ماهي بأول جرائمكم يا يهود العُرب بحق الفلسطينيين

منذ 2014-07-29

ما أكثر المتشدقين بشعارات نصرة فلسطين حين تعدهم لكنهم في الشدائد قليل، رغم أن رذاذ أفواههم مازال ساخناً على وجوهنا، وقد تناثر مع كلماتهم الحماسية، مسطرًا إمضاء بائع القرد على إيصال استلامه، فكم من جماعات وحركات خرجت للجمهور ملتحفة بالكوفية الفلسطينية، راقصة الدبكة على جموع المسلمين المحترقة قلوبهم على القدس السليبة، مستعرضة ألوان الأسلحة والعتاد، مطبلة ومزمرة، متوعدة العدو الإسرائيلي بالرد المناسب في الوقت المناسب، وهو الوقت الذي أبى أن يحين، محتفلة بيوم القدس العالمي.." وطول ما انت طبال وأنا زمار تضحك علينا الرقاصة"...

استنكر الكل موقف النظام السيساوي المصري تجاه ما يحدث في غزة، خاصة بعدما رددت أبواق النظام الانقلابي، أفصح عبارات التضامن مع الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي يخرج فيه العجم أفرادًا وزرافات منددين بجرائم دولة "إسرائيل"، ولم يكتف النظام بالتضامن مع الصهاينة بل وصلت به الجرأة إلى ضرورة أن يعبر للفلسطينيين عما يكتمه في قلبه تجاه قضيتهم وذلك بتقديم مساعدات عينية منتهية الصلاحية، تزامن مع ذلك تهجم أبواق النظام الرسمية  على خطاب الاستغاثة الذي أرسله قيادي من قيادات المقاومة الشعبية إلى عاهل المملكة المغربية الذي لم يسلم هو ولا مملكته من المصطلحات والأخلاق السيساوية المحضة.. "واصطلحت المقشة ويا البلاعة والاثنين بقوا جماعة"...

ما أكثر المتشدقين بشعارات نصرة فلسطين حين تعدهم لكنهم في الشدائد قليل، رغم أن رذاذ أفواههم مازال  ساخناً على وجوهنا، وقد تناثر مع كلماتهم الحماسية، مسطرًا إمضاء بائع القرد على إيصال استلامه، فكم من جماعات وحركات خرجت للجمهور ملتحفة بالكوفية الفلسطينية، راقصة الدبكة على جموع المسلمين المحترقة قلوبهم على القدس السليبة، مستعرضة ألوان الأسلحة والعتاد، مطبلة ومزمرة، متوعدة العدو الإسرائيلي بالرد المناسب في الوقت المناسب، وهو الوقت الذي أبى أن يحين، محتفلة بيوم القدس العالمي.." وطول ما انت طبال وأنا زمار تضحك علينا الرقاصة"...

أشهر المطبلين العرب، كان الإعلام المصري، الذي كان ينفش ريش الديك العسكري الميري بأفلام ومسلسلات، ترسم بطولات وملاحم وهمية، كل ذلك سرعان ما تبخر مع أول احتكاك حقيقي مع العدو التاريخي، بحيث شاهد المتتبع العربي أبطاله المرصعين بتيجان المقاومة والفداء يتساقطون تباعًا، في عهد حاكم "ماسر" الجديد، الذي استهل فترة حكمه بإغلاق المعابر الفلسطينية ومحاكمة المخالفين بتهمة التخابر مع حماس، والدعوة الى تصنيف المقاومة الشعبية ضمن خانة: الإرهاب الدولي، كخطوات بناءة وفاعلة لاسترداد المجد التليد، في تحد سافر للمتعلمين وبتوع المدارس..

ونتحول إلى لبنان، فكما سقط القناع عن مريدي الزاوية السيساوية الفنية، سقط بالمثل قناع الراعي الرسمي لـ"بوس الواوا": حسن نصر الله، الذي تسلق على جثث المستضعفين، ليصل الى قمة الشعبوية، معتمدًا على تعطش العربي لمن يخط ولو كلمة رصاص في وجه العدو، فما كان منه إلا أن غرف للجماهير مما تحبه وتشتهيه "وعلى ما تكحل العمشة يكون السوق خرب، وعلى ما ييجي الترياق من العراق يكون الملسوع فاق"..
اعتمد الأمين العام لحزب الله في صعوده العمودي نحو النجومية على تعتيم إنجازاته ضد الإنسانية، حينما كان على رأس قيادة حركة أمل التي سعت بلا كلل ولا ملل إلى محو كل الشواهد على جرائم قائد المقاومة والممانعة في حق الشعب الفلسطيني ومحاولة التملص مما سطره التاريخ من فظاعات وانتهاكات، وتعليق كل ذلك على مشجب "العدو الاسغائيلي"، من بين الجرائم التي حرص الأمين العام على إخفائها: "مجازر صبرا وشاتيلا" في الثمانينات..

حيث كانت البداية  في أول ليلة في رمضان ليلة الإثنين 20/5/1985 حينما اقتحمت ميلشيات أمل مخيمي صبرا وشاتيلا،  وقامت باعتقال جميع العاملين في مستشفى غزة، وساقوهم مرفوعي الأيدي إلى مكتب أمل في أرض جلول، ومنعت القوات الشيعية الهلال والصليب الأحمر وسيارات الأجهزة الطبية من دخول المخيمات،  وقطعوا إمدادات المياه والكهرباء عن المستشفيات الفلسطينية، الساعة الخامسة من فجر الإثنين 20/5/1985م بدأ مخيم صبرا يتعرض للقصف المركز بمدافع الهاون والأسلحة المباشرة من عيار 106ملم، وفي الساعة السابعة من اليوم نفسه تعرض مخيم برج البراجنة لقصف عنيف بقذائف الهاون، وانطلقت حرب أمل المسعورة تحصد الرجال والنساء والأطفال، وأصدر المجرم نبيه بري أوامره لقادة اللواء السادس في الجيش اللبناني لخوض المعركة وليشارك قوات أمل في ذبح المسلمين السنة في لبنان، ولم تمض ساعات إلا واللواء السادس يشارك بكامل طاقاته في المعركة وقام بقصف مخيم برج البراجنة من عدة جهات..

تجدر الإشارة إلى أن أفراد اللواء السادس كلهم من الشيعة، وشاركت القوات الكتائبية المخيمات الفلسطينية بالقذائف المدفعية والصاروخية، وبادرت قيادة الجيش اللبناني ممثلة في ميشيل عون ولأول مرة منذ شهر شباط 1984م إلى إمداد اللواء السادس بالأسلحة والذخائر.

وفي 18/6/1985م خرج الفلسطينيون من حرب المخيمات التي شنتها أمل، خرجوا من المخابئ بعد شهر كامل من الخوف والرعب والجوع، والذي دفعهم لأكل القطط والكلاب، خرجوا ليشهدوا أطلال بيوتهم التي تهدم 90% منها و3100 بين قتيل وجريح و15 ألف من المهجرين أي 40% من سكان المخيمات .

ومن بين الجرائم التي سطرها التاريخ: قتل المعاقين الفلسطينيين كما ذكر مراسل صحيفة ريبوبليكا الإيطالية وقال عنها: "إنها الفظاعة بعينها"..وقتل عدد من الفلسطينيين في مستشفيات بيروت، حيث نقل  مراسل صحيفة صندي تلغراف في 27/5/1985م إن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق ..استخسارًا في الفلسطيني ثمن الرصاصة، كما تم نسف أحد الملاجئ يوم 26/5/1985م وكان يوجد به مئات الشيوخ والأطفال والنساء من اللاجئين الفلسطينيين، وتم ذبح ممرضة فلسطينية من مستشفى غزة لأنها احتجت على قتل جريح أمامها.

كما وذكرت وكالة (إسوشيتدبرس) عن اثنين من الشهود أن ميلشيات أمل جمعت العشرات من الجرحى والمدنيين خلال ثمانية أيام من القتال في المخيمات الثلاثة وقتلتهم، وقال الشاهدان أنهما رأيا أفراد أمل واللواء السادس يقتلون أكثر من 45 فلسطينياً بينهم جرحى في مستشفى غزة وحوله.. وذكرت وكالات الأنباء الكويتية في 4/6/1985م والوطن في 3/6/1985م أن قوات أمل اقترفت جريمة بشعة، حيث قامت باغتصاب 25 فتاة فلسطينية من أهالي مخيم صبرا وعلى مرأى من أهالي المخيم.. وهي عادة شيعية مازالت تتكرر باستمرار ولعل أخرها ما فعله الشيعة في سوريا حينما اغتصبوا امرأة  في مئذنة مسجد وفتحوا أبواق المسجد ليسمع الكل صراخ المرأة واستغاثتها.

