أمريكا دولة المصالح، لا المُثل والقيم
لا يقلق العقلية الأمريكية شخص من يحكم بقدر ما يقلقها موقف هذا الحاكم من المصالح الأمريكية، وعلي هذا الأساس انبنى الموقف الأميركي، لا أقول من ثورات الربيع العربي، بل من كل ثورات العالم، فالمصلحة الأمريكية ليس لها صديق، ولا تعرف المجاملات، ولذلك لم يتحسر الأمريكيون كثيراً -في بادئ الأمر- على رؤوس الاستبداد التي أطاحت بهم الثورات العربية.
وأهمٌ من يظن أن دولةً كالولايات المتحدة الأمريكية من الممكن لها التَّخلي عن بعض مصالحها -ولا أقول كل مصالحها- احتراماً لمبدأ أو قيمة إنسانية، فالسياسة والسياسة الأمريكية على وجه الخصوص سياسة نفعية، لا تعرف غير لغة المصالح والمكاسب، فلا مكان بين مبادئ وقيم الدولة الأمريكية لمبدأ يعارض مصالحها، أو قيمة لا تنسجم مع المزاج الأمريكي العام.
خطاب أوباما الأخير، خطاب نفعي بالدرجة الأولى:
لا شيء غير المصلحة من الممكن أن يتحكم في علاقات دولة كأمريكا بغيرها من الدول، سيما الدول العربية والإسلامية، وقد ظهر هذا النفس النفعي بشكل فج في الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام قليلة.
ففي هذا الخطاب جاء التصريح الصريح من أوباما بدعمه للأنظمة التي تحقق مصالح أمريكا والأمريكيين، وإن خالفت المسار الديمقراطي، فقال مشيراً إلى علاقة أمريكا بالحكومة المصرية الحالية: "سنبقي علاقة بناءة مع الحكومة الانتقالية، التي تدعم مصالحنا الأساسية مثل (اتفاق كامب ديفيد ومكافحة الإرهاب)"، موضحاً أن: "الولايات المتحدة ستعمل أحيانًا مع حكومات لا تتماشى مع التوقعات الدولية العالية، ولكن ستعمل معنا من أجل مصالحنا الأساسية".
مضيفاً -من باب ذر الرماد في العيون-: "ولكن لن نكف عن الحديث عن المبادئ التي تتماشى مع قيمنا".
فالحديث عن المصلحة كان -ولا يزال- حجر الزاوية في كل حديث يرتبط بعلاقة أمريكا بالدول الأخرى، ولذلك تكرر الأمر، وجاءت مفردة -مصالح- لتتوسط عبارة تهديديه، يتوعد فيها أوباما خصوم حلفائه، قائلاً: "الولايات المتحدة الأميركية مستعدة لاستخدام كل قواها، بما فيها القوة العسكرية لضمان مصالحها الأساسية في المنطقة، سنرد على أي تحرك عدواني ضد حلفائنا وشركائنا مثلما فعلنا في حرب الخليج".
كما بين أوباما أن مساعدة الغير مرهونة بتحقق مصالح أمريكا، فقال في جزء آخر من خطابه: "ولقد أوضحت أنه حتى عندما لا تتهدد مصالح أميركا الجوهرية مباشرة، فإننا نقف مستعدين لأداء دورنا في منع الفظائع الجماعية وحماية حقوق الإنسان الأساسية".
وقال مبرراً استخدام القوة العسكرية: "إن الولايات المتحدة الأميركية جاهزة لتوظيف جميع عناصر قوتنا، بما في ذلك القوة العسكرية، لتأمين مصالحنا الأساسية في المنطقة"، فالحديث عن المصلحة كان مهيمنًا بشكل كبير على خطاب الرئيس الأمريكي، ولذلك تكررت لفظة "مصلحة"، -بصيغة الإفراد والجمع- في هذا الخطاب أربعة عشرة مرة، ووردت (بمعناها) بشكل يفوق هذا العدد، ليخرج لنا خطاب نفعي بالدرجة الأولى، ما يؤكد على صدق الفكرة التي ندندن حولها.
النفعية ولعبة المصالح في السياسة الأمريكية:
النفعية مبدأ أصيل في الفكر السياسي الأمريكي، فالفلسفة الليبرالية هي الفلسفة الأكثر سيطرة على الواقع الأمريكي، وهي فلسفة برجماتية بالدرجة الأولى، فبفضلها استطاعت أمريكا الحفاظ على كيانها ومصالحها في الداخل والخارج، رغم تعثر عشرات الدول من حولها، وسقوط إمبراطوريات كبرى كالإمبراطورية السوفيتية.
فالمسألة البرجماتية مسألة متجذرة في الواقع الأمريكي، سيما الفكر السياسي: "حيث عمد منظرو الفكر النفعي أمثال جون دوي، ووليم جيمس، وهربت ماركوز وغيرهم إلى التسويق لهذه الفلسفة، وتقديمها على أنها أعلى منتج حضاري يمكن الوصول إليه، والتوصل من خلاله إلى إشباع كل رغبة، وأية رغبة يحلم بها العقل الأمريكي، وعرف مذهب هؤلاء بالذرائعية أو البرجماتية، حيث يؤمن منظروه بأن صدق قضية ما هو في كونها مفيدة، بغض النظر عن مدى فساد أو صلاح المحتوى القيمي لهذه القضية" (مقال: النفعية في الخطاب الليبرالي المعاصر- رمضان الغنام- مركز التأصيل).
كما مثلت النفعية كفلسفة: "طوق نجاة لإمبريالية أمريكا الرأسمالية، حيث أسفرت سنوات الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي المتزعم لمعسكر الشيوعية، والدولة الأمريكية الشابة صاحبة مبدأ الرأسمالية عن سقوط المعسكر السوفيتي بفلسفاته وأفكاره وآرائه، وفي مقابل ذلك ظل المعسكر الرأسمالي الذي تتزعمه أمريكا صامداً، وفي حالة توهج وتتطور" (المرجع السابق).
ولا نكون مبالغين إذا قلنا أن النفعية الأمريكية تقترب من منطق الغاب الهمجي، فقد تقود المصلحةُ العقلَ الأمريكي إلى ارتكاب ما لا يتصور من الحماقات والتجاوزات، وقد يصل الأمر إلى إبادة شعب بأكمله وإحراق دولة، وفي بداية تأسيس الإمبراطورية الأمريكية دليل قوي على هذا الزعم، فعلى يد السكان الجُدد الوافدين من أوروبا العجوز أبيد شعب الهنود الحمر، لترتفع على أنقاض دولتهم رايات الإمبراطورية الجديدة، وبمنطق الغاب حوَّل الأمريكيون مدينة هيروشيما اليابانية إلى كومة رماد، وقضوا على حياة ما يقارب من (70000) إنسان في بضعة ساعات، وإلى الآن نرى صدى لهذه الحماقات في دولنا العربية والإسلامية، كما نرى في أفغانستان والعراق وغيرها من الدول التي تتلاعب بها سياسات المصلحة الأمريكية.
العلاقة الأمريكية الإيرانية، هدوء بعد عقود من العواصف:
لم يشب علاقة قدراً من الغموض ما شاب العلاقة (الأمريكية الإيرانية)، حيث كثر الحديث عن طبيعة هذه العلاقة التي أُريد لها أن تظهر بمظهر العداء، فعلى مدار ثلاثين سنة ويزيد اتسمت العلاقة (الأمريكية الإيرانية) بالعداء السياسي، وكان هتاف: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" هو الهتاف الأثير لدى الإيرانيين في احتفالاتهم الدينية والوطنية، وعلى الجانب المقابل وضع الأمريكيون الدولة الإيرانية ضمن ثالوث الشر، ومحاور التطرف الإرهاب.
لكن العجيب في هذا العداء أنه لم يترجم إلى أي تنازع مسلح، بل بقي في إطار البروباجاندا الإعلامية، بشكل يراه البعض نتيجة لتفاهمات وتنسيقات بين كل من أمريكا وإيران، فقد كُشفتْ هذه التفاهمات قديماً بفضيحة (إيران جيت) وقت أن كان هتاف: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، يزلزل الدولة الإيرانية من أقصاها إلى أقصاها.
واليوم تأخذ العلاقة الأمريكية الإيرانية منحى جديداً، سيما بعد الاتصال التليفوني بين رئيسي الدولتين، وزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للولايات المتحدة الأمريكية، ثم رأينا ساسة إيرانيين كبار يعلنون ضرورة التخلي عن الحالة العدائية للغرب عامة، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، ومن هؤلاء الساسة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، حيث دعا رفسنجاني إلى ضرورة التخلي عن شعار "الموت لأمريكا"، موضحًا أن مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران كان يعارض إطلاق هذا الهتاف الذي يهتف به أنصار النظام في المناسبات المختلفة.
ورسائل الغزل (العفيف) الإيرانية لم تأت إلا بعد رسائل غزلية (صريحة) من قبل الطرف الأمريكي، حيث قدم الأمريكيون في أسبوع واحد ما يزيد عن أربعة رسائل صريحة، تحمل في طياتها النية في زيادة مساحات الود بين الطريفين، وهو ود مدفوع الأجر بلا شك.
فكانت أولى هذه الرسائل ممثلة في عزم الرئيسين الأمريكي والإيراني -بحسب وكالة الأنباء الإيرانية- التوصل إلى حل سريع للموضوع النووي، وتوفير أرضية لتسوية باقي القضايا، ثم جاءت الرسالة الثانية ممثلة في وقوف أمريكا وراء صدور مسودة قرار من الأمم المتحدة، تطالب الأسد بالتخلي عن أسلحته الكيماوية، لكنها لا تهدد باستخدام القوة المسلحة ضده إذا لم يلتزم بذلك، وفي هذا مغازلة صريحة أخرى للطرف الإيراني، إضافة إلى أهمية هذا الطرح بالنسبة للمصالح الأمريكية في سوريا والمنطقة العربية.
كما مثلت تصريحات أوباما بشأن المسألة البحرينية دليلاً آخر على الرغبة الأمريكية في تسوية العلاقات، وتوسعة مساحات التعاون مع قادة الدولة الإيرانية، حيث شبه أوباما الأوضاع في البحرين بالأوضاع في سوريا والعراق, وقال إن المملكة تعاني من التوتر الطائفي.
ورسائل الود والود المقابل كثيرة، وهو ودٌ مدفوع الأجر-كما ذكرت آنفاً- يقوم في الأساس على مبدأ المصلحة والمصلحة الموازية، فأمريكا لم تُمكِّن الإيرانيين من العراق دونما ثمن، ولم تغض الطرف عن البرنامج النووي الإيراني طيلة ما يزيد عن عقد من الزمان دونما ثمن، بل لم تقم الثورة الإيرانية من الأساس، ولم يُكتب لها النجاح إلا بدعم من الأمريكان، ففي الفترة التي قامت فيها الثورة على الشاه: "كان في إيران أربعون ألف عسكري أمريكي؛ يعملون كخبراء وقادة في وزارتي الداخلية والدفاع، ودوائر الأمن والسافاك -جهاز الاستخبارات الإيرانية في عهد الشاه- ويمتلكون أحدث أجهزة التجسس" (العلاقات الأمريكية الإيرانية -الوجه الآخر- د. ضيف الله الضعيان- مجلة البيان:142هـ، ص:229).
وبفضل هذا التعاون استطاعت أمريكا السير قدماً نحو مشروعها الإمبريالي في المنطقة العربية فدخلت العراق وأفغانستان، وتلاعبت بدولة الخليج العربي، بدعوى حمايتها من الخطر الإيراني (الذي صنعته على يديها)، فلولا التعاون الشيعي الصليبي (الأمريكي)، لما كان لأمريكا هذا النفوذ في دول المنطقة، ولكان للإسلام والمسلمين شأن آخر.
أمريكا حليفة الاستبداد والمستبدين:
كما ذكرت آنفا، قد كان لأمريكا عظيم الأثر في قيام الثورة الإيرانية على نظام الشاه، ورغم اتفاقنا أن نظام الشاه كان نظامًا علمانياً استبدادياً، إلا أن النظام الجديد الذي صنعته أمريكا لم يكن أحسن حالاً من سلفه، بل جاء ليحمل بين عمائم قادته استبدادًا أشد، وعنصرية لم يعرف التاريخ مثلها.
وهكذا كانت أمريكا، فقد كانت شريكًا أصيلاً في غالب الانقلابات العسكرية والثورات المزيفة، ففي مصر كان لها دور فاعل في مساندة استبدادية عبد الناصر..
وقد كانت بين عبد الناصر-تحديداً- وأمريكا اتصالات خاصة سجل بعضها مندوب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (مايلز كوبلاند) في كتابه ذائع الصيت (لعبة الأمم)، وهو الأمر الذي أشار إليه كل من محمد نجيب، خالد محي الدين-رفيق عبد الناصر-، ورغم توتر تذبذب العلاقة فيما بعد، إلا إنها لم تصل إلى حالة العداء، وظلت أمريكا على وصلها وتواصلها مع خلفاء عبد الناصر من العسكريين إلى هذا الوقت.
وذات الأمر حدث مع كل مستبد، فحدث في العراق، وفي سوريا، وفي كل بلد يسيطر عليه مستبد، فالمصلحة الأمريكية قرينة للفساد والاستبداد؛ لأنها مصلحة قائمة على مبادئ الإمبريالية التي تعتقد أن لها الحق في سلب ثروات الغير واستعباده.
فعلى مدار العقود الماضية دام التعاون الأمريكي مع حكام حكموا شعوبهم بأنظمة سلطوية استبدادية، ولم نر من الجانب الأمريكي إلا التعاون، لا أقول مع هذه الشعوب المطحونة، وإنما مع حكام هذه الشعوب، في حالة تآمرية هدفها الرئيس الحفاظ على المصلحة الأمريكية.
فعن هذه الحالة كتب محللون وساسة، واعترف بها رجالات عدد من الدول الأجنبية، ومن هؤلاء رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون)، حيث قال كاميرون في تصريح شهير له في بدايات ثورات الربيع العربي: "إن بريطانيا ودولاً غربية أخرى -مشيراً إلى أمريكا- ساندت الرئيس المصري السابق حسنى مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير في مصر، ودعمت أيضًا أنظمة سلطوية في منطقة الخليج، ولكنها لم تبذل مساعي كبيرة لدفع الحلفاء صوب إصلاح ديمقراطي حقيقي" (الأهرام اليومي- 24/2/2011م).
ومثلت السفارات الأمريكية المنتشرة في ربوع عالمنا العربي والإسلامي، وما يتبعها من أذرع أحد أخطر معاول الفساد والإفساد على مدار السنوات الماضية، حيث أسهمت هذه السفارات في ترسيخ الدكتاتورية خدمة للمصالح الأمريكية، إلى جانب نشرها لأفكار وأيدلوجيات مناهضة للثقافة العربية والإسلامية.
ولم تكن المعارضة السياسية في الدول العربية من غير الجناح الإسلامي سوى تابع للأنظمة الغربية، سيما النظام الأمريكي، ولذلك ظلت هذه المعارضة في مأمن من قمع الأنظمة الدكتاتورية في هذه الدول، بعكس المعارضة الإسلامية التي كانت -ولا زالت- تقابل بأشد أنواع القمع.
أمريكا وثورات الربيع العربي:
لا يقلق العقلية الأمريكية شخص من يحكم بقدر ما يقلقها موقف هذا الحاكم من المصالح الأمريكية، وعلي هذا الأساس انبنى الموقف الأميركي، لا أقول من ثورات الربيع العربي، بل من كل ثورات العالم، فالمصلحة الأمريكية ليس لها صديق، ولا تعرف المجاملات، ولذلك لم يتحسر الأمريكيون كثيراً -في بادئ الأمر- على رؤوس الاستبداد التي أطاحت بهم الثورات العربية.
ولأن المصلحة الأمريكية كانت تستدعي مسايرة الأجواء الثورية في البلدان العربية، عملت الإدارة الأمريكية على التعديل من خطابها الإعلامي، فبعد مساندتها للنظام التونسي ثم المصري في بداية الثورة عليهما، سارعت في تعديل مسارها، عبر تصريحات ومواقف داعمة - ظاهريًا- لمطالب هذه الثورات.
لكن الموقف الأمريكي تبدل، سيما بعد بزوغ نجم التيار الإسلامي، الذي جاء إلى الحكم بدعم شعبي كبير، فاختلف التعاطي مع هذه الثورات، وبدأ التدخل الأمريكي يأخذ منحى آخراً؛ لهيكلة هذه الثورات من جديد، واستعادة أحوال ما قبل الإطاحة بالأنظمة القديمة.
فكانت الكواليس الأمريكية تخفي مؤامرات عدة، فعبر ترسانة الإعلام المدعوم بالمال الأمريكي في غالبه، والتنسيقات مع رجالات الأنظمة القديمة، أخذ الأمريكان في العمل على استعادت الأنظمة القديمة بكامل طواقمها، فبعد خذلان التيارات العلمانية للطموح الأمريكي، بسبب ضعف تواجدهم في الشارع العربي، لم يجد الأمريكان بداً للخروج من أزمتهم إلا بالعودة إلى الحلفاء القدامى.
هذا الأساس فليس ثمة تخبطٌ في الموقف الأمريكي من الثورات العربية كما يعتقد البعض، وإنما يدور الأمريكان حيث دارت المصلحة، وإن خالفت المصلحة القيم المبادئ التي يتغنون بها، فالأمريكان الآن من أشد الداعمين للانقلابات، الساعين لاستعادة الأنظمة الحليفة، بعد تأثر مصالحهم، بسبب استقلالية الأنظمة الجديدة -إلى حد ما- بعيدًا عن الطرح الأمريكي المراد..
خلاصة الأمر:
إن صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في أي بلد عربي أو إسلامي يمثل أكبر تهديد لمصالح الولايات المتحدة، وعليه فالمصلحة الأمريكية تستدعي إزاحة هذا الفصيل مهما كلف الأمر، ولو تطلب ذلك الإطاحة بكل المثل الذي تنادي بها الدولة الأمريكية، فأمريكا دولة المصالح، لا المُثل والقيم.
رمضان الغنام
كاتب إسلامي مصري التحصيل العلمي: "باحث بالدكتوراه"، تخصص الدراسات الإسلامية، جامعة طنطا.
- التصنيف: