إحياء ذكرى النكبة
المفاوضات التي اعتقد البعض أنها ستؤدي إلى نتائج إيجابية، تعاني عسراً كبيراً، وقد فشلت فشلاً ذريعاً، بسبب السياسات الإسرائيلية العدوانية على الأرض.
يحيي الفلسطينيون خصوصاً والعرب عموماً في الخامس عشر من أيار (مايو) الذكرى 66 لاحتلال فلسطين بمظاهرات ومسيرات وفعاليات أخرى مختلفة ومتنوعة تتحدث عن هذه المناسبة الأليمة وما آلت إليه القضية الفلسطينية بعد مرور هذه السنوات عليها. طبعاً، يركز القائمون والمشاركون في هذه الفعاليات في فلسطين المحتلة وخارجها على ثوابت القضية الفلسطينية والتي على رأسها تحرير الأرض وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وعند إحياء هذه الذكرى في كل عام تقريباً يصف المحيون للمناسبة والمحللون والمراقبون والسياسيون الأوضاع التي تمر بها القضية الفلسطينية بالخطيرة والمصيرية؛ فدائماً هناك ظروف صعبة تحيط بالقضية الفلسطينية تؤثر عليها وعلى الشعب الفلسطيني سلبا؛ فالقضية التي تعتبر قضية العرب المركزية تواجه دائماً تحديات كبيرة، يفرضها احتلال غاشم يسعى لتصفيتها من خلال إجراءات تطبق على الأرض وليس بالقول فقط، على رأسها الاستيطان وقضم الأراضي العربية وتهويدها وخصوصاً القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
واليوم أيضاً تمر القضية الفلسطينية في ظروف خطيرة جداً؛ فالمفاوضات التي اعتقد البعض أنها ستؤدي إلى نتائج إيجابية، تعاني عسراً كبيراً، وقد فشلت فشلاً ذريعاً، بسبب السياسات الإسرائيلية العدوانية على الأرض؛ إذ استمرت عمليات الاستيطان على أشدها بالرغم من الاعتراضات الفلسطينية، واستمرت سياسة تهويد المدينة المقدسة وما فيها من مقدسات وعلى الأخص المسجد الأقصى الذي يتعرض يومياً تقريباً لانتهاكات واعتداءات إسرائيلية تهدف إلى السيطرة عليه، وإقامة ما يسمى بالهيكل اليهودي بدلاً منه.
كما رفض الاحتلال الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. التعنت الإسرائيلي ليس موقفاً تكتيكياً، وإنما ممارسة إستراتيجية تسعى إلى إفشال أي حلول يرضى بها المفاوض الفلسطيني، مع أنها أقل بكثير من مطالب الشعب الفلسطيني. "إسرائيل" في ذكرى النكبة لا تريد أي حل للقضية الفلسطينية يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، والاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. "إسرائيل" تريد حلاً تصفويا للقضية الفلسطينية، ولا تريد أي شيء آخر.
في ذكرى النكبة الـ66، تبين الأحداث والوقائع والاعتداءات الإسرائيلية صحة مقولة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. ف"إسرائيل" التي تواصل عنجهيتها وعدوانها وانتهاكاتها تعرف تماماً أن العرب بمن فيهم الفلسطينيون في أضعف حالاتهم، ولا يستطيعون فرض أي شيء عليها، فهي للأسف صاحبة المبادرة والقوة والتأثير في هذه القضية، وتجد كل الدعم والتغطية من حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.
محمد سويدان
- التصنيف:
- المصدر: