إنهم يعبدون الفراعنة

منذ 2008-05-14
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

حين انضم (الأقباط) إلى النصرانية حاربهم الرومان الكاثوليك، وقتلوهم أشد القتل.. حرَّقوا الرجال وهم أحياء، وأحرقوا القرى بما فيها ومن فيها؛ كانوا عازمين على إبادتهم إبادة شاملة (1)، يقولون ليسوا مسيحيين إنهم وثنيون يعبدون الفراعنة.

ولم تتغير نظرة الرومان إلى النصارى إلى يومنا هذا، فكنيسة الكاثوليك من يومين أو ثلاث تعلن على الملأ أنها هي (كنيسة الرب) وغيرها ليس بشيء.

وقد دفع هذا الأمر نفراً من الباحثين للتأمل في حال (الأقباط) هل هم مسيحيون... يعبدون المسيح بن مريم كما يدَّعون؟ أم أنهم حقاً وثنيون يعبدون الفراعنة كما يصفهم إخوانهم في الكفر من الكاثوليك؟

الإجابة تشير بوضوح إلى أن نصارى مصر (الأقباط) خليط من النصرانية المحرفة والفرعونية القديمة، والدلائل على ذلك كثيرة (2).

أبرزها أن مستمسكون بأسماء آلهة الفراعنة القديمة، ويشتهر هنا كدليل (مينا البراموسي أو مينا المتوحد) وهو بطريرك الأقباط السابق (3) ـ قبل شنودة الثالث الموجود حالياً ـ ؛ و (مينا) أسقف جرجا الذي لم يعترف بشنودة الثالث حين نُصِّب بطريركاً، وأمهله شنودة ثم عدا عليه حين تمكن منه وشلحه(4)، ويشتهر بين عامة نصارى مصر كاسم يتسمون به (رمسيس) و (بيشاي) و (شنودة) (5)، وأسماء الشهور التي يستعملها النصارى الأقباط هي أسماء آلهه فمثلا (أمشير) مشتق من اسم إله الزوابع، و (برمهات) مشتق من اسم إله الحرب، و (برمودة) مشتق من اسم إله الموت، و (بؤونة) مشتق من اسم إله المعادن، و (أبيب) مشتق من اسم إله الفرح، و (توت) مشتق من اسم إله العلم، و (طوبة) مشتق من اسم إله الطبيعة.. وهكذا، ونسأل كيف يعظمون الفراعنة وهم الذين أخرجوا موسى ـ عليه السلام ـ من مصر، كيف يعظموهم وكتابهم ـ في العهد القديم ـ يلعنهم؟!
إنها إحدى العجائب أن يعظم قومٌ قوماً يعتقدون كفرهم، وإنها لإحدى الدلائل على وثنيتهم وعبادتهم للفراعنة.

ويشهد على ذلك أن أديرتهم تقام على مقابر ومعابد الفراعنة القديمة، وبعضهم يدافع عنهم فيقول أقيمت الأديرة على المعابد الفرعونية القديمة من أجل سرقتها وإخراج الذهب منها، وهو ما حصل بالفعل منذ جاء شنودة الثالث، وهو ما يعلل سيطرتهم على تجارة الذهب في مصر إذ أن ما أُخرج من ذهب من قبور الفراعنة مئات الكيلو جرامات، وهو ما يفسر وجود نسبة كبيرة من الآثار المصرية خارج مصر، وخاصة في دول أوروبا. ولكن هذا الرد لا يمكن قبوله ذلك أن أديرتهم أقيمت على المعابد من قبل أن يصبح للآثار قيمة بين الناس، فهي منشأة على المعابد من قديم، وهم كإخوانهم في الكفر (الكاثوليك) في هذا الشأن فقد أقام الكاثوليك أديرتهم على معابد الحضارات الوثنية القديمة(6).

ويشهد على أنهم يعبدون الفراعنة مع المسيح أنهم حافظوا على اللغة القبطية القديمة.. لغة الفراعنة، وهم الآن يحاولون إحياءها كي يستعمولها في حياتهم اليومية، ولو كانوا حقاً مسيحيين يدينون بالمسيح لأحيوا الآرمية لغة المسيح ـ عليه السلام ـ أو اليونانية ـ لغة الآباء الأولين ـ وإنما هواهم مع الفراعنة.

ولهم تاريخ خاص، يبدأ من عام 282 هـ، ويكتبونه بجوار التاريخ الميلادي، وهو المعتمد عندهم، ولو كان تعظيمهم للمسيح لما ارتضوا غير ميلاده ـ عليه السلام ـ تاريخاً لهم.

هم يعظموه نعم ولكن تعظيماً أقل من تعظيمهم لتاريخهم الخاص بهم الذي هو خليط من النصرانية المحرفة واليهودية .

والحقيقة أن نصارى مصر كيانٌ خاص، مختلف تماماً عن كل النصارى في العالم، في المعتقد فهم لا يقبلون أي طائفة أخرى، وفي التحرك فهم يحافظون على (رعاياهم) داخل مصر وخارجها من استراليا إلى أمريكا الجنوبية، وقد بدءوا في الانتشار في البلاد العربية، وهذا الاستقلال الفكري عن (النصرانية) الأم بدأ يترسخ في حس الأقباط منذ قدوم جماعة (الأمة القبطية) المتطرفة إلى الكنيسة من عهد كيرلس السادس وشنودة الثالث البطريرك الحالي.

ولا يسعني أن أترك (الأقباط) عبّاد البشر (الفراعنة والمسيح) قبل أن أؤكد على أن كل فئات النصارى كالأقباط.. وثنيون في حقيقتهم، فالنصرانية وثنية متطورة، خليط من دين (بولس) و (أديان الوثنية) ومن شاء أن يعرف فليبحث عن معتقداتهم من أين لهم بها؟ وشعائرهم من أين لهم بها؟

وليس هذا قولي، ولا قول علماء المسلمين المختصين بدراسة النصرانية فقط وإنما قول الباحثين النصارى، وأشهر ما يرشد إليه في ذلك ما كتبه (اندريه نايتون) و (إدغار ويند) و (كارل غوستاف يونغ) وهو منشور في موقع (ابن مريم) تحت عنوان (الأصول الوثنية للمسيحية).

====================

(1) وهذه هي تعاليم النصرانية تأمر بها أتباعها حين يتمكنون من مدينة أو قرية.. قتلُ كل من فيها من الرجال والنساء والأطفال بل والمواشي . انظر إن شئت سفر إشعيا [13: 16] ، وسفر العدد (31: 1ـ 18)، وسفر التثنية (20: 16).

(2) ذهب (أندرية نايتون) المؤرخ الفرنسي الشهير في مقدمة كتابه (المفاتيح الوثنية للمسيحية) إلى تعميم هذا الأمر فهو يقول نصاً (إن المسيحية بوجهها العام تبدو تلفيقية وثنية، وإنها برغم تنقيحها تبقى تلفيقية) مقدمة كتاب (المفاتيح الوثنية للمسيحية).

(3) تسمى بـ (كيرلس السادس) بعد أن نصِّّّّّّّب بطريركاً، وكيرلس إسم يوناني يعني سيدي.

(4) الشلح: تعبير سرياني يقصد به التجريد والطرد من السلك الكهنوتي.

(5) شنودة اسم قبطي مركب من كلمتين (شي نوتي) (شي) ابن و (نوتي) الإله، والمعنى ابن الإله. هكذا تقول مواقعهم.

(6) تكلم عن هذا وأفاض في الحديث عالم مقارنة الأديان الفرنسي (أندرية نايتون) المؤرخ الفرنسي الشهير في مقدمة كتابه (المفاتيح الوثنية للمسيحية).








المصدر: طريق الاسلام
  • 6
  • 0
  • 12,058
  • nada

      منذ
    اولا لما تحب تتكلم علي ناس كبيرة تقول البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكذلك بالنسبة لباقي الاباء ثانيا بالنسبة لاسماء الفراعنة كمينا مش معنا ان اولادنا يسمون باسمهم ان احنا وثنيون ولكن لان هذه الاسماء تطورت مع الزمن واستمرت واللي مالوش اصل وهو يعني اسم زينب ده جة من فين ولا المسلمين اخترعوه يعني واما الاسماء الباقية كهاتور فهي اسماء الشهور القبطية اسماء شهور اللتي كانت تستخدم من قبل الفلاحين المصريين لمعرفة السنة ومواعيد الزراعة يا دكتور ولذلك هى منضبطة اكثر مع الاحوال الجوية من السنة الهجرية ثالثا بالنسبة للاتهام بالكفر فالرب قال اول وصية تحب الهك من كل قلبك وعقلك وفكرك وقال ايضا لالهك وحده تجسد واياه وحده تعبدرابعا بالنسبة للجوء لمؤلفين اجانب للتعبير عن المسيحيين وبالاخص في مصر وكمان تتهم بالتحريف اترك مسيحين مصر يعبرون عن انفسهم واقول لك هل تنظيم القاعدة يعبر عن الاسلام وحرق وقتل الابرياء واقول لك كمان المصحف بتاعكم جبتوه من فين اصلا ومين اللي كتبه وهو اللي اتجمع وتم حرقه وبعدين تم تاليف واحدواقول كمان حاجة بدل الاساليب الملتوية دي اتكلم مع ابونا في قناة الحياة ورد علي الكلام اللي مش قادر اللي اكبر منك يرد عليه وليس من مجيب
  • Mohamed Ameen

      منذ
    وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (١٢١) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (١٢٢) هود
  • nada

      منذ
    لعل كاتب المقال جاهل تماما أو أنه يستغل ثقافته استغلال خاطىء معتمدا فى ذلك أن معظم القراء ليسو من المتخصصين، أما المقال برمته من الألف للياء فهو تلفيق وتشويه ومغالطات وأخطاء علمية وتاريخية بحتة،ولو كنت مصريا لكنت تفخر أن مصر صاحبة أعرق وأقدم الحضارات لكنك لست مصريا، ولو كنت كذلك فإن مصر من أمثالك براء. لعل مقالك هذا أثبت أنك مفلس لا يجيد سوى كراهية الناس مع أن الدين لله والوطن للجميع، عليك أنن تتحلى بأخلاق رسول الإسلام الكريم وأن تقدم الخير لتجده أينما ذهبت لتجده يوم الحشر ليشفع بمن هو مثلك ولايتبرأ من لقاك يوم الدين، وأنقذ الله العالم من أفكارك الهدامة التى لا يحصدون منها سوى الهدم والدمار، إنك عار على الوطن العربى كله الذى يوصى رسوله بقبط مصر وأنت تفعل العكس. قم استغفر ربك ليمح ذنوبك ودع الملك للمالك، الله يحاسب الجميع وليس أنت
  • Mohamed Ameen

      منذ
    اخسأ فلن تعدو قدرك أيها النصراني الكافر المموه
  • أصيل الصيف

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ مقال : الأقنوم خوفو والكبش الكبير أو: الأقنوم خوفو والكبش المصري في غوغل
  • ابو عمر

      منذ
    [[أعجبني:]] روعة التعليق والربط المعاصر [[لم يعجبني:]] رمي اناس الباطل والبهتان وحسبنا الله ونعم الوكيل
  • ونس

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة تبرز الفرق الشاسع بين الكفر والايمان اشهد ان لا اله الا الله محمد عبده ورسوله [[لم يعجبني:]] نحن نتذاكر فى امور دينناوالملائكة تحيط بنا هذا يعجبنى ولايعجب الكافر الناكر
  • alnemr

      منذ
    [[أعجبني:]] كل المقال جميل
  • abdalla

      منذ
    [[أعجبني:]] فى الواقع المقالة جيدة جدا وخصوصا موضوع الدهب ولكنهمالسحر فى استخراج الدهب من المقابر الفرعونية نهيك عن استغلال الجهلة منهم بوسطة الرهبان والقساوسة واخد اموالهمبالنصب والاحتيال
  • أصيل الصيف

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرمن الرحيم أثبت البحث الاصولي للفظ (أ قنوم )أن أ صله لفظ (خنوم )وهو معبود مصري على صورة الكبش اورجل برأس كبش وأن خنوم تقابل في العربية لفظ غنوم اي راس الغنم اي كبش وان شاول استعار هذا ا للفظ لجذب المصريين له. كتاب الاوليات ص101/117 للحصول على الكتاب راسل [email protected]

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً