(14) الاجتماعات في البيوت
محمد صالح المنجد
عند ما تتاح الفرصة لأفراد العائلة بالجلوس سوياً، في وضع مناسب لمناقشة أمور داخلية أو خارجية تتعلق بالعائلة، فإن ذلك يعد علامة على تماسك الأسرة وتفاعلها وتعاونها، ولا شك أن الرجل الذي ولاه الله أمور رعيته في بيته هو المسئول الأول، وصاحب القرار..
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
إتاحة الفرصة لاجتماعات تناقش أمور العائلة: {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ} [الشورى من الآية:38].
عند ما تتاح الفرصة لأفراد العائلة بالجلوس سوياً، في وضع مناسب لمناقشة أمور داخلية أو خارجية تتعلق بالعائلة، فإن ذلك يعد علامة على تماسك الأسرة وتفاعلها وتعاونها، ولا شك أن الرجل الذي ولاه الله أمور رعيته في بيته هو المسئول الأول، وصاحب القرار..
ولكن إتاحة المجال للآخرين -وخصوصاً عند ما يكبر الأولاد- يكون فيه تربية لهم على تحمل المسئولية، بالإضافة إلى ارتياح الجميع لإحساسهم بأن آراءهم ذات قيمة عند ما يُسألون إبداءها، ومن الأمثلة على ذلك مناقشة الأمور التي تتعلق بالحج أو عمرة رمضان وغير ذلك من الإجازات..
والسفر لصلة رحم، أو ترويح مباح، وتنظيم الأعراس ووليمة الزفاف، أو عقيقة المولود، أو الانتقال من بيت لآخر، ومشروعات خيرية، كإحصاء فقراء الحي، وتقديم المساعدات، أو إرسال الطعام لهم، وكذلك مناقشة أوضاع العائلة ومشكلات الأقارب، وكيفية الإسهام في حلها وهكذا..
تجدر الإشارة هنا إلى نوع آخر مهم من أنواع الاجتماعات، وهو جلسات المصارحة بين الأبوين وأولادهما، فإن بعض المشكلات التي تعرض لبعض البالغين لا يمكن حلها إلا بجلسات انفرادية، يخلو الأب بابنه يناجيه في مسائل تتعلق بمشكلات الشباب، وسن المراهقة، وأحكام البلوغ..
وكذلك تخلو الأم بابنتها لتلقنها ما تحتاج إليه من الأحكام الشرعية، وتساعدها في حل المشكلات التي تعرض في مثل هذه السن، واستهلال الأب والأم الكلام بمثل عبارة: "عند ما كنت في مثل سنك.."، له أثر كبير في التقبل، وانعدام مثل هذه المصارحات هو الذي يقود هؤلاء لمفاتحة قرناء السوء وقرينات السوء، فينتج عن ذلك شر عظيم.