من بين الشعارات التي كان يرفعها أفراد حركة أمل في شوارع بيروت الغربية في مسيرات 2/6/1985م احتفالاً بيوم النصر، بعد سقوط مخيم صبرا: لا إله إلا الله العرب أعداء الله .

وعشنا وشفنا.. وخرج الأمين العام لحزب الله، قائد حركة أمل السابق، حسن نصر الله ليحتفل باليوم العالمي للقدس، متوعدا العدو الازرائيلي باشد انواع المقاومة والمقاومة.."الصيف عفا والشتا لحاس القفا" "صافي يا لبن حليب يا قشطة".

أما في العراق، فما ارتكب بحق فلسطينيي العراق كان أقل ما يقال عنه: إبادة وتطهير عرقي، وذلك مباشرة بعد سقوط صدام ودخول الأمريكان، وهم اللاجئين الذين هربوا من ويلات العصابات اليهودية المتطرفة سنة 1948م، لتنتقل مسؤولية رعايتهم من وزارة الدفاع إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سنة 1950م حيث تم إنشاء قسم خاص برعاية اللاجئين الفلسطينيين، جدير بالذكر أن الجيش العراقي كان من السباقين إلى خوض المعارك ضد اليهود، مما جعل فلسطين قضية الشعب العراقي الأولى، ذلك ما هو ملاحظ من خلال صرف بطاقة التموين للفلسطيني قبل العراقي، كل ذلك تغير جذريًا بعد الإطاحة بصدام حسين.

بعد دخول المستعمر الأمريكي وتمكن القيادة الشيعية من تسيير العراق، شنت هجمة شرسة على فلسطينيي العراق، خاصة في منطقة البلديات التي يتمركز فيها اللاجئون، تمثلت في اعتقالات وتهجير وإهانة، تزامن ذلك  مع حملات التهجير القسري التي تعرض لها أهل السنة والجماعة بالبلاد، بناء على فتاوى دينية اقصائية وكانت أول حالة قتل على الهوية، هي الأستاذ الجامعي: حسام الدين أحمد محمود الأسعد الذي كان برفقة زوجته وأولاده في 2003م، كما يجدر بالذكر والتذكير بأن جريدة جيروزاليم بوست الصادرة باللغة الانجليزية، أوردت يوم 11 ابريل 2003م مقابلة مع أمير الموسوي في المؤتمر الوطني العراقي والساعد الأيمن لأحمد شلبي، حيث صرح هذا المسئول أن العراق الجديد سيقيم علاقات جيدة مع إسرائيل ولن يكون هناك مكان للفلسطينيين، كما اعتبر الموسوي أن الجالية الفلسطينية العريضة يعتبرها العراق الجديد "طابور خامس"، واعتبر بهاء موسوي وهو صحفي عراقي أن الفلسطينيين "مستوطنين" عليهم الخروج من العراق وأن يطردوا خارجها، وانتشر بموجب ذالك منشورات تهديد على فلسطينيي العراق الذين عاشوا به لما يقارب 55 سنة، وهنا أورد مثالاً لما وزع في منطقة الحرية: "بسم الله الرحمن الرحيم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، إلى المدعو...، لقد ثبت لدينا بالدليل القاطع أنك أحد المجرمين القتلة وأنك تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة على قتل الأبرياء، وعليه يجب عليك  الرحيل أنت وعائلتك من المنطقة خلال 72 ساعة وبعكسه سيكون مصيرك القتل وقد أعذر من أنذر.." وكتب على جدران منازل الفلسطينيين : "الموت للفلسطينيين"...
فمع سقوط نظام صدام، سقط التعايش السلمي ليتحول اللاجئ الفلسطيني بالعراق إلى مستوطن غير مرغوب به، كما صرح بذلك الصحفي الشيعي بهاء موسوي في مجلة الفرات سنة 2003م، لتبدأ التصفية الممنهجة للفلسطينيين على يد ميليشيات شيعية: "فيلق بدر-قوات المهدي-الذئب...الخ- بفتاوى صريحة من أية الله العظمى السيستاني، وهو نفس المرجع الذي أفتى بحرمة دم الأمريكي، وفي سنة 2005م ازدادت نسبة الاغتيالات في صفوف الفلسطينيين، وذلك بأبشع الصور وأعجبها، كما تم في 26 ديسمبر 2005م إصدار كتاب رسمي يصل شفويًا للفلسطينيين يتم بموجبه منعهم من أداء فريضة الحج، أما في فبراير 2006م فتمت الجريمة التي قيل عنها في وسائل الإعلام: لم يعرف لها مثيل، حيث هاجمت ميليشيا جيش المهدي جامع القدس في منطقة البلديات وعاثت فيه تدنيساً وتخريباً وإ فسادًا، ولم يسلم من غوغاءها المصحف الشريف ومما كتب بالنجاسة على جدران الجامع وسقفه: "الوهابية أعداء العراق"، وبعد 3 أيام عثر على جثتي شقيقي سفير فلسطين السابق نجاح عبد الرحمن، لتبدأ موجة جديدة من الخطف الذي يعقبه العثور على الجثث وعليها أبشع صور التعذيب السادي الذي لم يسطر له التاريخ مثلاً حتى في أثناء محاكم التفتيش النازية، ومما يجب ذكره هو منع الفلسطينيين من العلاج والدفن وهي قرارات سيادية من أعلى رأس في هرم قيادة دولة الحق والقانون الحديثة..

في سنة 2006م بدأ نوع آخر من التصفية العرقية بحق الفلسطينيين، ألا وهي تصفية أشهر المطلوبين لدى جهاز الموساد الصهيوني، كما صرح  بذلك محمود أحمد فتحي، عضو جمعية الفلسطينيين بالعراق لمفكرة الإسلام في بغداد، ومن أشهر المطلوبين الذين تمت تصفيتهم على يد فيلق بدر، الجناح العسكري لما يسمى: المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق، وجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر نجد: "أحمد فرج" أحد قادة حماس السابقين، والذي كان يعتبر على رأس قائمة الاغتيالات الصهيونية..

لا أنسى أن أشير أن هذه الميليشيات التي حملت على كاهلها مهمة تصفية الوجود الفلسطيني، تدربت على يد حزب الله اللبناني، الذي يضم غالبية الأفراد السابقين لحركة الأمل الشيعية، الشهيرة بمذابح "صبرا وشاتيلا" وهي المذابح التي التصقت لاحقاً بالكيان الصهيوني "بقدرة قادر"...

أما قضية تصفية غالبية أعضاء الوفد  الشعبي الفلسطيني، المكون من 15 فرداً، والذي زار مقتدى الصدر بالنجف، فتعود تفاصيلها إلى أن متزعم الزيارة وهو "توفيق عبد الخالق"، الفلسطيني السبعيني، كانت له علاقة مع أحد التجار من التيار الصدري، وقد حثه هذا التاجر على محاولة تلطيف الجو، خاصة أن معظم الاغتيالات كانت بيد التيار الصدري، خاصة بعد الحملة الإعلامية  الشرسة ضد فلسطينيي العراق، كانت الزيارة مرفوقة بهدايا رمزية قدمت للمرجع الصدري، الذي أصر في مقابل وقف الاغتيالات والتصفيات العرقية: جمع تواقيع تطالب بإعدام صدام، وتجريمه ومناصريه في كل الجرائم المقترفة، ليعثر على جثة الشيخ "توفيق عبد الخالق" بعد أيام من الزيارة، وقد تم قتله بعدما عذب تعذيباً وحشياً جعل من الصعب التعرف على ملامحه وأطراف جسمه، وقد وصلت حصيلة التصفية العرقية في حق  الفلسطينيين إلى 17 ألف، وذلك بأبشع الطرق وأشنعها..

وبذلك يسهل على القارئ المتتبع، فهم حقيقة ما يجري في مخيم اليرموك بسوريا، من تجويع وترويع وقتل جماعي ممنهج، وهو المخيم الذي يحاصر فيه أزيد من 18 ألف فلسطيني، في محاولة لخنق متمردين وهميين، وتصفية إرهابيين خياليين.. فما يحدث هناك هو تكرار لما حصل في ثمانينات القرن الماضي بلبنان، وما حدث في العراق في بداية القرن الحالي.. وما هي بأول جرائمكم يا يهود العرب..

المصدر: موقع أخبارنا

نجاة حمص

كاتبة شابة من جنوب المغرب

  • 0
  • 0
  • 2,643

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً