كيف نتمتع بالإجازة الصيفية؟
إن مفتاح قيام هذه الأمة هي كلمة "اقرأ" فلا يمكن أن تقوم الأمة من غير قراءة لهذا كان أحد المسئولين اليهود يقول: "نحن لا نخشى أمة العرب لأن أمة العرب أمة لا تقرأ"، فالأمة التي لا تقرأ أمة غير مهيبة ولا مرهوبة.
السؤال:
كيف أشجع أولادي على القراءة؟ وكيف أضع لهم خطة تربوية لقضاء الإجازة الصيفية مع العلم أن الإجازة نقضيها في المنزل؟!
الجواب:
كثيرا ما يسقط من حساباتنا أن تربية الأطفال علم له أصوله وفنونه وعلينا أن ندرك أن عقول الأطفال أكبر مما نتخيل، وطاقة الاستيعاب عندهم أضعاف ما نعطي لهم، وبرغم اهتمام الآباء والأمهات بتعليم أولادهم والتحاقهم بالمدارس المختلفة والخاصة إلا أن الطفل قد يخرج بعد دراسته سبعة عشر أو ثمانية عشر عاما أقرب إلى الأمية منه إلى التعليم!
بل وقد ينتهي من دراسته وليس على القدر اللائق للتواصل مع من حوله ويفقد القدرة على تحمل المسؤولية وإدارة الكثير من الأمور.
وعلى الجانب الآخر تجد بعضا من الأمهات والآباء لم يتعلموا لكن اعتمدوا على مدرسة أخرى هي مدرسة الحياة وقد تأخذ منهم أفضل الحلول وأفضل الآراء وقد يستطيعون التعامل مع أولادهم أفضل ممن معهم شهادة جامعية فهؤلاء ثقافتهم تسمى "ثقافة التجارب".
والحق أن في كلا الحالين نقص؛ ففي القران الكريم توجيه بأول كلمة نزلت فيه وهي {اقرأ}، فالمسلم إنسان متوازن يحتاج إلى القراءة في أمور كثيرة حتى يبقى محافظا على هذا التوازن وكل قراءة في أي مجال نافع تعتبر قراءة نافعة ومطلوبة في ميزان الإسلام ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا أقرأ؟
فالبعض عندهم أمية دينية شرعية برغم ثقافته العليا، والبعض الأخر أميته سياسية واقعية لا يعرف ماذا يحدث حوله وكيف تسير الأمور ولا يعرف ماذا يحدث في فلسطين والعراق وما يحدث في أمريكا وأوروبا بل إنه لا يعرف ماذا يحدث في بلده،
إن مفتاح قيام هذه الأمة هي كلمة "اقرأ" فلا يمكن أن تقوم الأمة من غير قراءة لهذا كان أحد المسئولين اليهود يقول: "نحن لا نخشى أمة العرب لأن أمة العرب أمة لا تقرأ"، فالأمة التي لا تقرأ أمة غير مهيبة ولا مرهوبة.
لذلك لكي نشجع أولادنا على القراءة ونحببهم فيها يلزمنا الاهتمام بالآتي:
أولا: علينا أن نستعين بالله سبحانه فنجدد النية أن تكون هذه القراءة بسم الله فلا يجوز أن نقرأ ما يغضب الله أو ما ينهى عز وجل عن قراءته فيجب أن تكون هذه القراءة على منهج الله عز وجل لنفع الأرض والبشرية.
ثانيا: بداية تعويد الأولاد على قراءة القرآن الكريم فهو أفضل ما يبدأ الإنسان به قراءته ودراسة الحديث الشريف وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضا الاهتمام بقراءة ما يعود بالخير على قارئها.
ثالثا: على الآباء اصطحاب الأولاد الصغار لشراء الكتيبات النافعة والقصص من المكتبات فرؤية الطفل للقصص والكتب المختلفة واختياره لما يريد بنفسه يشجعه على قراءة ما اختاره ولكن لكي تكون قراءة أولادنا نافعة ومفيدة لا بد من حسن التوجيه إلى الموضوعات أو القصص الهادفة التي يخرج الطفل أو الابن منها بتعليم خلق أو عادة طيبة، أما القراءة التافهة أو المنحرفة كقراءة الروايات الغرامية أو كتب السحر والخوارق أو ما كان منها إباحياً أو فاسقاً فهذه ليست القراءة التي أمر بها الله عز وجل في كتابه من كلمة " اقرأ".
