الرقص.. بين الوهم والحقيقة!
إن عالم ما بعد الحرب الباردة أو "العالم الـ ما بعد حداثي" -كما تريد الفلسفة المعاصرة- هو الصورة المكثفة للتحولات التي عكستها حجم المؤامرات الفكرية التي طالت جميع مكونات منطقة الشرق الأوسط.. لقد أظهرت هذا العالم، عالمًا ملتبسًا، تحكُمه فوضى لا حدود لها من المنافسات، والصراعات والأيدولوجيات.. من دون أن يستقر بعد -حتى الآن- على نظامٍ دولي.. في رحلته باتجاه الألف الثالث الميلادي.
الفكرة لا زالت من يومها تُحيِّرني!
أننتظر سوار الذهب؟
أم الكتلة الحرجة؟
أم قلب المجتمع الدولي الحاني؟
أم الجيش الحُرّ وجبهة النصرة؟
أم الاستمتاع بمقالات روبرت فيسك؟
أم بعض تصريحات الاتحاد الأوروبي لتمثل مادة لتشغيل محطة الجزيرة؟
أم أنها نظرية نيوتن للقصور الذاتي لا تلبث الأجسام المتحرِّكة في الثبات، باعتبار أنه لا مؤثرات ستُقابلها وتمانعها؟
أم أنها حقًا نظرية (الهيمنة المؤدية للاستقرار Hegemonic Stability)، والتي شرح أبعادها الذين لبسوا الحقيقة بالوهم في الألفية ما بعد الحداثة.. مؤكدين أنها أكثر مراحل الاستقرار في مسيرة التاريخ، حين كانت تسيطر قوة مهيمنة واحدة على النظام الدولي في محالةٍ من الجميع لاستعادة تلك القوة المهيمنة؟ حتى من يظهرون كأنهم يحمِلون رسالة أيديولوجية؟
نعم وضعوا عِدَّة سيناريوهات لتلك الألفية الـ ما بعد الحداثة!
1- إمبراطورية إسلامية من المغرب إلى إندونيسيا.
2- عالم من الفوضى والإرهاب.
3- عالم تسوده العولمة بدون سيطرة أمريكية.
4- عالم تسوده القيم الأمريكية وتحكمه واشنطن.
فأيهما بات أقرب إلى التطبيق وحكم الواقع؟
لا زلت أرى دلالات الوهم تُسيِّر الجميع! يُؤلِّفون الكلام ويُصدِّقوه! حتى المخلصين باتوا راقصين على سلالِم بين الوهم والحقيقة.. حقيقة المعتقد.. ووهم المصطلح! المنمَّق المحترَم الوهمي.. ربما تلك الرقصة بين الوهم والحقيقة هي ما تُسمَّى بمرحلة الفوضى..
إن عالم ما بعد الحرب الباردة أو "العالم الـ ما بعد حداثي" -كما تريد الفلسفة المعاصرة- هو الصورة المكثفة للتحولات التي عكستها حجم المؤامرات الفكرية التي طالت جميع مكونات منطقة الشرق الأوسط.. لقد أظهرت هذا العالم، عالمًا ملتبسًا، تحكُمه فوضى لا حدود لها من المنافسات، والصراعات والأيدولوجيات.. من دون أن يستقر بعد -حتى الآن- على نظامٍ دولي.. في رحلته باتجاه الألف الثالث الميلادي.
فبقدر ما جاءنا بحقائق لا يجوز إنكارها؛ بقدر ما بثَّ أوهامًا ينبغي التعامل معها بجدية استثنائية. لأنها هي من أغرقتنا في تلك الأوحال.. وغالب الظن أن يظل هذا العالم رهين الالتباس بين حقائقه وأوهامه فترةً إضافيةً من الزمن. ما دامت الأوهام لا زالت هي المحرِّك الأساسي والحقيقي لجميع القوى المتاحة.. وعلى رأسها ما تُسمَّى (بالتيارات الإسلامية)..
والحقيقة أني لا أرى إلا أوهام!
- وصف المشهد بشكلٍ دراماتيكي يمتاز بسيناريوهاتٍ غيرِ حقيقيةٍ وهميةٍ فقط.. تنسجم مع أحاسيس كل طرف ليس إلا!
- الإعلان عن حلول وهمية غير قابلة للتطبيق عمليًا -أيضًا- في إطار تلك الأوهام الملتبِّسة بالحقائق!
- إصدار بيانات -أيضًا- في إطار وهمي، ينسجم مع الوهم المضاد -المعتدي- الذي فرض نفسه كحقيقةٍ على شعوب المنطقة!
ربما نحتاج للخروج من حالة (الرقص بين الوهم والحقيقة) تلك إلى معالجاتٍ نفسيةٍ لا يمكن تطبيقها بشكلٍ جماعي.. إلا من خلالِ أحداثٍ قَدرية سماوية... وأظنها بدأت بالفعل!
- التصنيف: