صناعة العلماء - (23) زواج العلماء من الخارج

منذ 2014-05-24

تدور هذه الحلقة حول ظاهرة منتشرة بين العلماء، و هي زواج العلماء في الخارج، وتوضيح ضوابط هذا الزواج في الفقه الإسلامي، مع بيان أهمية الزواج في حياة الإنسان، وضرورة مساعدة النابغين من طلاب العلم على الزواج المبكر... وهنا ملخص ما جاء فيها

بسم الله الرحمن الرحيم

د. صلاح:

أكثر من 95% من الذين يتزوجون من غير بلادهم لا يعودون أبدًا إلى بلادهم. 

وصدرت فتوى من  المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث:
أولًا: لا بد من التأكد أنها كتابية، وأنها ليست شيوعية أو ملحدة.
ثانيًا: لا يجوز أن يتزوج هذه المرأة إلا إذا كانت مُحصَنة عفيفة.
ثالثًا: لا بد ألا يكون هناك ضرر على الزوج في القوامة.

 

د. راغب:

والإنسان عندما يؤجل زواجه يكون هذا بسبب ظروف معينة، وغالبًا ما تكون الأعباء المادية، لذلك أهيب بالمؤسسات التي نطمح لإنشائها أن ترعى هؤلاء.

وسيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله عندما فاض المال في بيت المال بدأ يُزوِّج بها العزّاب في الدولة اﻹسلامية.
وهذا به استثمار للأموال وليست مجرد أموال ضائعة، لأن هذا العالِم سيقود أمة ويغير من حركة التاريخ كلها.

 

د. صلاح:

ونريد أن نقول لبعض اﻵباء أو اﻷمهات الذين يغفلون عن هذه المسألة، إن كنت تشعر أن ابنك من الممكن أن يكون شيئًا كبيرًا للأمة فزوِّجّه مبكرًا من مسلمة من بلده، ليكون هناك ضمان بنسبة عالية جدًا أن يعود إلى بلاده.

 

د. راغب:

وأقول لو أن هناك عالِم يريد الزواج أن يبحث عن الزوجة التي تعينه وتساعده على علمه وعلى إكمال مسيرته العلمية، والتي تشعر بأن لديه مهمة نبيلة للغاية وهي مهمة إصلاح الجيل وحركة الأمة ونصر هذا الدين.

 

د. صلاح:

وأقول لمن يسافر أنه عليه مراقبة قلبه، فإذا رأى فتنة ولن يستطيع تحتملها فعليه أن يعود لبلاده، وهذا أفضل من يظل هناك ويُسمى عالِمًا ولكنه مفتون بالنساء أو بالخمر والفساد.

 

د. راغب:

بل هناك من طلبة العلم من يتزوج هناك ليأخذ جنسية البلد، ومن ثم تكون فرصته للعمل مضاعفة!

 

د. صلاح:

هذا الزوج مقيتًا جدًا والكثير منه أدى إلى مفاسد ضخمة، وهو لا يختلف أبدًا عن زواج المتعة، وهذا الزواج ضد كل مقاصد الشريعة اﻹسلامية من الزواج.

هل من الممكن أن يكون من العلماء الربانيين ويخون امرأة حتى ولو كانت غير مسلمة، هل يليق أن يتزوج امرأة وهو يُضمر طلاقها؟! هذه خيانة!

 

د. راغب:

حتى ولو أظهر مقصده ولم يضمر فهذا حرام أيضًا ﻷنه زواج متعة.

 

د. صلاح:

لأن عقود الزواج في اﻹسلام يشترط لها التنجيز والتأبيد.

نحن بحاجة أن نغير عقولنا كآباء أو أمهات ومجتمع، وأن نزوِّج أبناءنا العلماء أو طلاب العلم النبغاء وهم صغار، فيستقر ولا يتحول إلى إنسان في حالة ارتباك وفتنة فيضيع إيمانه ويضيع معه العلم.

ونحتاج أن يقوم الاقتصاديون بعمل منح دراسية لهؤلاء تكفل لهم أن يستمروا في دراساتهم البحثية والعلمية واستعادتهم إلى بلادنا اﻹسلامية.

 

 

 

لسماع هذه الحلقة: زواج العلماء من الخارج

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 7
  • 1
  • 3,392
المقال السابق
(22) عودة العقول
المقال التالي
(24) الأمية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً