرتجزون وهم يبنونه: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة".
(2)
المؤاخاة بين الأوس والخزرج
والمهاجرين والأنصار
كان من أولى الدعائم التي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم في برنامجه الإصلاحي، والتنظيمي للأمة الاستمرار في الدعوة إلى التوحيد والمنهج القرآني، وبناء المسجد، وتقرير المؤاخاة الأوس والخزرج وبين المهاجرين والأنصار وقد كانت هذه الأخوة عقدًا نافذًا لا لفظًا فارغًا، وعملا يرتبط بالدماء والأموال لا تحية تثرثر بها الألسنة.
وقد نشّأهم دينهم الذي اعتنقوه على أن يقولوا ويفعلوا، وعلّمهم الإيمان والعمل جميعًا، فهم أبعد ما يكونون عن الشعارات التي لا تتجاوز أطراف الألسنة.
وهنا برزت أهمية العقيدة في إزالة العدوان والضغائن حيث كان لها أثرٌ في التأليف بين القلوب والأرواح، حين وحدت بين الأوس والخزرج، وأزالت آثار معارك استمرت عقودًا وأغلقت ملف ثارات كثيرة في مدة قصيرة، بمجرد التمسك بها والمبايعة عليها، ثم أثرها في نفوس الأنصار، حين استقبلوا المهاجرين بصدور مفتوحة، وتآخوا معهم في مثالية نادرة وإيثار غير مسبوق.
(3)
الوثيقة أو الصحيفة
نظم النبي العلاقات بين سكان المدينة، وكتب في ذلك كتابًا أوردته المصادر التاريخية واستهدف هذا الكتاب أو الصحيفة توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة، وتحديد الحقوق والواجبات وكذلك تحديد العلاقة بين المسلمين وغيرهم من المشركين واليهود بالمدينة حينذاك.
(4)
دروس وفوائد من الوثيقة
تحديد مفهوم الأمة
تضمنت الصحيفة مبادئ عامة، درجت دساتير الدول الحديثة على وضعها فيها، وفي طليعة هذه المبادئ تحديد مفهوم الأمة، فالأمة في الصحيفة تضم المسلمين جميعا مهاجريهم وأنصارهم ومن تبعهم، ممن لحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة، من دون الناس وهذا شيء جديد كل الجدّه في تاريخ الحياة السياسية في جزيرة العرب.
وقد نصت الوثيقة على أن الحريات مصونة، كحرية العقيدة والعبادة وحق الأمن...فحرية الدين مكفولة: للمسلمين دينهم ولليهود دينهم ،كما نصت الوثيقة على تحقيق العدالة بين الناس وتحقيق مبدأ المساواة وإفساح المجال وتيسير السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إلى حقه بأيسر السبل وأسرعها.