الاكتئابُ طريقُ الشقاءِ (3)
عائض بن عبد الله القرني
هناك مجالاتٌ للفارغين من الأعمالِ يمكنُ سدُّها، كالتزودِ بالصالحاتِ، ونفْعِ الناسِ، وعيادةِ المرضى، وزيارةِ المقابرِ، والعنايةِ بالمساجدِ، والمشاركةِ في الجمعياتِ الخيريةِ، ومجالسِ الأحيَّاءِ، وترتيبِ المنزلِ والمكتبةِ والرياضةِ النافعةِ، وإيصالِ النفع للفقراءِ والعجزةِ والأراملِ، {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
هناك مجالاتٌ للفارغين من الأعمالِ يمكنُ سدُّها، كالتزودِ بالصالحاتِ، ونفْعِ الناسِ، وعيادةِ المرضى، وزيارةِ المقابرِ، والعنايةِ بالمساجدِ، والمشاركةِ في الجمعياتِ الخيريةِ، ومجالسِ الأحيَّاءِ، وترتيبِ المنزلِ والمكتبةِ والرياضةِ النافعةِ، وإيصالِ النفع للفقراءِ والعجزةِ والأراملِ، {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}.
ولم أر كالمعروفِ أمَّا مذاقُهُ *** فحلوٌ وأماَّ وجهُهُ فجميلُ
اقرأِ التاريخ لتجد المنكوبين والمسلوبين والمصابين.
وبعد فصولٍ منْ هذا البحثِ سوف أطلعك على لوحةٍ من الحزنِ للمنكوبين بعنوان: تعزَّ بالمنكوبين.
اقرأ التاريخ إذْ فيه العِبرْ *** ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخبرْ
{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ}، {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
قال عمرُ: أصبحتُ وما لي مطلبٌ إلا التمتُّعُ بمواطنِ القضاءِ.
ومعنى ذلك: أنه مرتاحٌ لقضاءِ اللهِ وقدرهِ، سواءٌ كان فيما يحلو له أو فيما كان مرّاً.
وقال بعضُهمْ: ما أبالي على أيِّ الراحلتيْنِ ركبتُ، إنْ كان الفقرُ لهم الصبرُ، وإنْ كان الغنى لهو الشكرُ.
ومات لأبي ذؤيب الهذليِّ ثمانيةٌ من الأبناءِ بالطاعونِ في عامٍ واحدٍ فماذا عسى أنْ يقول؟ إنه آمن وسلَّم وأذعن لقضاءِ ربهِ، وقال:
وتجلُّدي للشامتين أُريهمُ *** أني لريبِ الدهرِ لا أتضعضعُ
وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها *** ألفيت كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}.
وفقد ابنُ عباسٍ بصره فقال معزِّياً نفسه:
إنْ يأخذِ اللهُ منْ عينيَّ نورها *** ففي فؤادي وقلبي منهما نورُ
قلبي ذكيٌّ غيرُ ذي عِوجٍ *** وفي فمي صارمٌ كالسيفِ مشهورُ
وهو التسلِّي بما عنده منَ النَّعِم الكثيرةِ إذا فقد القليل منها.