المقدمات والنتائج

المقدمات والنتائج .. والتأثير التكتيكي والاستراتيجي
الخروج .. تاريخيا .. والتغيير .. عصريا..
من العبارات والمفردات والمصطلحات التي تحتاج إلى تنقيتها مما علق بها من ملوثات الشوائب، الخروج والخوارج.

تاريخياً ولد هذا المصطلح من رحم واقعة عصيان طائفة لحاكم.
قد كان هذا الحاكم هو الصحابي علي بن أبي طالب، وكان نظام حكمه هو خلافة رسول الله في حراسة الدين وقيادة الدنيا.

وكان للفئة العاصية له انحرافات تتعلق بمسائل الكفر والإيمان والعصيان، لذا فقد كان للخروج والخوارج معاني يجب الحذر منها في ظل تلك المعطيات، بعض ممن أصيبوا بشلل وتأخر في التفكير ينقلون التجربة من ماضيها إلى حاضرنا وأحكامها دون النظر لأي اعتبارات للمتغيرات التي وقعت.

فحكام ما بعد حقبة الاستعمار وسقوط الخلافة العثمانية، حكام سايكس بيكو وكامب ديفيد وأوسلو ولاة البلاد تحت إمارة الخلافة الأمريكية لا يستوي وحكم علي بن أبي طالب وحكم الشرع في التعامل معه لا يستوي مع حكم الشرع في التعامل مع نظام حكم خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه إحدى مقدمات التعاطي السياسي مع الواقع بمعرفة السياسيين.
ان مقدمة التصور الصحيح عن الواقع وإدراكه هي مقدمة لإدارة اختيارات صحيحة لكيفية تغييره أو الخروج عليه.

وهي التي تساهم بقوة في رسم الاستراتيجية والتخطيط والتكتيك للتعامل مع الواقع وتغييره.
في كتاب الله آية هامة جداً عن الاستعداد والتخطيط والمقدمة وهي قائمة على الفكر والتصور عن الواقع ومعركة التغيير.

{لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة}: فالإرداة نابعة من الفكر، فالفكر الذي لا يملك تصورا صحيحا عن الواقع ينتج تصورات مهترئة يترتب عليها عدم التغيير والفشل في الحركة صوب الأهداف.
إن التكتيك والاستراتيجية للتعامل مع واقع بقصد إزالة جاهليته يختلف عن التكتيك والاستراتيجية للتعامل مع واقع بهدف إصلاحه.

وكلها مقدمات ونتائج واضحة المعالم لها جذورها التاريخية وبيئتها الفكرية.
لابد من العناية بالتحليل والعناية بمؤهلات صناعة خطة وقرار المواجهة.