سجن تثبيط الهِمَمْ!

منذ 2014-05-21

عندما نحاول تحليل وترتيب الأحداث لتسمية الأسماء بمُسمَّياتها..

وعندما نحاول نقد الذات وكشف بعض الخُدَع التي وقع فيها بعض القادة المخلصين..

وعندما نحاول استقراء الواقع بشكلٍ صحيحٍ وِفقًا للنتائج المنتجة لبحث نقاط الضعف..

وعندما نُسارِع في الخوض بعمقٍ في جوهر القضايا دون الغرق في القشريات..

وعندما نحاول دقّ أجراس الخطر وإشعال اللمبات الحمراء وتسليط الضوء على مكمَن الخطر..

وعندما نحاول توجيه الإرادة وهِمَمْ الشباب في الاتجاهات إلصحيحة وتوظيفها..

وعندما نُصحِّح المنطلقات من القواعد السياسية الوهمية إلى العقائدية السليمة..

وعندما نصرخ بأصواتنا لأنهاء عصور المخادعات واللعب خارج الملعب الرئيسي..

وعندما نحاول نصح القادة وإذابة حالة التكلُّس الصلبة التاريخية لأنماط تفكيرهم..

وعندما نقترِب أكثر من الشباب وترشيد مساراته وتوجيهه وإدخاله معركة الوعي..

وعندما ندفع الآخرين إلى النظر للمشهد بشموليته والخروج من سجون التفاصيل..

وعندما نحاول زرع محاور ربما تكون خارج إمكانتنا لكنها قد تكون في إمكانات شبابنا..

وعندما نخلع ونحاول نزع مبادئ الانتماءات الجاهلية والتجرُّد لصالح قضية الأمة..

وعندما نربط الأحداث من نطاقها المحلي الضيق إلى نطاقها الإقليمي والعالمي والحضاري السرمدي..

نُفَاجَأ!

بما يُسمَّى سجن "تثبيط الهِمَمْ" وهو مصطلح مخادِعٌ للغاية..

فبداية العلاج هو تشخيص الحالة الطبية بشكلٍ صحيح..

حتى وإن كانت ستؤثر على نفسية المريض..

حتى وإن كانت ستوجه اتهام إلى الطبيب السابق الذي أخطأ في التشخيص..

حتى وإن كان البعض وبِحُسن نِيَّة حاول جاهِدًا وفشِل..

حتى وإن كُنَّا مضطرين إلى تغيير قناعات مئات السنين..

حتى وان دفعنا إلى إعادة النظر في الرؤية من الأساس..

فالقضية لم تبدأ عندنا ولن تنتهي بعدنا.. القضية أكبر مِنَّا..

القضية قضية رسالة.. وأُمَّة.. أُخرِجَت للناس، ونحن جيل أئتمن على رسالة يجب توصيلها لمن بعدنا بالشكل الصحيح.. ولا يجب تركها لهم بالشكل المُشوَّه الباطل على طريق خاطئ.. بل يجب وضعها على بداية طريقها الصحيح والوحيد حتى وإن لم نسير بها مسافات..

إلى كل المسجونين في سجن تثبيط الهمم..

إلى كل المسجونين في حدود إدراك مرحلية ضيقة..

إلى كل المستكبرين والضعفاء أمام تغيير الرؤية من أساسها..

أقول:

بل الأجدى هنا هو تصحيح الهِمَمْ في الاتجاه الصحيح..

 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,248

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً