(22) السِّرّ!
أم هانئ
- التصنيفات: الزهد والرقائق - تربية النفس - قصص مؤثرة -
تقول صاحبتنا:
بعد أن استرددتُ كامل وعيي، أخذتُ أسأل كل من حولي..
من أهلٍ أو ممرضاتٍ أو أطباء: تُرى ما ماهية الداء؟!
فلما لم يشأ أحد منهم بعد الجراحة، أن يُجيب عن تساؤلي بصراحة!
وقد كنتُ سمِعتُ قريبيي من الأطباء يناشدان الجرّاح في رجاء: فضلًا هذه موافقتنا على أن الاستئصال لِما تُراه مُباح؛ حتى نُجنِّب المسكينة آلام إعادة فتح الجِراح..
فلما أفقتُ وما زال بي السعال، واستمرّ النزف كما كان قبلًا الحال..
فضلًا عن رداءة إغلاق الجرح، عَلِمتُ أنني لا بد مُعيدةً للترح..
فكنتُ أبكي من الألم، ليس على ذات الألم؛ ولكن لاضطراري تكراره كما بذا عُلِم..
ولستُ والله بالتي تشكو مما يحتمل، ولا تسخط ما جرى به القدر..
ولكن كان الله أعلم بحالي، فقد كان ما يحدث لي فوق احتمالي...
فكنتُ أُكثِر من البكاء في صمت، وقد أشفقتُ على نفسي وما به أُصبت...
ولا تنسوا فقدي الدعم من صديقتي، مُتنفسي رفيقة محنتي!
كنتُ أسأل أبي: ما قال الجرّاح، وبما تراه لكم باح؟!
فكان يُداري في جوابه وهو يحاول منع هطول دموعه..
وكذا فعلت أمي وخاطبي حتى الطبيبان من أقاربي..
فلما ألححتُ بالسؤال: لِمَ ترك الجرّاح الداء دون إزالة أو استئصال؟!
أجمعوا على أنه أراد تحليل عينة، وقال بضرورة ذلك قبل أن تصير الإزالة ممكنة.
وقالوا يُطمِئنونني: لا تُراعي فذلك إجراء راتب أمني..
هو خُرّاج بالرئة على غير المتوقع، احمدي الله، واتركي عنكِ القلق بترفُّع..
والحق أني كنتُ توَّاقة النفس إلى الفرْح، فقبِلتُ كلامهم بلا تشكُّكٍ أو قدح..
ومتأخِّرًا جدًا: عَلِمتُ أن الجميع كانوا يعانون من شِدَّة القلق، بينما أنا في غفلتي أغرق!
و..
يتبع...