دائمًا ما نكون متأخرين خطوة!

منذ 2014-05-12

أعتقد أننا نعيش الآن مرحلة ما بعد "الإعلام"... فقد تعدّاها الزمن.. معدلات التحرَّك ستكون أسرع بكثير من إعادة صياغة وعي أو تشكيل عقل جمعي.. على شاكلة ما بعد "الحداثة"..

أعتقد أننا نعيش الآن مرحلة ما بعد "الإعلام"... فقد تعدّاها الزمن.. معدلات التحرَّك ستكون أسرع بكثير من إعادة صياغة وعي أو تشكيل عقل جمعي.. على شاكلة ما بعد "الحداثة"..

فالكياسة اكتشاف آدارة المرحلة الفاعلة في وقتها.. ليس قبلها وليس بعدها وعدم التكلس فيها.. ويجب سرعة مجاراة الواقع واستيعابه وهو الفرق بين الفهم والحفظ.. إداة المرحلة باتت واضحة وضوح الشمس!

وهي ليست مستحيلة.. بل يمكن القول أنها تلك المستحيلات السهلة؛ لأن هناك أشياء تم رسمها في عقولنا وإدراكنا.. ووجداننا أنها من أبواب المستحيلات على الرغم من أنها أيسر وأسهل وأصوب كثيرًا.. من أشياء أخرى نفعلها.. هي المستحيلات بعينها..

ولكي يتصحَّح هذا.. يتطلَّب ثورة فكرية وخلخلة أسوار الإدراك من جهة.. ومن جهةٍ أخرى إعادة أنماط التفكير بشكلٍ كلي، ووضع أُطر أخرى جديدة.. لبناء التصور على أن تكون خارج سجون الإدراك القديمة.. بحيث تشمل توسيع دائرة الفكر إلى دائرة محيطة محلية مباشرة مرتبطة بإقليمية متصلة بالعالمية..

ويتم وضع الدوائر السابقة داخل محيط الدائرة التاريخية الحضارية السرمدية ومتغيراتها.. دون ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة بينية ضيقة.. والآخر متقدِّم بسرعةٍ غير مسبوقة مستفيدًا.. بكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم..

ولنبدأ بهذا يجب أولًا.. البحث عن زلزال صناعي مفاجئ للكل.. غريب وغير متوقع وخاطف.. على الأقل لخلخلة وتشويش القطار المسرِع فترة لالتقاط الأنفاس.. وتنظيم الصفوف.. بشكلٍ أكثر حسمًا وأكثر قوة.. وتطهير الجسد من رواسب سجن الإدراك..

فقط هدم سجون إدراك سنوات مضت والعودة إلى الأصل والخامة النقية.. دون التقيد بقيود الجماعات الفكرية التنظيمية.. وليكن المعيار الوحيد هو:

إرادة التغيير.. والإصلاح.. وحتمية التضحية.. وإنكار الذات والانفكاك من الانتماء الجاهلي للجماعات والتيارات حتى وإن كان لها ما يُبرِّرها في السابق.. فالآن انقضت كل ظروف التمسك بالجماعات والتنظيمات والولاءات الضيقة وما يُسمَّى البيعات الصغرى..

فالأمر جلل! ويتطلَّب جرأة اتخاذ القرارات.. ووضح المصلحة العليا الآن فوق المصالح المرحلية التي ابتدعها الكل للوصول إلى المصلحة العليا للأمة..

فالمسؤلية سيتحملها الجمع.. فليتواصل الجميع الآن ولتتسع الصدور، ولنستحضر التحديات التاريخية منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى الآن.. ولا ننشغل بكراهية الآخرون، فنحن الأصل عندنا ليس الكراهية.. بل الأصل رسالة حملنا بها هي للقضاء على تلك الكراهية..

أحبائي وإخوتي.. أقسم أننا في مرحلة فارقة ليست كأي مرحلة سبقت.. فلا يمكن استخدام نفس أدوات المراحل السابقة.. مع تهوين أي تضحية كثمن للوصول إلى الهدف.. أو على الأقل.. إزالة الغبار، والأتربة المتراكمة لإظهار الطريق الصحيح ربما لأجيال قد تأتي بعدنا..

يقينًا لا أرى حلول غير ذلك..

اللهم بلَّغت.. اللهم فاشهد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 2,059

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً