من المناهي اللفظية - (1)
لا تقل آشهد، آمنتُ برسولك الذي أرسلتْ، في جواز قول آه.
* قل أشهد ولا تقل آشهد و أكبر ولا تقل آكبر:
آشهد: قال الزركشي رحمه الله تعالى: "ليتحرز من أغلاط يستعملها المؤذنون،
أحدهما: مد الهمزة من أشهد فيخرج من الخبر إلى الاستفهام.
ثانيها: مد الباء من أكبر فينقلب المعنى إلى جمع كبر وهو الطبل.
ثالثها: الوقف على إله ويبتدئ: إلا الله. فربما يؤدي إلى الكفر.
رابعها: إدغام الدال من محمد في الراء من الرسول، وهو لحن خفي عند القراء.
خامسها: أن لا ينطق بالهاء من الصلاة فيصير دعاءً إلى النار. ذكر هذه الخمسة صاحب التذكرة.
سادسها: أن يفتح الراء في أكبر الأُولى أو يفتحها ويسكن الثانية.
سابعها: مد الألف من اسم الله ومن الصلاة والفلاح، فإن مده مدّاً زائداً على ما تكلمت به العرب لحن.
قال أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين المغربي: الزيادة في حرف المد واللين على مقدارها لكنة وخطأ.
ثامنها: قلب الألف هاءً من الله."
* قل آمنت بنبيك الذي أرسلت ولا تقل برسولك الذي أرسلت، (في الدُّعاء عند النوم):
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «»
قال: "فردَّدتهن لأستذكرهن، فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت"، قال صلى الله عليه وسلم -: «قل: آمنت بنبيك الذي أرسلت.»
(رواه مسلم. والترمذي. وغيرهما.)
*في جواز قول "آه":
آه في الأنين، أو التأوه، نحو "آه" أو "أوَّه" على قسمين: في الصلاة، أو خارجها، أما في الصلاة فتبطل به، عند الشافعية وأحمد وغيرهم.
وقال أبو حنيفة، وصاحباه، ومالك: إن كان لخوف الله تعالى لم تبطل صلاته، وإلا بطلت.
وعن أبي يوسف: أنه إن قال: "آه" لم تبطل، وإن قال: "أوّه" بطلت، وأما خارج الصلاة نحو تأوُّه المريض، وأنينه، فإن النووي رحمه الله تعالى ردَّ على من قال بكراهته، فقال: "وهذا الذي قالوه من الكراهة ضعيف أو باطل، فإن المكروه هو الذي ثبت فيه نهي مقصود، ولم يثبت في هذا النهي، بل في صحيح البخاري عن القاسم قال: قالت عائشة: "وارأساه"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «»
فالصواب أنه لا كراهية فيه، ولكن الاشتغال بالتسبيح ونحوه أولى. فلعلهم أرادوا بالكراهة هذا" اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما الأنين فهل يقدح في الصبر؟
فيه روايتان عن الإمام أحمد، قال أبو الحسين: أصحهما الكراهة؛ لما روي عن طاووس أنه كان يكره الأنين في المرض. وقال مجاهد: كل شيء يكتب على ابن آدم مما يتكلم حتى أنينه في مرضه. قال هؤلاء: إن الأنين شكوى بلسان الحال ينافي الصبر.
ثم ذكر الرواية الثانية: أنه لا يكره ولا يقدح في الصبر ... الخ.
ثم قال ابن القيم: "والتحقيق أن الأنين على قسمين: أنين شكوى، فيُكره، وأنين استراحة وتفريج، فلا يكره، والله أعلم" إلى آخره. وأما جعل "آه" من ذكره الله، كما روى عن السري السقطي، فهو من البدع المنكرة.
ومن التأوه ما يكون محموداً كإظهار التوجُّع والتألم لمخالفة حكم شرعي؛ للإنكار على المخالف، كما وقع في حديث البخاري في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم
على بلال في بيع باطل، فقال له: «.»
بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقاً ورئيس المجمع الفقهي الدولي ... رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولوالديه ولمشايخه ولتلامذته ولمحبيه.
- التصنيف:
- المصدر: