فن الطلب

منذ 2014-05-20

إن المرأة عندما تحب فإنها تقدم لمن تحب كل ما في وسعها دون أن يطلب منها، أو يبوح لها بما يريد، ومن ثم ترى المرأة أن علامة الحب ألا ينتظر المحب حتى يطلب منه الحبيب، وبذلك تقع المرأة في خطأ أنه لا يلزمها أن تفصح عما تريد لزوجها، وتعتقد أن إدراكه لهذا الأمر دون أن تقوله هو علامة حب، بل ربما لا تطلب المرأة ما تريد من زوجها على سبيل الاختبار لحبه، ولكي ينجح في الاختبار عندها، لا بد أن يتوقع حاجاتها دون أن تفصح عنها، ولكن الحقيقة أن الرجل لا يفكر بهذه الطريقة، بل هو يرى أن من يريد شيئًا يمكنه أن يطلبه ببساطة، ومن ثم فهو لا يحاول أن يتوقع ما تريده زوجته، والسؤال الآن ما هو أسلوب الطلب الصحيح؟

اختبار للزوج:
إن المرأة عندما تحب فإنها تقدم لمن تحب كل ما في وسعها دون أن يطلب منها، أو يبوح لها بما يريد، ومن ثم ترى المرأة أن علامة الحب ألا ينتظر المحب حتى يطلب منه الحبيب، وبذلك تقع المرأة في خطأ أنه لا يلزمها أن تفصح عما تريد لزوجها، وتعتقد أن إدراكه لهذا الأمر دون أن تقوله هو علامة حب، بل ربما لا تطلب المرأة ما تريد من زوجها على سبيل الاختبار لحبه، ولكي ينجح في الاختبار عندها، لا بد أن يتوقع حاجاتها دون أن تفصح عنها، ولكن الحقيقة أن الرجل لا يفكر بهذه الطريقة، بل هو يرى أن من يريد شيئًا يمكنه أن يطلبه ببساطة، ومن ثم فهو لا يحاول أن يتوقع ما تريده زوجته، والسؤال الآن ما هو أسلوب الطلب الصحيح؟

أسرار الطلب الصحيح:
اطلبي من زوجك القيام بأمور صغيرة مما تعوَّد هو على القيام بها، ثم قدِّمي له الكثير من التقدير، وبذلك تتم برمجة الزوج على الاستجابة لما تطلبين بشكل إيجابي، وإليكِ الآن أسرار الطلب الصحيح. هناك خمسة أسرار للطلب الصحيح هي:

1- التوقيت المناسب:
على الزوجة الذكية اختيار التوقيت المناسب للطلب من الزوج، وفي الوقت نفسه لا تطلبي منه عملًا هو عازم على القيام به، فيشعر بأنك تخبريه ما يجب عليه أن يفعل.

2- عدم التعسف في الطلب:
لا تطلبي منه أشياء لا يستطيع القيام بها وأنتِ متأكدة من ذلك لاختبار حبه لك ومشاعره تجاهك، إن التعسف في الطلب يشعره أنه غير مقدَّر.

3- الإيجاز:
إن الإسهاب في توضيح موقفك يشعره أنه يتلاعب به، أو أنك لا تثقين بقدراته.

4- المباشرة في الطلب:
المباشرة في الطلب هي الطريق الصحيح من الرجل، الذي يرى أن العبارات غير المباشرة فيها الكثير من عدم التقدير له ولقدراته، مثال عبارة مباشرة: "هل لك أن تحضر الأولاد من المدرسة؟"، مثال لعبارة غير مباشرة: "الأطفال بحاجة إلى من يحضرهم من المدرسة وأنا لا أستطيع".

5- استعمال الكلمات الصحيحة:
إن بعض الكلمات تؤدي عند الرجل معنى مختلفًا عما تريد المرأة، فمثلًا: حين تقول المرأة: "هل تستطيع أن تحضر الأولاد من المدرسة؟" فإن هذه العبارة تقع على عقل الرجل وكأنها مجرد سؤال، أو ربما يصل الأمر إلى الإحساس بالإهانة حين تستخدم الزوجة عبارة: "هل تقدر على كذا؟"؛ بينما حين تقول: "هل لك أن تحضر الأولاد من المدرسة؟" فإن الرجل يفهم أنه مطلوب منه فعل هذا، فنصيحتنا هنا أن تستخدم المرأة عبارة: (هل لك أن تفعل؟) بدلًا من عبارة: (هل تستطيع أو هل تقدر أن تفعل؟)، وحين تقول المرأة لزوجها: "أحتاج مساعدتك، هل تستطيع أن تساعدني؟"، فإنها تبدو انتقادية فتدفع الرجل إلى الرفض؛ بينما (أحتاج مساعدتك، هل لك أن تحمل هذا من فضلك؟) تبدو كطلب، وفرصة لأن يكون الرجل هو الطيب الذي يرعى زوجته، فهو يقول: "نعم"، لأن الخيار يكون له ومن ثم يختار أن يساعدها.

والآن عليكِ تصحيح الخطأ في العبارات التالية:
1- تقول الزوجة: "لا أستطيع تحريك الطاولة، أحتاج أن أعيد ترتيب غرفة الطعام، هل تستطيع مساعدتي؟"، ما الخطأ في الطلب وما هو تصحيح عبارة الطلب؟ الجملة بلا شك فيها إسهاب، كما أن المرأة استعملت كلمة هل تستطيع بينما العبارة الصحيحة في مثل هذا الموقف هي: "هل لك أن تساعدني من فضلك في تحريك هذه الطاولة؟".

2- تطلب الزوجة من زوجها شيئًا أن يذهب مثلا لشراء الحليب لابنتهما من المتجر بينما هو قد خلع ملابسه، واستعد لمشاهدة الأخبار مثلًا. فيقول: "لا.. أنا متعب، لماذا لم تطلبي ذلك قبل أن أخلع ، أنا أريد أن أذهب إلى النوم الآن.. أنا.. أنا" كل ذلك وهي لا تتكلم، ربما قالت: "حسنًا ثم صمتت"، بعد ذلك يقوم الزوج ويذهب وهو يدمدم بكلمات مسموعة وغاضبة، ولكن حين يعود يكون غضبه قد قل، تقول الزوجة: "إن الأمر لا يأخذ عشرة دقائق"، أو "إنني لا أطلب منك شيئًا كبيرًا" أو "لماذا لا تستطيع القيام بذلك؟"، وهذا خطأ كبير إذا حدث من الزوجة لأنها بذلك تجعله أكثر مقاومة لما تطلب، وحتى لو قام بما طلبت هذه المرة، فإنه بالتأكيد سيرفض طلبها في المرة القادمة، والصحيح: بعد عودة الزوج أن تقابله بالتقدير والشكر وكلمات الحب الرقيقة والدعاء له، هي بذلك تشعره أنه فارسها وراعيها، بل أنه سيبذل لها المزيد من الرعاية (مستفاد من حتى يبقى الحب: د/ محمد محمد بدري).

الفارس الحامي:
إن في أعماق كل رجل يوجد: "فارس في درع لامع، وهذا الفارس يريد أكثر من أي شيء أن ينجح في خدمة المرأة التي يحبها، وحين يشعر أنها تثق به فإنه يصبح أكثر رعاية لها، أما حين لا يشعر بهذه الثقة من حبيبته فإنه يفقد بعضًا من حيويته وطاقته، بل ربما توقف عن هذه الرعاية بعد ذلك" (الرجال من المريخ، النساء من الزهرة: د/جون جراي، ص 198، بتصرف يسير)، إن في داخل كل رجل فارس في درع لامع مجاز، ولكنه مجاز يعينك على تذكر..

حاجات الزوج الأولية..
الثقة والرعاية: "أن تثق المرأة بالرجل يعني أنها تؤمن بأنه يفعل ما بوسعه، وأنه يريد الأفضل لزوجته، فهو يجتهد وهي تثق باجتهاده، وأن يرعى الرجل المرأة يعني بالنسبة لها أن يظهر اهتمامًا تجاه مشاعرها وأحاسيسها، والرجل إذا أظهر ذلك أحست المرأة أنه يهتم بها، وبالتالي فهو يحبها" (الفرق بين الجنسين: د/صلاح صالح الراشد، ص58، بتصرف).

رعاية أشرف الخلق:
على الزوج مساعدة زوجته فيما تقوم به لأن ذلك من عشرتها بالمعروف، وفيه أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم كما قالت عنه عائشة رضي الله عنها: «أنه يكون في خدمة أهله فيحلب الشاة ويقم البيت ويخصف النعل، فإذا أذن المؤذن خرج إلى صلاته» (رواه البخاري). قال القرطبي: "ويخدم الرجل زوجته فيما خف من الخدمة ويعينها لما روته عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الآذان خرج وفي أخلاقه أنه كان يخصف النعل، ويقم البيت، ويخيط الثوب، ويحلب الشاة... إلخ".

وقال الغزالي: "كان يطحن عن خادمه إذا أعيا ويعلف الناضح، ويعقل البعير، فتلك أخلاقه صلى الله عليه وسلم في بيته، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، وبوَّب البخاري في صحيحه لذلك فقال: باب خدمة الرجل في أهله وساق حديث عائشة لما سئلت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت قالت: «كان يكون في مهنة أهله فإذا سمع الآذان خرج»، فعلى معاشر الأزواج أن يقتدوا به صلى الله عليه وسلم في طاعته لربه ومبادرته إلى تلبية ندائه، وفي خلقه مع أهله وخدمته لنفسه وزوجه صلى الله عليه وسلم".

ماذا بعد؟
1- تذكري طريقة الطلب من الزوج وهي أن يكون الطلب مباشرًا وموجزًا، وتستعملي عبارات مثل (هل تفعل؟ هل لك أن تفعل؟) مع اختيار التوقيت المناسب.
2- ابذلي لزوجك الكثير من التقدير والشكر ليستمر في العطاء والرعاية لك.
3- على الزوج رعاية زوجته اقتداءً برسولنا الكريم، فإنه كان في مهنة أهله كما بوَّب ذلك البخاري رضي الله عنه.

_______________________________________________

المصادر:
- الفرق بين الجنسين: د/صلاح صالح الراشد.
- الرجال من المريخ، النساء من الزهرة: د/جون جراي.
- حتى يبقى الحب: د/ محمد محمد بدري. 

 

أم عبد الرحمن محمد يوسف

المصدر: مفكرة الإسلام
  • 1
  • 1
  • 21,390

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً