(24) الأمية
راغب السرجاني صلاح الدين سلطان
تدور هذه الحلقة حول ظاهرة بل كارثة من كوارث العالم الإسلامي وهي كارثة الأمية،وخطورة الأمية على النهضة الحضارية للمسلمين، والمفاسد المترتبة على الأمة من الأمية، مع بيان الخطوات العملية لمواجهة هذه الكارثة... وهنا ملخص ما جاء فيها
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
بسم الله الرحمن الرحيم
د. راغب:
نسبة الأمية في مصر لمن هم فوق سن الـ 15 سنة تصل إلى 29.3%، ولو أخذنا من هم في مرحلة الشباب، سنجد أن الأمية تصل إلى 15% في هذه المرحلة التي يفترض أنها مرحلة إنتاج وعمل وحركة وإبداع!
وفي الكيان الصهيوني نسبة الأمية في من هم فوق سن 15 هي 2.9%، و نسبة الأمية في الشباب الذين بين سن 15 إلى 24 حوالي 0.3%!
د. صلاح:
هذه القضية تدق ناقوس الخطر الكبير في أمتنا الإسلامية، لأنه لا يُعقل أن أمة {إقرأ}، لا تقرأ.
في القرن الماضي، وجد أن العالَم العربي به 99 مليون عربي لا يقرأ ولا يكتب من أصل 300 مليون عربي، أي أكثر من الثلث!
ومع أن أزمة الأمية قد تحتاج إلى 6 مليارات لإنهائها تمامًا وتستطيع دولة واحدة أن تنهيها، لكن الدول العربية ليس لديها الاستعداد لتنفق في المجال العلمي!
في كوبا رفعوا شعار الثورة هي التربية والتربية هي الثورة، وعطَّلوا الدراسة كاملة وكل المدرسين كانوا يعملون في محو الأمية فقط، وكل الشعب التحق بدراسات محو الأمية إلى أن انتهت الأمية وصارت نسبتها صفرًا.
فهؤلاء لو أتيحت لهم فرصة التعليم ربما يخرج منهم نبغاء ومخترعون ومتميزون ومبدعون، وبالتالي عدم إتاحة هذه الفرصة لهم يُقلِّل من شريحة العلماء.
وبالتالي هذه فئة مظلومة ظُلمًا بينًا ويُظلَم المجتمع معهم، بل أن الأُميّ هو أكثر الناس استهلاكًا للمال بطريقة غير صحيحة لأنه لا يعرف كيف أن يوظف طاقاته المالية! وهم أكثر الناس عرضة للإجرام.
وهنا ألوم التيارات الإسلامية بمختلف أنواعها الذين يهتمون بقضايا من الفروع وليست من الأولويات، ولم يتحالفوا لحل القضايا المصيرية مثل هذا الأخطبوط أو السرطان الثلاثي كما يسميه الباحثون سرطان العالم العربي، الأمية والفقر والمرض.
في فلسطين المنكوبة والتي تعاني من غلق المدارس وقتل الطلاب تجد نسبة الأمية لديهم لا تزيد عن 3%، وهذا عارٌ على البلاد العربية والإسلامية الكبرى التي تصل نسبة الأمية بها إلى أكثر من 39%!
المجتمع الواحد الناهض لا يقبل أن يكون جاهلًا ولا يقبل أن يكون عالة على الأمة .
د. راغب:
بل وحلُّ مشكلة الأميّة ليست مهمة الجماعات والتيارات الإسلامية ولكنها مهمة شعبية حتى يساعد الجميع في حل هذه المشكلة.
ومن مخاطر الأمية الكبيرة جداً أن هذا الأميّ لا يمسك المصحف، ومن يُعلمه القراءة والكتابة فقط بنية أن يقرأ القرآن فله في كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، تخيل مدى الحسنات التي سيحصل عليها!
ولهذا ندعو أيضًا الاقتصاديين وأصحاب الخير ورجال الأعمال إلى الإنفاق في مثل هذا الوجه واعتباره من باب في سبيل الله بل ومن الزكاة وليس فقط من الصدقة، وأن يتبنوا مشروعات كبرى تنتشر في القرى والمحافظات وفي كل مكان لتعليم الأميين، وتكون مهمة الأمة كاملة لتعليم كل الأميين القراءة والكتابة مثلما فعلت كوبا.
وأقترح أيضًا على الإخوة الذين أكرمهم الله سبحانه وتعالى بالمال وليس لديهم الوقت الكافي لتعليم الأميين، أن يأتوا بمدرسين ليعلموا مثل هؤلاء في مقابل مبلغ مادي يدفعوه لهم، لو هذه الحركة في المجتمع تحققت أتوقع أن الأمية تندثر.
د. صلاح:
وأساس هذه المشكلة هو الإرادة وأن يكون لدى الناس الشعور بأن هذه أزمة يجب أن تتغير ويجب إنهاءها بين أبناء الأمة الإسلامية.
د. راغب:
هذه القضية خطيرة والأمة إذا ارتفعت بهمتها تستطيع أن تخرج من أزمتها مهما صعبت الظروف وضاقت عليها السُبل.
لسماع هذه الحلقة: الأمية