نداء عاجل لكل مصري

منذ 2008-04-18

اللهم اجعل بلدنا مصر سلاما أمانا وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء والفقر والضنك، اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا، اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله يا غفور يارحيم.


نداء إلى كل مصري أصيل، إلى كل مصري يعمل ليل نهار ولا يجد قوت يومه، إلى كل مصري يشكو ارتفاع الأسعار، إلى كل مصري يتفتت كبده جوعا ولا يجد رغيف الخبز، إلى من يشكو الغلاء وحل به البلاء، كم يتقطع قلبي حسرات من أجلكم وتبكي عيني الدم لحالكم، فأنا منكم يصيبني ما يصبيكم ويقلقني ما يقلقكم ويبكيني ما يبكيكم، أنتم قلبي وروحي والدم الذي يجري في عروقي، كم هو صعب أن يموت إنسان جوعا؟ كم صعب أن يرى رجل يرى رجل أبناءه أمامه يتضورون جوعاأمامه يتضورون جوعا ولا يملك لهم شيئا، آه يا من أثقل الهم كاهلكم فحملكم جباله فوق رؤوسكم، أعلم أنكم لم تعتصموا إلا للدفاع عن حقوقكم المشروعة التي سكتم عليها سنوات، وأشعر بالنار التي تحت الرماد، وأعلم أنكم لم تتذمروا أو تتظاهروا من أجل سفك الدماء ولا من أجل إثارة الفتن، أعلم مدى حبكم لمصر بلدكم، وأعلم مدى كرهكم للدماء والخراب، أعرف أن ما يحرككم هو حب مصر والدفاع عنها وعن حقوقكم المشروعة، التي لا ينكرها إلا مطموس البصيرة ميت القلب جفت فيه كل ينابيع الخير.

ولكن سامحوني واسمعوني حتى النهاية ولا تتعجلوا بالحكم قبل أن ينتهي مقالي، يا أهل مصر الأخيار، أيها الشرفاء الأبطال، لا تنسوا أن هناك يدا أثيمة ليست منا تعبث بأمننا، لا تنسوا أن مصر مستهدفة، يريدونها مثل العراق الشقيقة ومثل لبنان الحبيبة، يتسللون لواذا ويندسون وسطنا، لا ليدافعوا عن حقوقهم، ولا ليوصلوا رسالة معينة وإنما للخراب والدمار وإشاعة الفتن وسفك الدماء، أعلم أن كل مصري يحب بلده ولا يحب لها الخراب ولا يحب لها الدمار ولا يحب سفك الدماء وليسوا هم من يفعلون ذلك، ولكن ليس معنى كلامي هذا أن نسكت على الجوع ونسكت على الفقر والغلاء ولكن الحل ليس في إثارة الفتن والقلاقل والجمع بين الفقر وسفك الدم، الحل ليس في اعتصام يوم ثم ينتهي الأمر وكأن شيئا لم يكن.

سأقول لكم الحل ولكن بعد أن نعرف سبب ما نحن فيه، وسامحوني فكلامي ربما سيكون شديدا ولكن تعقلوه بقلوبكم وتدبروه بعقولكم واحكموا في نهايته، وركزوا معي بالكلام، ألا تحبون رسولكم وتثقون في كلامه، أم أن هناك شك؟ روي في سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمر _رضي الله عنهما_ قال: أقبل علينا رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_، فقال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء؛ ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» [حسنه الألباني]. يا شعب مصر الأصيل للأسف لقد أصبح الكثير إن لم يكن الكل ينقص المكيال، أصبح الكثير يغش ويسرق ويعتبر هذا ذكاء وفطنة، القوي يأكل الضعيف، والأخ يسرق أخاه وربما أمه وأبيه، المال هو من يحرك الموظف، انتشر الفساد من الغفير إلى المدير، انتشر الغش والرشوة والربا وأكل أموال الناس بالباطل والخداع والنفاق والانتهازية وضاعت الأمانة وجفت الضمائر، كم هو عدد الأغنياء في مصر؟ أخبروني؟ هناك من يستطيع شراء الخبز ولو أصبح الرغيف بخمسة جنيهات ولا يؤثر فيه شيئا، هناك من يسكن القصور وإخوانه يسكنون القبور، هناك من يلعب بالملايين ويأكل ألذ الأطعمة ويلبس أفخر الملابس، وغيره لا يأكل سوى القمامة ولا يلبس سوى المرقع، ماذا حدث لنا؟ لم نكن كذلك، كانت الرحمة في قلوبنا والحب تنبض به عروقنا، كنا قلبا واحدا وجسدا واحدا و يدا واحدة، لماذا الجشع والطمع؟ لماذا الغني لا يشبع والفقير لا يقنع؟ لماذا النهم الذي ليس معه شبع؟ وعلى رأي المثل: (الفلوس الفلوس على كل شيء تدوس)، لماذا غلبت الشهوات المادية فقتلت النفوس وجففت الضمائر؟ للأسف نحن من زرعنا الفقر والضنك، نحن من بدلنا جمال الكون، نحن من سودنا النهار، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:46] أصبح بأسنا بيننا شديد وأصبحنا أعداء أنفسنا.

أما الحل فهو لمن ييده أمر هذا الكون بمن يقول للشيء كن فيكون، في يد الرزاق ذو الفضل العظيم الذي يقول: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96 ] الحل هو التوبة من الغش والنفاق والخداع ونقص الميزان والرشوة والشفاعة في الباطل وأكل الربا وأموال الناس بالسحت (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [ نوح: 10-13] والله الذي لا إله إلا هو لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم فقط ما بقي فقير واحد ففي رواية لمسلم عن جابر _رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: «طعامُ الواحد يكفي الإثنين، وطعام الإثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية» وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: «ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع» [متفق عليه], عن أبي سعيد الخدري_ رضي الله عنه_ قال: بينما نحنُ في سفرٍ مع النبي _صلى الله عليه وسلم_ إذ جاء رجلٌ على راحلة لهُ، فجعل يصرفُ بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : «من كان معه فضلُ ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد، فليعد به على من لا زاد له» فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل. [رواه مسلم ] وفضل أي زيادة، ماذا يحدث لو كل من تناول الغداء أطعم الجائع من الفائض؟ ماذا يحدث لو كل من تناول العشاء، أخذ الزيادة لمن لا يجد لقمة يأكلها؟ ماذا سيحدث لو أخرجنا الملابس التي لا تستخدم؟ ماذا سيحدث لو أخرجنا ما فاض من أموالنا؟ أم نكنز الذهب ونترك الناس تموت؟ أين التكافل الاجتماعي؟ الحل أن نضرب بقوة عن الجشع والرشوة والربا والغش والانتهازية ونقص الكيل وأكل أموال الناس بالباطل، وقبل كل هذا أن نطبق شرع ربنا على أنفسنا ونطالب بتطبيقه في بلدنا وخلع كل قانون يقابل قانون السماء، أن نكون قلبا واحدا يدا واحدة نخرج زكاة أموالنا ونتصدق بما فاض وفضل من نقودنا وطعامنا، نقول لا لأخطائنا ونعم للعمل المتقن الذي نتقي فيه ربنا، نعم للأمانة والنزاهة والعودة للدين وتطبيقه وإلا ستنزل علينا عقوبات الذنوب وشؤمها مدرارا، فكيف نعصي الرزاق وتضيع هيبته في قلوبنا وندعوه أن يرزقنا، ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين. {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال:53]

اللهم اجعل بلدنا مصر سلاما أمانا وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء والفقر والضنك، اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا، اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله يا غفور يارحيم.
المصدر: طريق الاسلام
  • 45
  • 5
  • 15,586
  • محمود

      منذ
    [[أعجبني:]] مقالة طيبة جدا [[لم يعجبني:]] كنت أود التفصيل في ضرورة العودة الي تطبيق شرع العليم الحكيم الرحيم::والله لقد خذل الله المتظاهرين والمعترضين علي الغلاءولم تأت غضبتهم بنتائج هل تعلمون لماذا؟لان الشعب لما تحرك وغضب ما كانت غضبته لله ولالأنه يتحاكم الي غير شريعة الله ولا من اجل اخواننا المستضعفين في كل مكان وانما تحرك من أجل بطنه ومن اجل رغيف العيش والزيت زالبنزين.....إلخ
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم كن معنا ضد المفسدين [[لم يعجبني:]] يا اخي والذي نفسي بيده صدق رسول الله فى هذا تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا وحال الدول العربية الان تبعد وتشرد عن دين الله ساجده تحت اقدام الامريكان العرب يفتخرون بملوكهم ورا سئهم بامريكا وقوة امريكا ونسوا الله فانسا هم انفسهم العرب الان يسجدون تحت اقدام الامريكان فالبسهم الله لباس الجوع والخوف وما كان ربك بظلام للعبيد ولكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  • Ehab Ibrahim

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال كله جميل وهو حاصل بلفعل
  • فجر جديد

      منذ
    [[أعجبني:]] احيى كاتب المقالة على الدعوة الإيجابية التى ترتكز على فهم جذور المشكلة التى تتشابك عناصرهاوتدعو إلى النقد الذاتى للنفس وتحديدالمرض العضال بهدف علاجه... إنه ليحزننى ان أرى ضمن العديد من التعليقات الكثير من المشاعر السلبية تجاه الوطن والأوضاع خاصة من أشخاص انعم الله عليهم ببسطة نوعية فى العيش يؤكدها تمتعهم بالتعليم و القدرة على استخدام الحاسب الآلى علما بوجود غيرهم من المصريين من غير المتعلمين والذين لا يعرفون عن الحاسب الآلى سوى أسمه وهم باوضاعهم راضون ولوطنهم محبون وحافظون. اريد ان اتضامن مع كاتب المقالة فى أهمية الرجوع إلى الله وتشجيع الأخرين على ذلك والبعد عن الكذب و الغش والرشوة والرياء والنفاق ... وهو حال العديد من المصريين وهم فى غفلة عنه... يجب ان نصلح ما بانفسنااولاَ... كما يجب ان نعلم أن الحكام ياتون من بين أفراد شعبنا وليسوا من دولة أخرى أو كوكب ُثانى (الشعب يفرز حكومته أى الشعب الصالح يفرز حكومة صالحة والعكس صحيح) . كما يجب ان نحترس من المخططات التى تستهدف وطننا لإسقاطه فى دوامة الصراعات والفتن وإضعافه حتى بسهل الإنقضاض عليه كما تم مع دول كانت بالأمس القريب ذات سيادة. يا أيها الأخوة تضامنوا مع دعوة صاحب المقال وإحذروا الفتنة وتمسكوا بحبل الله هو اقوم لكم ولنا جميعا والله ولى التوفيق
  • احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] الرجوع الى الله [[لم يعجبني:]] المعاصى والعاذ بالله
  • عزة حسن السيد

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك اللة خير واتمنى ان يقرا هذا المقال الاغنياءويتقوا الرزاق الذى يرزق العباد منحيث لا يحتسبون
  • رشا النمكي

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني التذكير بكتاب الله و الحديث الشريف- -فذكر ان نفعت الذكرى- أعجني انها تخاطب العقل عن طريق الدين و ذكرنا باخواننا المحتاجين .
  • بشير الدسوقي

      منذ
    [[أعجبني:]] الكلام في الصميم [[لم يعجبني:]] الشعب المصري مغلوب على امره علمه حسني و زبانيته الجبن و الخوف اللهم انصرنا علي من ظلمنا وفق لنا من هو صالح لنا
  • ضياء

      منذ
    [[أعجبني:]] بجد الكلام اكثر من رائع ويارب ياكريم اصلح احوال البلاد والعباد وحكامنا (اللهم اجعل بلدنا مصر سلاما أمانا وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء والفقر والضنك، اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا، اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله يا غفور يارحيم.) امين يارب العالمين [[لم يعجبني:]] انتشار الفاحشة بين الناس وكثرة الذنوب لكن مع ذلك بدات ظهارتة التدين تبدا من جديد والحمد للة ويارب اهديني واهدي جميع المسلمين يارب العالمين
  • هشام

      منذ
    [[أعجبني:]] لو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا علهم بركات من السماء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً