صناعة العلماء - (8) شواهد الأمل

منذ 2014-05-24

المغير والمجدد متفائل دائمًا، وطموح لا يعرف الإحباط، ويقينه بنصر الله عز وجل لا يتزعزع أبدًا في قلبه، فإما نصرة وإما شهادة، وبشريات الأمل في واقعنا المعاصر أكثر من أنأن تحصى، فأمة الإسلام أمة لن تموت، فما هي شواهد الأمل في واقعنا المعاصر وإلى أين تسير أمتنا الإسلامية؟ كل هذا وأكثر نعرفه مع أصحاب الفضيلة الدكتور راغب السرجاني والدكتور صلاح سلطان وحلقة جديدة من صناعة العلماء. وهنا ملخص ما جاء في هذه الحلقة

بسم الله الرحمن الرحيم

د. صلاح:

لا زلنا مع شواهد الامل في واقعنا المعاصر، لأننا لا يمكن أن نبدأ في صناعة العلماء دون أن تستقر قاعدة يقينية عقيدية في عقل كل إنسان بأننا قادرون بفضل الله على صناعة المستقبل من خلال رؤية الشواهد الإيجابية في واقعنا.

 

د. راغب:

بداية أُذكِّر الإخوة بعدة أمور:
1. أننا نتكلم عن صناعة العلماء ونريد أن نسقط قضية الأمل والنظر إلى المستقبل بتفاؤل على العلماء الذين نريد أن نصنعهم، والذي يتسلل إلى قلبه اليأس لا يمكن أن يكون عالِمًا ربانيًا لأن العالم الرباني عنده يقين في نصر الله عزَّ وجلَّ وفي موعوده.

2.يجب أن نفهم أن المُحبَط لا يعمل ولا يستطيع أن يغير، وقال العلماء عن حالة المسلمين أيام التتار أن الرجل منهم لا يستطيع أن يرفع سيفه ليدافع عن نفسه، فالذي كبَّلهم هو اليأس والاحباط.

 

د. صلاح:

قال أحد العرب: "إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ"، فلو فكر الإنسان أنه إنسان ويستطيع أن يسدد رمية في عمق العدو، ويستطيع أن يبذر بذرة في أرض الله عمارةً في الارض.

لكن هناك من العلماء الربانيين وطلاب العلم من يجاهدون لحضور ندوات العلم، وترى في وجوههم وحديثهم مستقبل مشرق من خلالهم.

 

د. راغب:

نلاحظ أيضًا النضج الذي وصلت إليه الجاليات المسلمة في البلاد الغربية،  حتى أنه في عام 1986 أعلن بابا روما أن عدد المسلمين بها تجاوز عدد الكاثوليك في العالم، وهناك دراسات تقول الديانة الإسلامية ستصبح الأكثر إتباعًا في الدنيا بكاملها!

 

د. صلاح:

والآن مثلًا نجد أن رئيس وزراء بريطانيا يلوم رئيس وزراء ماليزيا على الأنشطة الكثيرة التي يقوم بها الماليزيين في بريطانيا، لكن يرد عليه بأن هؤلاء يرجعون إلى بلادهم أكثر تدينًا وعلمًا بالإسلام.

وهذا الأمر ليس مقتصر على الكبار بل الأطفال أيضًا منهم من صار من النوابغ.

 

د. راغب:

عندما نتكلم عن الأمل والتفاؤل وما نذكره من اليقين في نصر الله عزَّ وجلَّ، وانتظار موعود الله الذي هو آتٍ لا محال، ليس نوعًا من التخدير للأمة فنحن لا نسكن آلام الأمة، بل مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم كان في الأزمات الشديدة يذكر أصحابه بالأمل والنصر والتمكين.

 

د. صلاح:

الأمة مُهيئة لأن تقود العالم، يوم أن غزت أمريكا العراق، دخل وزير الدفاع على المستشار الاستراتيجي السفاح شارون فوجده حزينًا وبجواره عدد من الكتب، فقال له نحن وصلنا العراق وستُفتح لنا الدنيا، فقال له: هذه الامة ولود وهذه الكتب تقول أن هذه الأمة إذا انهزمت ما تلبث حتى تعود مرة أخرى، فعندها عناصر استعادة البناء واستعادة البقاء.

وكذلك في كتاب صدام الحضارات لـ(هنتنجتون) قال فيه أن الحضارات التي تهدد أمريكا هي الحضارة الصينية والحضارة الاسلامية. 

كل هذا بالرغم مما تمر به هذه الأمة الآن من انحدار.

 

د. راغب:

القرآن يقول أن الإسلام قوي والرسول يقول ذلك، والعلماء وتاريخنا وواقعنا حتى أن الغرب يقولون ذلك، فلماذا نقلل نحن من قوتها؟

 

د. صلاح:

فلنعش الألم لكن ليكن الأمل أكبر دائمًا، ثم نمزجهما بقول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].

وبإذن الله الغد أفضل من اليوم، واليوم أفضل من الأمس.

 

 

لسماع هذه الحلقة: شواهد الأمل في واقعنا المعاصر

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 3
  • 0
  • 4,961
المقال السابق
(7) الأمل والألم
المقال التالي
(9) أخطاء العلماء وواقع الأمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً