الهاربة إلى الله (فاطمة راحلة)

قصة "رحلة مغامرة" لفتاةٍ مسيحية في سبيل البحث عن الحق والهداية.

قام بالترجمة إلى العربية: محمد عبد الكريم الهدوي.

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ . إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} آمين.

الإهداء..

إلى كافة أشقائي من عباد الله عز وجل..

اسمحني يا ربّ العالمين، أن أبدأ في الكتابة من أجل جميع عبادك..

وإني لا أكتب أن أُزعِجَ أحدًا وأُوذي مشاعره.. إنما لأُنبِّه الإنسان الذي تناسى أثناء سعيه وراء العيش لماذا يسعى؟ ولأجل من يسعى؟ أين منشأه؟ وأين معاده؟

ولأُنبِّه أيضًا عن مبدإ الإنسان الذي تشاغل عنه بدرجةِ أنه لا يملك وقتًا كافيًا ليُفكِّر فيما مضى..

يا خالق السموات والأرضين.. ويا رحمن الرحيم.. أنت محيط من الرحمة الذي لا ساحل له... فأفض علينا وعلى جميع قارئي هذا الكتاب نصيبًا من ذلك المحيط الواسع.. وإنك تهدي من تشاء.. فاشرح لتلك الهداية العطرة صدر كل من في قلبه مثقال ذرة من الخير..
                                                                                                                                               آمين..

(1)

قريتي جميلة وطبيعتها خلَّابة.. فكونها مليئة بالأشجار الخضراء ومتمتعة بالطقوس المعتدلة قد جعلها مسكنًا هادئًا. وهي تقع في مسافة غير بعيدة عن السوق العام الذي كُنَّا نعتمِد عليه لابتياع المشتريات اللازمة للبيت. وبسب هذا البُعد استطعنا أن نتمسك بثقافتنا الريفية الخالِصة بدون خلط مُشِين بالمدنية الزائفة... وهذه الثقافة الطيبة التي كانت ترافقني أيام نشوئي في البيت، قد ساعدتني كثيرًا في مسيرة حياتي القادمة على أن أعود إلى فطرتي الأصلية..

وُلِدتُ في أسرةٍ متوسطةٍ مسيحية، وأسرتي كانت متحفِّظة للغاية في أمور الدين ومتديِّنة جدًا. ولا ننقطع أبدًا عن العمل بنواميس الدين وأنظمته المتعارفة. وكانت الكنيسة شيء مهم في حياتنا اليومية.

أبواي كانا من أصحاب الكاثوليكية، فنشأت كاثوليكية ومنهما نهلت تعاليم المسيحية الأولية شكلًا وأسلوبًا، ولم تكن عقليتي نضجت بدرجة أنني أستطيع الدخول معهما في مناقشة حادة، حتى أستوعب تلك الفرق كلها في الدين المسيحي الذي يتشعَّب إلى فرقةٍ غير معدودة. وبقدر ما كان والداي متزمتان في الدين قدر ما أصرَّا على نشوئي على التحفُّظ والتزمت.. فكانا يحرصان عليَّ كل الحرص في أن يتخذا مني شخصية مثالية، متديِّنة. وحرصوا أيضًا على أن لا يوجد نقصًا في تعليمي وتدريسى، ولم يحبا قط أن ينتسب إليهما عار التقصير في القيام بتربيتي..

فذهبت في مبتكر عمري إلى الدير، وقد بدأت حياتي في الدير منذ السادس من عمري، ذلك العمر الذي يغدو فيه أصدقائي إلى المدرسة ويروحون أذهب كل يوم إلى الكنيسة. أقوم بالصلاة والدعوات المفروضات وأرجع منها ولا يكون لدي من شغلٍ جدير بالذكر فأمضى أوقاتي أقرأ أو أتفرَّج مع صديقاتي في الدير، وأُروِّح عن نفسي بالحضور.. وكانت تلك الأيام أيام نزهةٍ وتفرُّجٍ، ولعبٍ ولهو.

عِشت ككل من يعيشون ممن حولي من الأقارب وأفراد أسرتي وصديقاتي.. ذلك العيش الزائف الذي لا معنى له، لم يكن يهمنى شيء في حياتي إلا المضي والمواكبة مع الحياة حولي. كنت أصلي وأدعو، ولكنني لم أتفكَّر قط لمن أصلي ولمن أدعوه؟ لأنني كنت قد اتخذت لنفسي طريق الأسلاف وانتهجت منهجهم الموروث. هذه هي طبيعة الإنسان أن تصرِفه الأشغال والمهام الدنيوية عن التفكير والتأمُّل عن نفسه وربه، وهو مشغول في كل وقت، يؤمن بوجود الله ولكنه لا يتعدَّى إيمانه حدوده الظاهرية، يعيش متشاغِلًا عنه، وإذا أصابته مصيبة أو مسَّه ضُرٌّ فيدعو له مُخلِصًا ومُتضرِِّعًا، ثم إذا فرَّج الله عنه استدبر وتولَّى عنه، لا إخلاص في الإيمان بالله.. إن الله للإنسان ليس إلا ليستند إليه حينما يضيق له ذرعًا ويواجه المشاكل والهموم.. ولكن هل هذا صحيح؟

مرَّت بي أيام كثيرة وأنا لم أُعِر لما يجري فيما حولي من الأحداث والأمور اهتمامًا. ولم أكن أعلم أنني تماديت بالسير في الطريق المظلِم إلا بعد ما تضاءت ومضة من نور الحق والهداية بعد بحث طويل..

ومع الوقت، أي مع ما كبرت وعلِمت بعضًا من الأمور وجدت نفسى في مأزق عقدي خطير، وكان يجب علي أن أخرج من ذلك لأنه يلاحقني ويطاردني حينًا فحينًا... واستنكرت أن أكون مع أناس لا يفكرون فيما يسمعونه ويقرؤون فيه ولا أحببت أن أكون من زمرة الانفعالين والآليين. لا بد أن يكون لكل شيء في العالم معنى ومنطق... ونمَت معي فكرة أنه يجب علي أن أعثر على حلول تُشفي غليلي وتُرضي فطرتي..

(2)

الأديان في سطور:

قبل أن أقوم بتفاصيل رحلتى إلى الإسلام يستحسن لي أن أُبيِّن للقارئ بعض الأشياء التي تتعلَّق بالديانات.. التي تعلَّمت عنها أثناء سفري الطويل في سبيل البحث عن الحق والهداية، لأن الصفحات التالية سوف يجد فيها كثيرًا من الاصطلاحات والأسماء التي لا يعرفها كثير من الناس.

المسيحية:

المسيحية هي ديانة عالمية تُنسَب إلى المسيح عيسى عليه السلام. يؤمن أتباعها في أن المسيح ابن الله المولود المتجسِّد وفي الثالوث والصليب. أما الثالوث فهو عبارة عن الاعتقاد بأن الله الواحد يتشكَّل من ثلاثة أقانيم وهي: الأب (الله)، والابن وروح القدس. والصليب من أهم المعتقدات المسيحية هو أن المسيح، مات مصلوبًا كفارةً لخطايا البشرية أجمع، وبُعِثَ من قبره بعد ثلاثة أيام. وتجسَّد الإله المسيح في هيئة الإنسان ليُنقِذ البشرية من الضلال.

الكتاب المقدس: الإنجيل، واتخذ شكله الحالي بعد فترة طويلة من الزمن بعد المسيح ولم يتعيَّن عيسى المسيح بنفسه الكتب الإلهامية. وهي مجموعة من الكتب والرسائل التي كتبها أشخاص مختلفة في القرن الأولى للمسيح في اللغة اليونانية في أوقات مختلفة وتم دمجها بعضها لبعض وجمعها ليكون كتابًا واحدًا في مدة استمرَّت ثلاث قرون. وفي التقاليد المسيحية، أن العهد الجديد يشتمل على سبعة وعشرين كتابًا..

والعهد الجديد الذي يُعتبَر حاليًا عند المسيحية كتابًا مقدسًا هو ما يتضمن من جزأين؛ الأول: العهد القديم، الذي يحتوى على التوراة المنزَّل على موسى عليه السلام وكتابات أخرى للأنبياء، والثاني: العهد الجديد هو الذي يحتوي على 27 سفرًا وهي: الأناجيل الأربعة، وأعمال الرسل، ورسائل بوليس، ورسائل التلاميذ وآخرين، وسفر الرؤيا. أما الاختلاف بين الطوائف المسيحية التي لا عدّ لها، في الكتب قبولًا ورفضًا فعميق وقديم جدًا، إلا أن هناك كثير من الأناجيل الخاصة بطائفةٍ معينة كما توجد أناجيل منتحلة بحسب المجامع الكنيسة، وغير قانونية مثل إنجيل برنباس.