رابعا: لا زلت أتذكر أيام كنا ننتظر قدوم جدتي وزيارتها كل مدة، فكانت تأخذنا في المساء وتحكي لنا القصص لتي لا نمل من سماعها مهما رددتها وكررتها.. فيمكن للأم بعد انتهاء عملها أن تصطحب أولادها قبل النوم وتأخذ القصص وتتصفحها معهم في البداية مع التعليق الطريف على الصور والرسومات مع قراءتها ويمكنها أثناء القراءة أن تزيد من المعلومات التي تنفع الابن فيشعرون بالسعادة وينتظرون هذا الميعاد مع الأم.
خامسا: التدرج مع الطفل بداية من سن الروضة فنستعرض له قصصا تناسب سنه ولكل سن له ما يناسبه وهكذا..
سادسا: مشاركة الأولاد مع الأب والأم في تأسيس مكتبة بالبيت شاملة كل ما هو جديد يضفي على الطفل السعادة من كتب ومجلات، اسطوانات، أو غيره.
سابعا: النفس البشرية تمل وتحتاج إلى الترويح والتسلية فلا مانع أن يقضي المسلم بعض وقته في القراءة الترويحية والترفيهية، ولا مانع من قراءة الشعر والقصة، ولا مانع من قراءة بعض الأخبار الطريفة، أو بعض الطرف الجميلة، مع اعتبار ألا يكون الوقت الذي ننفقه في الترفه يسع كل الفراغ.
ثامنا: أن نراعي أن لا يخرج الطفل من القراءة وهو متكبر بالعلم الذي تعلمه ولكن لا بد أن يحتفظ بتواضعه فما زال الإنسان يتعلم طوال عمره، ففي قوله تعالى: {عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:5]، وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: من الآية 282]، وقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء: من الآية 85] إشارة أن العلم لا يؤخذ إلا بالتواضع لله سبحانه.
تاسعا: تشجيع الأولاد على تأليف قصة نافعة من خيال الطفل وتبدأ الأم بتدوينها ووضع وجمع بعض الرسومات والصور المناسبة لكل صفحة فيسعد الطفل بعد انتهاء القصة ويشعر أنه أنجز شيئا ما حسنا.
أما بالنسبة للإجازة الصيفية..
فكثير من الأولاد يشعرون بالملل عند بدأ الأجازة لذلك لا بد من التفنن عند قدوم الأجازة حسب مواهب الطفل، فمثلا نجد طفلا يحب الرسم المباح والتلوين فلا بد من تجهيز بعض الألوان المختلفة من الخشب وألوان الماء وورق التلوين ويبدأ بعمل لوحات ومواضيع مختلفة.
ومن الأطفال من يحب الصيد فيفضل شراء لوازم الصيد واصطحابه مرة كل أسبوع مثلا لتحقيق هذه الرغبة فهي تبعث في نفسه كثيرا من السعادة وتعلمه أيضا الصبر.
وبعض الأطفال يحبون اللعب بفك الألعاب القديمة وتركيبها مرة ثانية لذلك فمن الممكن تزويدهم بأدوات والفك والتركيب وهكذا.
ولا بد من تخصيص وقت يوميا لمراجعة القرآن الكريم وحفظه وأيضا تخصيص يوم أسبوعيا لزيارة أقاربهم اللذين يحبونهم ويتواصلون معهم من أعمارهم فإذا كنا في الإجازة لا نصل رحمنا ففي أي وقت يا ترى ذلك؟!
وأيضا ينتظر الأولاد الإجازة الصيفية للتمتع فيفضل أخذ الأولاد مرة كل عام مثلا لمدة أسبوع أو قريباً منه لأي بلد للترفيه النفسي واصطحابهم للحدائق الخضراء وحدائق الحيوان وأماكن الألعاب فذلك الأسبوع يعطي لهم دفعة لاستقبال سنة جديدة وبالعموم، فإن نجاحنا في إيجاد جيل يحب القراءة ويحب العلم وسليم الصدر من الاكتئاب النفسي والتوتر هو نجاح في تغيير الأجيال إلى الأفضل.
وأخيرا أقدم الشكر للأخت السائلة على اهتمامها بأمر أولادها في هذه الأمور، ونسأل الله عز وجل لها ولجميع المسلمات الوصول إلى ما يحبه الله ويرضاه لأبنائهن.
أميمة الجابر
- التصنيف:
- المصدر: