وقفات منهجية تربوية - (29) الوقفة السادسة والعشرون: الترفيه عن النفس والترويح عنها

منذ 2014-06-01

والناس في هذا الأمر ثلاث طوائف:

- الأولى: حظرت الترفيه وشددت فيه وأنكرته على من عمله.
- الثانية: أوسعت أمر الترفيه على حساب ما هو أولى منه، فجعلت حظ نشر العلم والخير يسيرًا بالنسبة إلى الترفيه.
ولا شك أن الطرفين على خطأ ما بين إفراط وتفريط مذموم، وكلتا الطائفتين مجانبة للصواب.
- والطائفة الثالثة: سلكت خير المناهج منهج الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا يعطون النفس حظها ساعة وساعة، وقد ثبت شيء من ذلك في حياتهم مع نبيهم صلى الله عليه وسلم وبعده.

فالنبي عليه الصلاة والسلام سابق بين الخيل التي ضُمرت من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زرَيق، كما في صحيح البخاري ومسلم. وفي شمائل الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم صارع ركانة. وأيضًا كان عمر رضي الله عنه يقول لبعض الصحابة: "تعال أباقيك في الماء أيُنا أطول نفسًا" وهم محرمون.

وذكروا أيضًا في مجالس التحدث أن بعض المحدثين يملح المجلس أحيانًا ببعض النوادر والطرائف ليحي النشاط فيهم، وهذا من فقه دعوة الناس ومن فقه التربية العلمية. وبعض الشبيبة وبعض من تولى تربية الشباب يُغلب هذا الجانب وقصده إن شاء الله الخير في عدم تنفيرهم؛ لكن يقال: فيه محذور تربوي، فقد ينشؤون على هذا الأمر فيصعب عليهم أن يفارقوه. بل لو جاءهم آخر يريد أن يعطيهم حظًا من العلم قد لا تقبل نفوسهم؛ لأنهم صنعوا على المبالغة في تلك الأمور، وهذا كله إذا كانت الوسائل الترفيهية مشروعة لا محذور فيها.

 

ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.

  • 8
  • 0
  • 1,237
المقال السابق
(28) الوقفة الخامسة والعشرون: التواضع
المقال التالي
(30) الوقفة السابعة والعشرون: الصحابة ودور القدوة في الأمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً