(42) تواصل بالرسائل
أم هانئ
- التصنيفات: الزهد والرقائق - تربية النفس - قصص مؤثرة -
تقول صاحبتنا:
رأى الأطباء أن ينقلوا سامية إلى مشفى آخر خير لها..
فحرص أهلي على تقصي أخبارها، ولم يُلهِهم ما أنا فيه عن الاهتمام بأمرها..
ولأنهم أحبُوها حرصوا أن يعودوها وعن حالي أخبروها، والتحايا من كلتينا -مشكورين- حملوها.. وبودٍ أوصلوها..!
ثم لما تيقَّنت ساميتي أنه لا فائدة من البقاء في المشفى..
ولا سبيل إلى إجراء مخصوص فيها أو غيرها لكي تشفى..
فضلت الانتقال إلى بيتها، والرضا باسطوانة الهواء وأنبوبها رفيقة لها...
وكان بيتنا في عاصمتنا العتيدة، بينما تسكن هي في قريةٍ بعيدة..
فما كان بُدٌ من تبادل العنوان، ليتم التواصل وإن بعُد المكان..
وبعد أن منَّ الله عليَّ بالشفاء، كانت رؤياها لي رجاء...!
إلا أنني احتجت لأشهرٍ من النقاهة، فلم أستطع سبيلًا إلى لقياها..!
فزارها بعض الأهل في قريتها، وأحضر مكتوبًا لي بخطٍ يدها..
ففرِحتُ به كثيرًا، وضممته إلى صدري طويلًا..
كانت كلماتها مازحة، وبعطر المعاني ناضحة...!
عبقت الرسالة بعطر نسيمها، فامتلأت نفسي بطِيب من عبيرها..!
فزاد شوقي إليها، وجرت دموعي لهفًا عليها...!
ثم تبادلنا الرسائل المطولة عبر البريد، فكانت تلك سلوانا والله على ذلك شهيد..!
اتسمت رسائلنا باللطافة، فقد كانت رحمها الله ذات روح مرحة وخفيفة..!
وحين عُدتُ إلى العمل، أضمرتُ إليها السفر...!
و..
يتبع...