عجائب خلقِ اللهِ في الكونِ (1)
عائض بن عبد الله القرني
رَوَى البخاريُّ ومسلمٌ، عنْ جابرِ بن عبدِاللهِ رضي اللهُ عنه، قال: بَعَثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأمَّر علينا أبا عبيدة، نتلقَّى عِيراً لقريشٍ، وزوَّدنا جِراباً منْ تمرٍ لمْ يجِدْ لنا غَيْرَه، فكان أبو عبيدة يُطينا تمرةً تمرةً.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- لا تحزنْ، واقرأْ عجائب خلقِ اللهِ في الكونِ: وطالِعْ غرائب صُنعِهِ في المعمورةِ، تجدِ العَجَبَ العُجابَ، وتقضي على همومِك وغمومِك، فإنَّ النَّفْس مُولعةٌ بالطَّريفِ الغريبِ.
رَوَى البخاريُّ ومسلمٌ، عنْ جابرِ بن عبدِاللهِ رضي اللهُ عنه، قال: بَعَثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأمَّر علينا أبا عبيدة، نتلقَّى عِيراً لقريشٍ، وزوَّدنا جِراباً منْ تمرٍ لمْ يجِدْ لنا غَيْرَه، فكان أبو عبيدة يُطينا تمرةً تمرةً.
قال الراوي عنْ جابرٍ: فقلتُ: كيف كنتُمْ تصنعون بها؟ قال: نمصُّها كما يمُصُّ الصَّبيُّ، ثمَّ نشربُ عليها من الماءِ، فتكفينا يومنا إلى الليلِ، وكنَّا نضربُ بِعصيِّنا الخَبَطَ – أي ورق الشجرِ – ثم نبُلُّه فنأكُلَهُ.
قال: وانطلْقْنا على ساحلِ البحرِ فإذا شيءٌ كهيئةِ الكثيبِ الضخمِ – أي كصورةِ التَّلَّ الكبيرِ المستطيلِ المُحْدَوْدبِ من الرملِ – فأتيناهُ، فإذا هي دابَّةٌ تُدعى العَنْبَرَ. قال: قالَ أبو عبيدة: ميْتةٌ. ثم قال: لا بلْ نحنُ رُسُلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سبيلِ اللهِ، وقدْ اضطُررْتُم فكُلُوا. قال: فأقمْنا عليه شهراً ونحنُ ثلاثمائة حتى سمِنَّا. قال: ولقدْ رأيتُنا نغترفُ منْ وَقْبِ عينِه – أي منْ داخلِ عينِه – ونفرقُها بالقلالِ – أي بالجرارِ الكبيرةِ – الدُّهْنَ، ونقتطعُ منه الفِدر – أيْ القِطع – كالثورِ أو قدْرِ الثورِ. فلقدْ أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشرَ رجلاً، فأقعدهم في وقبِ عينِهِ، وأخذ ضلعاً منْ أضلاعِهِ فأقامها، ثمَّ رحَّل أعظم بعيرٍ، ونظر إلى أطولِ رجُلٍ فحملهُ عليهِ، فمرَّ منْ تحتِها.
وتزوَّدْنا منْ لحْمِه وشائِق، فلمَّا قدمْنا المدينة، أتينا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذكرنا له ذلك، فقال: « »، قال: فأرسلْنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأكل منه.