النجوى من الشيطان فهل تفعلينها..؟
هناء بنت عبد العزيز الصنيع
وبعض النساء يحلو لهن التناجي على طريقة المجموعات، فتجدهن خمسة يتناجين ويتركن السادسة وحدها، أو تتناجى اثنتان وتتركان الثالثة، ومن التناجي أن يتحدثن بلغة لا تعرفها..
- التصنيفات: مساوئ الأخلاق -
إنه السر بين اثنين أو أكثر..
ومعنى المتناجون: (أي المتسارُّون)، والتسارّ خصوصاً في وجود الآخرين أمر مذموم يُسول به الشيطان ليقع سوء الظن بين الناس.
وبعض النساء يحلو لهن التناجي على طريقة المجموعات، فتجدهن خمسة يتناجين ويتركن السادسة وحدها، أو تتناجى اثنتان وتتركان الثالثة، ومن التناجي أن يتحدثن بلغة لا تعرفها، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذي المؤمن والله يكره أذى المؤمن» (مجمع الزوائد:67/8 خلاصة حكم المحدث: فيه من لا أعرفه).
وعملهن هذا فيه إدخال أذى نفسي على المسلمات، وإعطاء الشيطان فرصة لإفساد المودة بينهن، والزهد في مجالستهن، فمن يُعرضن عنها بالنجوى والتسارُّ فيما بينهن تصلها إشارات بأنها غير مرغوب بوجودها، وكنتيجة طبيعية لسوء أدبهن وحفاظاً على كرامتها فلن تحرص على اللقاء بهن ومجالستهن، ثم إنهن قد يستغربن غيابها عنهن وينكرن ذلك عليها بسبب شدة تبلد الإحساس لديهن..
والله سبحانه قد نهى عن النجوى وبين السبب..
قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادلة:10]، أي: من تزيينه وغوايته ليؤذي المؤمنين.
تذكري مشاعرك عند ما كانت مجموعة من النساء يتناجين ويتركنك وحدك...
هذه الآلام أنت تسببينها لامرأة أخرى عندما تتناجين مع مجموعة ووتتركينها وحدها دون أن تدعينها لمشاركتكن.. وإن كان الحديث خاصاً بكن ولا يناسبها فيمكن تأجيله لوقت آخر، والتحدث بموضوع عام يشارك فيه الجميع ولعل تكملة الأحاديث بالهاتف يفي بالغرض..
تجنبي التسارر لئلا يُساء بك الظن فهذا يقول قد اغتابني.. وذا يستريبُ وذا يَتهم ثم إنك قد تلفتين اهتمام أحد الحاضرات بكثرة النجوى فتحاول معرفة ما تقولينه بطريقتها الخاصة فينفضح سرك..
ولا تنسي احترام من تجالسيهم، فهم جلسوا معك ليأنسوا بك محبة لك وتقديراً، فإذا رأوا منك عدم المبالاة بوجودهم والإساءة لهم، سقط قدرك عندهم ولم يبالوا بك وابتعدوا عنك، فحافظي على علاقاتك بأخواتك المسلمات ولا تدخلي عليهن الحزن، وتجعلينهن يُسئن الظن بك، وتذكري أن الله عز وجل يمقت النجوى فامقتيها وارتفعي للأعلى..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله يكره أذى المؤمن».