لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى
عائض بن عبد الله القرني
عندما دخل ديوان الطاغيةِ فرعون، فقال: {إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى}، قال اللهُ: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى: أوجس موسى في نفسِهِ خِيفةً ثلاث مرَّاتٍ:
الأولى: عندما دخل ديوان الطاغيةِ فرعون، فقال: {إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى}، قال اللهُ: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}.
وحقِيقٌ بالمؤمنِ أن تكون في ذاكرتهِ وفي خلدِه: لا تخفْ، إنني أسمعُ وأرى.
الثانية: عندما ألقى السحرةُ عِصِيَّهم، فأوْجس في نفسِه خيِفةً موسى.
فقال الله تعالى: {لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى}.
الثالثةُ: لما أتْبعهُ فرعونٌ بجنودِه، فقال له اللهُ: {اضْرِب بِّعَصَاكَ}، وقال موسى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
- إياك وأربعاً: أربعٌ تُورثُ ضنْكَ المعيشةِ وكَدَرَ الخاطرِ وضيِقَ الصَّدْرِ:
الأولى: التَّسخُّطُ من قضاءِ اللهِ وقدرِه، وعَدَمُ الرِّضا بهِ.
الثانيةُ: الوقوعُ في المعاصي بلا توبةٍ {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}، {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.
الثالثةُ: الحقدُ على الناسِ، وحُبُّ الانتقامِ منهمْ، وحَسَدُهم على ما آتاهُمُ اللهُ منْ فضلِه {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}، « ».
الرابعةُ: الإعراضُ عنْ ذكرِ اللهِ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}.