شِيَم الرجال
أبو الهيثم محمد درويش
قيل لبعضهم: ما الشجاعة؟ فقال: "صبر ساعة". وقال بعض أهل التجارب: "الرجال ثلاثة: فارس، وشجاع، وبطل.. فالفارس: الذي يشدّ إذا شدُّوا، والشجاع: الداعي إلى البراز والمجيب داعيه، والبطل: الحامي لظهور القوم إذا ولَّوا"...
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
هناك شِيَم ركَّبها الله تعالى في بعض بني آدم كما خلق فيهم السمع والبصر واليدين وسائر الجوارح..
ترى المسافة بين الناس فيها كالبُعد بين المشرق والمغرب، فبين شجاع يناصر الحق مهما كان الثمن.. وبين جبان يفر عن سائر حقوقه..
قيل لبعضهم: ما الشجاعة؟ فقال: "صبر ساعة". وقال بعض أهل التجارب: "الرجال ثلاثة: فارس، وشجاع، وبطل.. فالفارس: الذي يشدّ إذا شدُّوا، والشجاع: الداعي إلى البراز والمجيب داعيه، والبطل: الحامي لظهور القوم إذا ولَّوا".
وبين جواد يجود بما لديه.. وبخيل: يبخل بما في يده حتى على نفسه التي بين جنبيه! والفرق بينه وبين صاحب الجود والكرم كما بين السماء والأرض!
تَراهُ إِذا ما جئتهُ مُتَهَلِّلًا *** كَأَنَّكَ مُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه
كَريمٌ إِذا جِئت لِلعُرفِ طالِبًا *** حَباكَ بِما تَحنو عَلَيهِ أَنامِلُه
وَلَو لَم يَكُن في كَفِّهِ غَيرُ نَفسِهُ *** لَجادَ بِها فَليَتَّقِ اللَّهَ سائِلُه
كتب زياد إلى ابن عباس رضي الله عنه: أن صِف لي الشَّجَاعَة، والجبن، والجود، والبخل، فكتب إليه: "كتبت تسألني عن طبائع، رُكِّبت في الإنسان تركيب الجوارح، اعلم أن الشجاع يقاتل عمَّن لا يعرفه، والجبان يفرُّ عن عرسه، وأن الجواد يعطي من لا يلزمه، وأن البخيل يمسِك عن نفسه" (نهاية الأرب في فنون الأدب؛ للنويري: [3/347]).