الرِّفقُ بالأُمّة يبدأ بالشريعة
الشريعة الإسلامية شريعةٌ شامِلةٌ كامِلةٌ مُحكَمة.. أنزلها ربنا سبحانه على خاتَم رسله ولم يُفرِّط فيها من شيء كما أخبر سبحانه لتُنظِّم للناس معاشهم وتضمن لهم حُسن المآل في معادهم.
فاشتملت الرحمة والرِّفق في أسمى معانيها.. ونهت عن المشقة والعنت بالناس.. وأكبر مشقة وعنت هو محاربة المطالبين بالشريعة العاملين بها. لذا بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم سبيل الرِّفق والرحمة للحكُّام وحذَّرهم من المشقَّةِ بالخلق.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: « » (رواه مسلم: [1828]).
قال العلاَّمة ابن عثيمين رحمه الله: "قد يظن بعض النَّاس أنَّ معنى الرِّفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك؛ بل الرِّفق أن تسير بالنَّاس حسب أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن تسلِك أقرب الطُّرق وأرفق الطُّرق بالنَّاس، ولا تشقّ عليهم في شيءٍ ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإنَّك تدخل في الطرف الثاني من الحديث، وهو الدعاء عليك بأن يشقّ الله عليك" (شرح رياض الصالحين؛ لابن عثيمين: [3/634]).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: