(29)

رحاب حسَّان

تجهيزات للقاء العدو ببدر- قدوم المشركين إلى بدر.

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

(1)

 تجهيزات للقاء العدو ببدر

لقد كان القرار الأمثل هو لقاء المشركين ومن ثم كان لابد من تجهيزات تترتب على هذا القرار منها:

أولا تنظيم الجيش: نظم النبي صلى الله عليه وسلم جنده فعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى مصعب بن عمير، وأعطى رايتين سوداوين إلى سعد بن معاذ، وعلي بن أبي طالب، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة.

ثانيا: قيام القائد الأعلى للجيش صلى الله عليه وسلم بجولة استكشافية يستكشف فيها أحوال المشركين ومكانهم هو وأمين سره أبو بكر رضي الله عنه عرف خلالها مكان قريش.

ثالثا: وفي مساء ذلك اليوم الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر للاستكشاف أرسل عليًا والزبير وسعد بن أبي وقاص، في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يتسقطون له الأخبار عن جيش قريش، فوجدوا غلامين يستقيان لجيش المشركين فأتوا بهما إلى رسول الله واخذ يسألهم عن قريش حتى سألهم  الرسول صلى الله عليه وسلم: «كم ينحرون كل يوم؟» قالا: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا، فقال رسول الله بفطنته وحكمته «القوم ما بين التسعمائة والألف».

رابعا: مشورة الحباب بن المنذر في بدر بعد أن جمع صلى الله عليه وسلم معلومات دقيقة عن قوات قريش سار مسرعًا ومعه أصحابه إلى بدر وهنا قام الحباب بن المنذر، وقال: يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، قال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم -أي جيش المشركين- فننزله ونغور -نخرب- ما وراءه من الآبار ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيه.

(2)

قدوم المشركين إلى بدر

ومن الطرف الآخر قدم المشركين إلى بدر بالقيان والمعازف والمغنيات بعد أن أقسموا أن يشربوا فيها الخمور وتسمع العرب بمخرجهم فتهابهم أبد الدهر ومع ذلك فلما وردوا بدرا دبّ فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية، بين مؤيد للحرب ومعارض فهذا عمير بن وهب الجمحي ترسله قريش ليحرز لهم أصحاب محمد، فاستجال حول العسكر لياتيهم قائلا: "قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع".