اكتسابُ الفضائل
عائض بن عبد الله القرني
مطلوبٌ من العبدِ لكيْ يكسب السعادة والأمن والراحة، أن يُبادر إلى الفضائل، وأنْ يُسارع إلى الصفاتِ الحميدةِ والأفعالِ الجميلةِ «احرصْ على ما ينفعُك واستعِنْ باللهِ».
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- اكتسابُ الفضائل أكاليلٌ على هامِ الحياةِ السعيدةِ: مطلوبٌ من العبدِ لكيْ يكسب السعادة والأمن والراحة، أن يُبادر إلى الفضائل، وأنْ يُسارع إلى الصفاتِ الحميدةِ والأفعالِ الجميلةِ « ».
أحدُ الصحابةِ يسألُ الرسول صلى الله عليه وسلم مرافقَتَهُ في الجنةِ فيقول: « ». والآخرُ يسألُ عنْ بابٍ جامعٍ من الخيرِ، فيقولُ له: « ». وثالثٌ يسألُ فيقولُ له: « ».
إنَّ الأمر يقتضي المبادَرَةَ والمُسارعة: « »، « »، {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}، {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}.
لا تُهمِلْ في فِعْلِ الخَيْرِ، ولا تنتظرْ في عملِ البِرِّ، ولا تُسوِّفْ في طَلَبِ الفضائلِ:
دقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له *** إنَّ الحياة دقائقٌ وثوانِ
- وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ: عمرُ بنُ الخطابِ بعد أنْ طُعِن وثَجَّ دمُه، يرى شابّاً يجرُّ إزاره، فقال له عمرُ: يا ابن أخي، ارْفَعْ إزارك، فإنهُ أتقى لربِّك، وأنْقى لثوبك. وهذا أمرٌ بالمعروفِ في سكراتِ الموتِ {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}.
إنَّ السعادة لا تحصلُ بالنومِ الطويلِ، والخلودِ إلى الدَّعةِ، وهَجْرِ المعالي، واطِّراحِ الفضائلِ. {وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}.
إنَّ منطق أصحابِ الهممِ الدَّنيَّةِ والنفوسِ الهابطةِ يقولُ: {لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ}، {لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ}.
وقد نهي العبدُ بالوحي عن التَّأخرِ عنْ فِعلِ الخيرِ: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}، {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ}، {وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ}، {أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ}، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ}، {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ}، {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى}، « »، « ».