ولكن لا تحبّون النّاصحين

منذ 2014-05-28

النّصيحة وأخَصُّ منها النّقد الّذي هو تحديد الأخطاء مكروه طبعا عند عامّة بني الإنسان، ومع ذلك لا تكاد تجد من يقول صراحة ووجها (أنا لا أحبّ النّصح والنّصيحة والنّاصح).

النّصيحة وأخَصُّ منها النّقد الّذي هو تحديد الأخطاء مكروه طبعا عند عامّة بني الإنسان، ومع ذلك لا تكاد تجد من يقول صراحة ووجها (أنا لا أحبّ النّصح والنّصيحة والنّاصح)، وإنّما تجد أحد رجلين:

  1. إمّا ملتمس لسبب خارج يمكن أن يخادع به نفسه وغيره كأن يلتفت إلى أسلوب النّصح فيزعم أنّه لم يكن لائقا (أصاب في ذلك أو أخطأ) صادفا عن حقيقة النّصيحة وما فيها ممّا لم يمكنه دفعه بالتّكذيب أو الحجّة
  2. وإمّا ملتمس لأبعد من ذلك وأفحش وألأم حين يحاول إسقاط النّاصح نفسه بالاستدلال على كونه ليس أهلا للنّصح، بعد أن أعجزه بعد التّفتيش التّعلّق بخلل في جوهر النّصيحة أو أسلوبها.

    وكره النّقد ليس شرّا كلّه فإنّه لولاه لاستوى عند النّاس الإصابة والخطأ، فإنّ كراهية النّقد تابعة لكراهية الخطأ، لكنّ تضخّم هذه الكراهية إلى حدّ نسيان لزوم الخطأ للبشريّ من حيث هو ابن آدم خطّاء تحمل على التّبرير فالإكثار منه فتسويغ الخطأ فإضفاء الشّرعيّة عليه، فيصير الخطأ الصّغير الأوّل بهذه اللّواحق مطمور أخطاء وأغاليط.
    فاللهمّ اغفر وارحم..

     

كمال المرزوقي

رئيس جامعة الإمام مالك للعلوم الشّرعيّة بتونس.

  • 27
  • 7
  • 8,978
  • أحمد مخلوف

      منذ
    قال حفظه الله: أنا واثق أن هذه الكلمات ستجعلك تهيم بي حبا مهما كان انتماؤك، ولأنني لا أستطيع أن أعيش بغير أنفاسك المصاحبة، اسمح لي أن أقول لك: صدقني يا صاحبي: 1- المعلومة التي تعرفها أنت اليوم ليست بالضرورة غائبة عني 2- حين يعييك البحث معي ولا تجد حجة بقيت في يدك سليمة فاعلم أن ذلك لا يعود لعبقريتي وغبائك، وإنما لكون ما لقنوك إياه خطأ، ولكون النقاش والحجاج له مسالك وضعها العلماء لم يتسع الوقت بعد لأن يستوعبها شيخك ( غوغل ) فمن باب أولى أن تكون أنت منها صفر اليدين والأذنين. 3- حين يجمعنا مجلس طويل زمنه فلا تقول شيئا إلا وأنا أعرف به منك، ولا أنبس نبسة إلا وفيها زيادة علم لك وإغراب عليك، وأنا صعلوك ابن هذا الزمان الذي اندرست فيه العلوم وأهلها، فاغفر لي حين أصفعك كل يوم بسلطان الحجة وأقول لك = لا أبا لك من أنت لتعترض على الأئمة إن كنت لا تحسن أن تفهم ما يقوله لك أمثالنا فضلا أن تعترض عليه بحجة صحيحة. 4- حين لا تعرف كم قضينا في البحث في المسألة حاول أن تبحث عن حمرة الخجل وأنت تعترض ببحث دام ثلاث ثوان عبر محرك بحث على النت. 5- حين تكون كل بضاعتك هي فتوى اللجنة الدائمة أو كلام الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين أو الألباني فكن على يقين أنك لن تأتيني بجديد، وأنني إن خالفتهم - بغض النظر عن صوابي وخطئي - فقد فعلت ذلك عمدا لا سهوا. 6- حين لا تتصور أنت أنه يمكن أن يكون هناك بشر يعرف كل فتاوى اللجنة الدائمة وعامة كلام المشايخ الثلاثة المذكورين، فإنه لا يلزم أن يكون ذلك غير موجود، كما لا يلزم من عدم علمك بوجود دودة الاسكارس عدمها، ثم ثق بي = ما أكثر ما لا تتصوره ولا تتخيله. 7- حين تسحب لي من كمّك بطاقة النفي من السلفية فاعلم أنّ تحصيل الحاصل ممتنع، فسلفيتك هذه المرقعة لم أنتم إليها يوما. 8- حين تجد في نفسك حسرة على كوني (هكذا) ولست كما كنت تتخيل أنت (هكذا) فثق أنّ ما أنا عليه لم يبلغك بعد فلا تذهب نفسك علينا حسرات وشكر الله سعيكم. 9- حين تطلب مني أن أتواضع وأنت تقر لي بأني أعلم منك، اسمح لي بأن أطلب منك أن تتلاشى بطيب صدر، ودع عنك معرفتك الفطرية المنكوسة بالتواضع وسل عنه خبيرا. 10- حين تتلفّت حواليك تبحث عن المخاطَب - بفتح الطاء - في كلامي هذا، فكن على يقين أني أكلمك أنت لا أحد غيرك. 11- حين تدخل إفريقية وافق أو نافق أو فارق، فأما أنا فيمنعني عقلي من الأولى وديني من الثانية فاخترت الثالثة بطيب نفس. " وانت متى ؟ "

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً