بلا فوضويَّة
عائض بن عبد الله القرني
السَّعْيُ في طلبِ المالِ الحلالِ، وجمْعُه منْ حلِّه، وتركُ العطالةِ والبطالةِ، واجتنابِ إزجاءِ الأوقاتِ في التفاهاتِ، فهذا ابنُ عوف يقول: دُلُّوني على السوقِ: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- بلا فوضويَّة: مما يُكدِّرُ ويُشتِّتُ الذِّهن، الفوضويَّةُ الفكريَّةُ التي يعيشُها بعضُ الناسِ، فهو لم يحدِّد قُدراتِه، ولم يقصدْ إلى ما يجمعُ شمل فكْرهِ ونظرِه، لأن المعرفة شعوبٌ ودروبٌ، ولابُدَّ منْ تحديدِ آيتِها ومعرفةِ مسالكها، ويُجمعُ رأْيه على مشربٍ معروفٍ، لأنّ التَّفرد مطلوبٌ.
وكذلك ممَّا يشتِّتُ الذهن، ويُورِث الغمَّ، الدَّيْنُ والتبِعاتُ الماليةُ والتكاليفُ المعيشيَّةُ.
وهناك أصولٌ في هذه المسألةِ أريدُ ذِكرها:
أولها: ما غال منِ اقتصدُ: ومنْ أحْسَنَ الإنفاق، وحفِظ مالهُ إلاَّ للحاجة، واجتنب التبذير والإسراف، وَجَدَ العون من اللهِ {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}، {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}.
الثاني: كسْب المال من الوجوهِ المُباحةِ، وهجْرُ كلِّ كسبٍ محرَّمٍ، فإنَّ الله طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّباً، واللهُ لا يُباركُ في المكسبِ الخبيثِ {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}.
الثالث: السَّعْيُ في طلبِ المالِ الحلالِ، وجمْعُه منْ حلِّه، وتركُ العطالةِ والبطالةِ، واجتنابِ إزجاءِ الأوقاتِ في التفاهاتِ، فهذا ابنُ عوف يقول: دُلُّوني على السوقِ: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.