عوائق الانتفاع بالحقّ
كمال المرزوقي
كثيرا ما نرى عجب بعض إخواننا من إعراض النّاس عن الحقّ مع كونه لائحا ظاهرا لا يجحده إلّا مكابر، وعجبهم ممّن يظهر منه عدم المعاندة والهدي الظّاهر وسمت التّديّن أكبر وأقوى.
- التصنيفات: التصنيف العام -
كثيرا ما نرى عجب بعض إخواننا من إعراض النّاس عن الحقّ مع كونه لائحا ظاهرا لا يجحده إلّا مكابر، وعجبهم ممّن يظهر منه عدم المعاندة والهدي الظّاهر وسمت التّديّن أكبر وأقوى.
والحقيقة أنّ العجب من عجبهم أولى !
فإنّ هذا هو الأصل في النّاس إلّا قليلا ممّن بقي على فطرته الأولى ولم تقم به الموانع والصّوارف الصّادّة عنه.
- وهذه الموانع إجمالا هي كالآتي:
- الجهل المعرفيّ بالحقّ ابتداء، إمّا كلّيّا وإمّا جزئيّا بحيث يعرف منه ما لا ينهض أن يحسّنه في عقله.
- الحسد لحامله، فيحمله حسده على أن يردّ ما جاء به.
- الكبر فيأبى أن يأتيه الحقّ ممّن هو دونه.
- شهوة الرّياسة، فهي وإن خلت من حسد وكبر صرفته شهوتها عن قبول حقّ يجرّ فقدانها.
- شهوة المال، وهي إن كانت تكاليف الحقّ تعارض شهوة جمعه فيختار حفظ المال على اتّباع الحقّ.
- التّعلّق بالعشيرة والأهل والجماعة والحزب والأصحاب والوطن، فيرى الحقّ مفرّقهم عنه، فيختارهم دونه.
- التّعلّق بالآباء والأجداد فيتعاظم في النّفس الإزراء عليهم ونسبتهم إلى الباطل فيأبى الحقّ حفظا لمكانهم.
- بغضه لحامل الحقّ أو أتباعه، فيبغض كلّ ما تعلّق بهم، فيبغض الحقّ تبعا.
- الإلف والعادة، فتمنعه وعورة الانتقال عنها وقد صارت طبيعة إلى غيرها ممّا لا يألفه ولم يعتده من الحقّ.
وهذا الصّارف الأخير هو أضعفها مع كونه أوسعها انتشارا!
فالأوّل كضلّال النّصارى ومن لم تبلغه دعوة.
والثّاني كحال اليهود مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
والثّالث كإبليس وفرعون وأبي جهل.
والرّابع كهرقل.
والخامس كقارون.
والسّادس كعامّة كفّار قريش.
والسّابع كأبي طالب.
والثّامن كحال اليهود مع الأنصار.
والتّاسع كحال عامّة مكذّبي الرّسل.