رسل المسيح الاثنا عشر:

1- سمعان بطرس.
2- أندراوس.
3- يعقوب بن زيدي.
4- يوحنا بن زيدي.
5- متى العشار.
6- توما.
7- فيلبس.
8- برثولماوس / نثنائيل.
9- يعقوب بن حلفي.
10- يهودا تدواس / لباوس.
11- سمعان القانوي.
12- يهودا الإسخريوطي.
متياس.

جدول مجموعة الأناجيل:

أسفار العهد القديم:

التوراة: التكوين، الخروج، اللاوين، العدد، التثنية.

أسفار الأنبياء:

الأنبياء الصغار: يشوع، القضاة، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، إشعيا، إرميا، حزقيال.

هوشع، يوئيل، عاموس،عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا، ملاخي.

الكتابات: المزامير، الأمثال، أيوب، نشيد الأنشاد، راعوث، مراثي إرميا، الجامعة، أستير، دانيال، عزرا، نحميا، أخبار الأيام.

الأول، أخبار الأيام الثاني.

أسفار العهد الجديد:

الإنجيل الأربعة: "إنجيل متَّى، إنجيل لوقا، إنجيل مرقس، إنجيل يوحنا".

أعمال الرسل:

سفر الأعمال هو ما يروى عن قصة الكنيسة المسيحية الناشئة والنشاطات الرسولية بعد وفاة المسيح طِبقًا للمعتقدات المسيحية، ويختلف علماء المسيحية عن نسبته إلا أنه يقال أن كاتبه هو لوقا، مُصنِّف إنجيل لوقا. وأيضًا رسائل تُنسب إلى يوحنا مُصنِّف إنجيل يوحنا.                

رسالة بولس إلى أهل رومية.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس.
رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس.
رسالة بولس إلى أهل غلاطية.
رسالة بولس إلى أهل أفسس.
رسالة بولس إلى أهل فيلبي.
رسالة بولس إلى أهل كولوسي.
رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي.
رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي.
رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس.
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس.
رسالة بولس إلى تيطس.
رسالة بولس إلى فليمون.
رسالة إلى العبرانيين -نسبته إلى بولس مشكوك-.
رسالة يعقوب: وتُنسَب إلى يعقوب البار.
رسالة بطرس الأولى: وتُنسَب إلى سمعان بطرس.
رسالة بطرس الثانية: وتُنسَب إلى سمعان بطرس.
رسالة يوحنا الأولى: وتُنسَب إلى يوحنا بن زبدي.
رسالة يوحنا الثانية: وتُنسَب إلى يوحنا بن زبدي.
رسالة يوحنا الثالثة: وتُنسَب إلى يوحنا بن زبدي.
رسالة يهوذا: وتُنسَب إلى يهوذا تداوس -فيه اختلاف-.

سفر الرؤيا:

هو آخر أسفار العهد الجديد وهو عبارة عن التنبؤات عن المستقبل. كتبه يوحنا، أحد تلاميذه الاثني عشر. وفيه سبع رؤى. الرؤيا الأولى الكنيسة على الأرض، والرؤيا الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة تقول عن الكنيسة وصراعها مع العالم والشيطان حتى تصل في النهاية إلى السماء والسابعة الكنيسة في السماء.

الإسلام:

الإسلام معناه الخضوع الكامل لله ورَد بهذا الاسم نفسه في القرآن الكريم، وهو دين سماوي يؤمن في توحيد الله سبحانه وتعالى وأن الوحي الذي أنزل الله إلى جميع الرسل من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ممن فيهم عيسى عليه السلام، كان واحدًا. وكان عيسى عليه السلام أحد رسل الله الأولي العزم، ولم يكن إلهًا ولا ابنًا، ولم يُصلَب ولكن الله شبَّه له بشخصٍ آخر ورفعه إلى الله. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وخاتَم الأنبياء الذي لا نبي بعده.

وقد بشَّر به في الإنجيل، وأنزل الله عليه القرآن تتميمًا لوحيه الإلهي للبشرية من الزبور والتوراة والإنجيل، ويشهد القرآن بأن الكتب السماوية الإلهية كلها قد تعرَّضت من قبل أتباعها للتحريف والتبديل، ولكن القرآن يبقى على نصِّه الأصلي الذي أوحي به للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأركان الإسلام خمسة: هي الشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، والقيام بالصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا. وأركان الإيمان ستة: هي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرِّه من الله.

الكتاب المقدس: القرآن.

الهندوسية:

الهندوسية من أقدم الديانات العالمية الحية، نشأت وتطوَّرت في القارة الهندية القديمة وهي ديانة سائدة في الهند ونيبال الراهنة. يعود تاريخها إلى ما قبل المسيح بمدةٍ كثيرة. وهي مجموعة من العقائد والتقاليد والعادات المنبثقة من الفيدات والأساطير المتداولة شفهيًا.. والتي تشكَّلت لمسيرة طويلة ولا يوجد لها مؤسسٌ مُعيِّن يمكن انتسابها إليه. تتخذ عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلِّقة بها، فلكل منطقة إله ولكل عمل وظاهرة إله.. وليس لها نظام موحَّد من القوانين والقواعد الأساسية والأصول المتَّبعة. أما كلمة الهندوسية فهي نسبة إلى الهند التي سمَّاها العرب التُجَّار الوافدون إليها إشارةٌ إلى أهلها.

الآلهة: هناك عددٌ كبيرٌ من الأشخاص أو الأشكال في الهندوسية التي تُعبَد على أنها مورتيات -مجسدات- حيث يؤمن الهندوس بالكارما -العمل- ويعتقدون أن هذه الكائنات جوانب للبرهمن الأعلى أو مجسدات للكائن الأعلى بهگڤان (الله) أو أنها كائنات خارقة تُسمَّى الديفات. توجد تنوُّعات في الإيمان حسب التقاليد والفلسفات المختلفة لكن غالبًا ما ترسم تلك الكائنات بشكلٍ شبه بشري أو بشري جزئيًا.. مع رسومات وأيقونات فريدة لكل حالة.

الكتب المقدسة[1]: أحد التصنيفات المنهجية للنصوص هي النصوص الشرتية (الإلهام) والنصوص السمرتية (المحفوظ). فيها الفلسفة واللاهوت والأساطير والطقوس:

1- الفيدات: هي مجموعة من النصوص المسموعة أو المحفوظة التي تم نقلها كابرا عن كابر عن طريق الشفهية، وأصلها يبقي خفيًا عن العلماء ومحط لأراء متباينة، إلا أنها تُعتبر مستلهمة للنساك التي يترواح عددهم من السبعة إلى العشرة في اللغة السانسكريتية في قديم الزمان.

وقد قام بجمعها وياسمهرشي (وياسن) بعد مدةٍ كثيرة. وهي: (ريغفيدا، ياجورفيدا، سامافيدا، أتهارفافيدا). وهي أربعة أقسام: "سامهيتا، براهمانا، -وغالبًا عن الطقوس وقواعد وقواننين يكنجنا- أرانياكا، -نصوص مفسرة عن الطقوس- أبانيشاد".

2- الأساطير:

أ- مهابهارتها: "حكاية ملحمية عن نزاعٍ بشأن تولية الحكم الذي نشب بين الأقارب بين أولاد الفاندا ودرتهاشترا".

ب- بهاكاوات كيتا "حوار جرى بين كرشنا وأرجونا".

ج- بوراناس: "قصص قديمة. راماينا لوالميكي... حكاية ملحمية طويلة تتحدَّث عن مغامرات راما للحصول على زوجته سيتا من راونا الذي اختطفها".

الطبقات الأربعة: وقد صنَّف المجتمع الهندوسي مهنيًا بحسب التعاليم الفيدات إلى أربع طبقات:

أ- براهمنا – الرهبان والعلماء.

ب- كشتريا – الملوك، المقاتل والجند.  

ج- ويشا – التُجَّار والفلاحين والنُجَّار وغيرها.

د- شودرا – العبيد وهذه الأخيرة من الطبقة الدنيئة التي حرمت من حقوق إنسانية أساسية[2].

أما البوذية والجينية والسيخية كلها ديانات هندية نشأت كردة فعل على الديانة الهندوسية التي وقعت تحت هيمنة البراهمنة ونيران الطائفية الشنيعة التي هي من عذاب المجتمع الهندوسي حتى اليوم. وكان بوذا ومهاويرا ينتمون إلى طبقة كشتريا[3]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:
 

[1]

Hinduism a reader edited by Deepak Sharma , part 1, pp. 3-222

[2]

Annihilation of Caste, by Br. Ambedkar,The doctor and the Saint, An Indroduction of Arundathi Roy, p: 24

[3]

Hinduism a reader edited by Deepak Sharma p: 23