اشتقنا إليك رسول الله
اشتقنا إليك رسول الله، صلاة وسلامًا عليك يا حبيب الله.. اشتقنا إليك يا من اشتقت إلينا، فقلت: «وددت أني لقيت إخواني» قلنا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: «أنتم أصحابي وإخواني قوم يجيئون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني» ثم قال: «يا أبا بكر ألا تحب قومًا بلغهم أنك تحبني فأحبوك فأحبهم أحبهم الله» (مسلم).
- التصنيفات: محبة النبي صلى الله عليه وسلم -
اشتقنا إليك رسول الله، صلاة وسلامًا عليك يا حبيب الله.
اشتقنا إليك يا من اشتقت إلينا، فقلت: « » قلنا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: « » ثم قال: «يا » (مسلم).
اشتقنا إليك في كل وقت وحين واشتقنا لأخوة المهاجرين والأنصار.
اشتقنا إليك والقريب من بني جلدتنا يكوينا بسهامه وغدره، وقد قلت: « » ويشير إلى صدره ثلاث مرات « » (مسلم).
اشتقنا إليك ودماءنا تُراق في مصر وسوريا وفلسطين والعراق وبورما وكشمير وأفغانستان، وقد أخبرتنا: « » فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: « » فقال: قائل يا رسول الله وما الوهن؟ قال: « »" (صحيح).
اشتقنا إليك حين تعرضنا إلى نذر يسير مما تعرضت إليه فاحتسبنا أجرنا على الله: « » (مسلم)، اشتقنا إليك حين استشهد بعض إخواننا دفاعًا عن الحق الذي جئت به.
وما علمنا معنى قول الصحب الكرام اذكر مصابك برسول الله إلا حينما فقدنا أحبة عشنا معًا سفرًا وإقامة وسجنًا واعتقالًا، فكان الفراق أليمًا، فكنا نخفف عن أنفسنا بذكر مصابك في رسول الله، اشتقنا إليك حين أُزهقت أنفس وحُرقت أجساد فماتت الانسانية ونزَعَ اللهُ من قلبِ البعض منا الرحمة وقد قلت: « » (صحيح الجامع الصغير).
وأخبرتنا أن: « » (مسلم)، اشتقنا إلى رؤياك يا نور العين وحبيب القلب ومهجة الفؤاد.
اشتقنا إلى بسمتك الحانية فقد كنت بسام المحيى، طليق الوجه، طيب النفس، وقلت: « » (الحاكم).
وقلت: «
اشتقنا إليك في أفراحنا وأحزاننا في سرنا وجهرنا في جدنا ولهونا في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.
اشتقنا إليك حكاما ومحكومين قادة وجنودا أفرادا وجماعات أغنياء وفقراء مرضى وأصحاء.
اشتقنا إليك يا من هدي الله على يديك قلوبًا غلفًا، وأعينًا عميًا، وآذان صمًا.
اشتقنا إليك يا صاحب الشفاعة، وحامل لواء الحمد، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول داخل للجنة.
اشتقنا إليك: يا من اشتاق الجزع حنينا إليه، وسلم الشجر والحجر عليه، وانشق القمر له، وسبح الحصى بين بيده، ونبع الماء بين أصابعه، وانقاد الشجر إليه.
اشتقنا إلى صبرك وحلمك وأمانتك، إلى عبادتك وهمتك، إلى تحفيزك وأخذك بالأسباب واستفراغك الوسع ودعوتك إلى ربك وبذلك وعطاءك وجهدك وجهادك، وبثك الأمل وكثرة العمل وتوظيف الطاقات.
اشتقنا إلى أخلاقك العظيمة: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]. لكن سلوانا في الصلاة والسلام عليك، والاستنان بسنتك، واقتفاء آثرك، والسير علي خطاك.
شعارنا: "لبيك فهمًا شاملًا سيرًا على نهج الرسول".
حتى نلقاك على الحوض فنشرب من يدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
اشتقنا إليك يا من صلى عليك الله وملائكته: {إِنَّ ٱللَّهَ وملائكته يُصَلُّونَ عَلَى النبى يا أيها الذين ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].
صلاة وسلامًا عليك يا حبيب الله يا نور العين، ومهجة الفؤاد، صلى الله عليك وسلم.
ماهر إبراهيم جعوان